عبد العزيز ساكن يدعم البرهان؟

 


 

 

لفت نظري مقال الأستاذة المناضلة الصحفية رشا عوض صاحبة القلم الجريء، بمقالها الأخير الذي جاء تحت " عنوان من أجل الإتساق لا أكثر.
الذي وجهت اللوم فيه إلى د. محمد جلال هاشم، والكاتب الأديب عبد العزيز ساكن، اللذان إتخدا موقفاً مسانداً للبرهان ومن خلفه فلول النظام البائد الكيزان، بحجة واهية مفادها إنهما يساندان الجيش حفاظاً على وحدة الوطن!
بجانب ما تفضلت به الأستاذة رشا عوض من أسئلة جريئة، لاسيما سؤالها المحوري ، ماذا سيكون موقف عبد العزيز ساكن ومحمد جلال هاشم لو أن الحرب الدائرة كان أحد طرفيها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، هل سيكونان في صف الجيش؟ أم في صف الحركة الشعبية؟
هذا سؤال جوهري يؤكد موت الضمير، وإزدواجية المعايير وحجم التناقض الفاضح في مواقف بعض من يعتبرون أنفسهم من النخب والمثقفين!
يا عيب الشوم .. حتى أنتما قد سقطتما في مشوار النضال الطويل بموقفكما الداعم للبرهان ومن خلفه الكيزان.
اليوم ظهرت ضالحتكما الفكرية والثقافية! إلى هذا الحد أنتما غير قادرين على التفريق بين الباطل والحق؟
هل حرب مافيا المال والسلطة والجريمة المنظمة، هي حرب الجيش؟
في أي كوكب تعيشان؟ إلى هذا الحد بلغت بكما الأمية الفكرية والسياسية والثقافية للدرجة جعلتكما لا تدركان مخططات الحركة الإسلاموية التي حاولت تمرير إنقلاب ٢٥ إكتوبر ٢٠٢١ وتثبيت أركانه، لكنها فشلت بعد موقف قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو " حميدتي" الذي وصف ما حدث في ٢٥ إكتوبر ٢٠٢١، بأنه إنقلاب عسكري ضد حكومة الثورة بقيادة د. عبدالله حمدوك وإعتذر للشعب السوداني لمساندته له في بادئي الأمر، وأكد أنه مع التحول المدني الديمقراطي، قلباً وقالباً، وقد طالب بخروج المؤسسة العسكرية بجناحيها الجيش والدعم السريع من الحياة السياسية وتسليم السلطة للمدنيين.
هل هذا الموقف الذي أتخده حميدتي يستحق الإشادة والتقدير والمساندة؟ أم يستحق التشكيك والتبخيس والتسفيه؟ ولمصلحة من؟ أي تناقض هذا؟
ما قيمة الكتابة؟ وما قيمة الكاتب حينما يتحول إلى ببغاء أو إلى صرصور؟
من يدعمون الإنقلابي البرهان، لا يخرجون عن أربع إحتمالات: إما إنهم من متآمرين مثل الكيزان الذين أعلنوا موقفهم الرافض للتحول المدني الديمقراطي، وهذا الموقف متاح في النت بالصوت والصورة.
وإما ينطلقون من منطلق عنصري جهوي بغيض.. وإما من منطلق فيه جبن وخوف .. وإما من منطلق أساسه الجهل والغباء والسذاجة!
وهنا أضيف إلى تلك المواقف موقف آخر .. وهو موقف الجهل المركب.
أي وقوف بعض المثقفين مع المؤامرة الشريرة التي يقودها الكيزان.
هذا الموقف الغريب الذي أظهر الجهل المركب بأشع صوره وتجلياته .. جهل الجاهل لجهله
أي كما يقول السودانيون بالدارجي: القلم ما بزيل بلم.
معقولة دي؟ يا جلال هاشم وعبدالعزيز ساكن أنتما اللذان تساندان الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو .. تصطفان خلف البرهان والكيزان في هذه المسرحية العبثية بحجة أنكما تدعمان الجيش؟
يا عيب الشوم . . ويا خسارة ..
دعم الجيش، يفرض عليكما الترفع عن الصغائر وتغليب المصلحة الوطنية العليا، بتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية.
وأن تقولا للأعور أنك أعور، بدلاً من التواري وراء شعار دعم الجيش الذي يتوارى خلفه الكيزان وكل الخونة والإنتهازيين.
الحرب الدائرة الآن هي مؤامرة واضحة، يقودها الفلول ضد الثورة وضد التحول المدني الديمقراطي، وضد تطلعات الفقراء والكادحين والمهمشين، تحت لافتة الجيش.
لذلك أتساءل: أين ذهب "الجنقو" يا عبد العزيز ساكن ؟ وأين ذهبت شعارات التحرير يا جلال هاشم؟
للأسف ما سمعناه وقرأناه لا يعبر عن حالة وعي ورقي، بل فيه تقليل من الإحترام والتقدير وإلحاق ضرر بالغ بالثقافة والعلم والذكاء والعقل والصدق والوقار.

الطيب الزين

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء