سيدي رئيس جنوب أفريقيا ؛ نحن أكثر فخراً.. شالوم أخي يوسف الماهري!!

 


 

 

(١)
في عام 2012 بقاعة قراند هوتيل بإحدي دول شرقي افريقيا اقام حزب المؤتمر الوطني الافريقي محاضرة حضرها لفيف من الشباب الشرق الافريقي و كان من ضمنهم صديقي/ ماييك ايي دينق الوزير الحالي لخارجية دولة جنوب السودان ( و الذي يتحرك بخطى ثابتة منذ تسنمه للحقيبة منذ يوليو 2021 برغم انه قادم من خارج المؤسسة، ذلك على نقيض جاري السابق و الوزير الحالي للخارجية السودانية السفير على الصادق و الذي ينتقل من تخبط الي آخر منذ ان هادن الانقلابيين العسكر حتى اوصل مؤسستنا الدبلوماسية الي ما نحن فيه اليوم من السقوط).
في تلك المحاضرة تحدث رجل الاعمال و مسؤول الإستثمار بحزب المؤتمر الوطني الافريقي أنذاك و رئيس الحالي لدولة جنوب افريقيا سيريل رامافوزا عن أهمية المال النظيف في الحياة السياسية السليمة للفرد السياسي، حيث حث الشباب الافريقي على العمل في بناء القدرات المالية الذاتية قبل التفكير في خوض غمار السياسة. و في ذلك سرد الكثير من الأسباب.
في اليوم التالي جلسنا مع اخي ماييك دينق و تناقشنا طويلا عن محاضرة الرفيق رامافوزا و الذي اصبح رئيساً لدولة جنوب افريقيا في 2018، خلفا للرئيس جاكوب زوما.

(٢)
و لأن العقلية السياسية لمجتمعات الدول النامية قائمة على الوصول للثراء من خلال العمل السياسي؛ كانت محاضرة الرفيق رامافوزا مكان ذهول او استغراب الكثير من الحضور.
برغم أنني كنت من المؤيدين و المعجبين بحديثه؛ لكن لم اكن لأتوقع حجم الضرر الذي يتسببه الفقر للممارسة السياسية الا بالنظر الي العلاقة غير السوية بين بعض مكونات ( قحت) و مليشيات الدعم السريع بعد نجاح ثورة ديسمبر السودانية عام 2019.
صحيح ان بعض مكونات قحت في الأصل تعاني من فقر الفكر السياسي الا ان للفقر المادي التأثير الأكبر بوقوع قحت تحت رحمة مليشيا المتمردة مما نتجت عنه المولودة المشوهة ( تقدم).
مخطيء من يظن ان تقدم هي الحاضنة السياسية لمليشيا الدعم السريع.
كلا..!!
انما هي نتاج علاقة غير سوية بين قحت و الجنجويد.
عندما يستسلم بعض السياسيين و بعض قادة حركات الكفاح المسلح و بعض أقلام الصحافة الحرة للإبتزاز بسبب أموال مصدرها دماء النساء و الأطفال و الشيوخ اليمنيين؛ على الأمة الصبر الجميل في غياب العزاء الحسن ..!!

(٣)
في 29 ديسمبر 2023 تقدمت دولة جنوب أفريقيا بدعوى قضائية ضد اسرائيل امام محكمة العدل الدولية بإدعاء جرائم الحرب و الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
و دولة جنوب افريقيا تدرك حجم الكلفة السياسية و الاقتصادية و الدبلوماسية و التي قد تجرها عليها تلك الخطوة الاخلاقية الجريئة. و هي لا تقم بذلك نيابة عن 400 مليون عربي أو مليار و نصف مسلم ،انما نيابة عن الضمير الإنساني الحر المغيب عن عالم اليوم.
يحضرني هنا تسامي دولة جنوب السودان الوليدة عندما صوتت في الجمعية العامة للامم المتحدة في 6 ديسمبر 2012 لصالح مقترح تحول فلسطين من صفة (كيان مراقب) بالامم المتحدة الي (دولة مراقبة) رغم الضغوط الامريكية و البريطانية و الاسرائيلية- السلام على جمهورية جنوب السودان و السلام على أخي السفير البروفيسور فرانسيس دينق.
و دولة جنوب السودان قد اتخذت تلك الخطوة من باب الاخلاق و الكرامة الإنسانيتين - متسامية فوق التصريح الأخرق لزعيم حركة حماس اسماعيل هنية عندما وصف دولة جنوب السودان بالدولة ( اللقيطة) في اكتوبر 2011.

(٤)
بعد رفع الفريق القانوني لدولة جنوب أفريقيا دعوتها القضائية امام المحكمة نيابة عن الفلسطينيين و الضمير الإنساني الحر و عنا جميعاً؛ قال رئيس جنوب افريقيا لأعضاء حزب المؤتمر الوطني الافريقي يوم أمس : " لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم".

و نحن أكثر فخراً منك سيدي و الرفيق سيريل رامافوزا.

المضحك و المبكي في الوقت نفسه ان المستشار للقائد السابق للدعم السريع الاخ يوسف الماهري كان قد تحدث قبل ست أشهر عن تشابه الارهاب الذي يتعرض له كل من الشعب الاسرائيلي و مليشيا الدعم السريع من قبل الاسلاميين الفلسطينيين و السودانيين ( على التوالي)
و هي المقاربة التي رفضتها حتى الصحافة الاسرائيلية. ببساطة لأنها تعرف حقيقة ما هي مليشيا الدعم السريع و ما هم الجنجويد.
و التصريح القبيح ينم عن غباء فاحش من قبل بوق يجاهر بكلمات أصحاب الديانة الابراهيمية دون وعي.
مع ذلك.. شالوم أخي يوسف الماهري...!!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
/////////////////////

 

آراء