رسالة أهل السودان لقادة قمة المناخ في دبي

 


 

 

========
تعقد،خلال هذه الأيام،اعتبارا من الثلاثين من نوفمبر الماضي، وحتي الثاني عشر ، من ديسمبر الجاري ، اعمل قمة المناخ في إكسبو دبي، بدولة الامارات العربية المتحدة،بحضور نحو سبعين ألف شخص، من بينهم نحو 170 شخصية عالمية من الرؤساء والزعماء والعلماء المهتمين بقضية التغير المناخي ..وهي القمة (COP28)الأكثر أهمية ،بعد قمتي( الدوحة 2012) و (باريس 2015),باعتبار ما يتوقع أن يصدر عنها قرارات فاعلة تساعد علي تجاوز مشكلة التغير المناخي ومنها قرار تخصيص صندوق للمساعدات العاجلة يخصص للدول الأكثر تضررا من تبعات التغير المناخي ومن بينها مناطق النزاعات المسلحة حيث تعتبر الحرب هي العدو الأول للبيئة بما تحدثه من تخريب وتدمير وتلوث للماء والهواء ونزوح وتشريد للانسان ونفوق للحيوان..
وتفيد أخبار القمة ،حتي الآن، بتنامي وتيرة المساعدات،بعد أن تم الموافقة علي انشاء الصندوق، وقد سارعت معظم الدول الكبري بالإعلان عن مساهماتها ومن بينها الدولة المضيفة لأعمال القمة حيث تبرعت دولة الامارات بمبلغ مائة مليون دولار وتبعتها دول أخري بمبالغ مقاربة ..بأمل أن تصل المساعدات لهذا الصندوق المائة مليار سنوياً كما تم التوصية به في قمتي الدوحة وباريس.
ومعروف ، أن الدول الكبري هي المسبب الرئيسي في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي،وأن الدول النظامية هي المتضرر الأكبر ، وبالتالي يجب علي (المتسبب) من تعويض ( المتضرر)..وياتي السودان في طليعة هذه الدول المتضررة ، خاصة بعد الحرب المشتعلة حاليا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع..حرب الوكالات التي تزكيها بعض الدول الكبري والصغري المجاورة..فأحرقت بذلك الزرع والضرع وتلوث الماء والهواء وهجرة السكان بعد أن طال الدمار ديارهم ومؤسساتهم الخدمية...وأصبحت المدن خرابات .
ولا أدري، أن كان ،سينجح ،الوفد السوداني ، المشارك في أعمال هذه القمة، سينجح في عرض الحالة السودانية وما يجب أن تستحقه من مساعدات، ولكن علي المجتمع الدلي،ومن ذات نفسه، أن يبادر ويتبني الحالة السوداني، فتقارير
الأمم المتحدة ووكالاتها المتعددة متخمة بالتقارير والبيانات وما وصل اليه الحال في السودان...ليس اعتبارا من هذه الحرب العبثية..بل منذ حرب دارفور التي اشعلها النظام السابق ...ينظروا الي الحالة السودانية كحالة انسانية وكارثة بيئية بالدرجة الأولي..تناسوا الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وغيرها من الانفلاتات الأمنية...وانظروا للنساء والأطفال والتهجير والجوع والعطش والمرض وتلوث الماء والهواء ...والبيئة التي تدهورت الي درجة الصفر من مؤشر الاستدامة ببنوده السبعة عشرة.
لهذا ، ولغيره من الاستغاثات، اتمني من أصدقاء أهل السودان، من المشاركين في قمة دبي ,طرح فكرة تخيص صندوق مساعدات خاص بالسودان, كحالة استثنائية, لإنقاذ السودان وبيئة السودان ...أو أن يتم تخصيص نسبة (50 بالمائة ) من حصيلة صندوق المساعدات الذي تم اقراره في القمة دبي لمعالجة الأوضاع البيئية المتردية في السودان..وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه قمة المناخ في دبي ، ان هي أرادت فعلا مساعدة الشعب السوداني وحماية بيئته من التدهور....
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء