فترة الثقافات المبكرة من تاريخ السودان القديم (11) !!

 


 

 

ahmed.elyas@gmail.com

حضارة ما قبل كرمة ووصلاتها بجيرانها
كنت أود كما وعدت في المقال السابق أن أتناول المجموعة الثقافية ج بعد أن تعرفنا على الأوضاع بصورة عامة جنوب مصر بعد نهاية مملكة تاستي في قسطل، غير أنني رأيت أن أتناول أولاً حضارة ما قبل كرمة السابقة زمنياً للمجموعة ج. ولا يهدف هذا التناول إلى دراسة حضارة ما قبل كرمة بل يسعى إلى التعرف عليها بإيجار والتعرف على صلاتها بجيرانها على النيل وشرقه وغربه.
وقد تناولنا في موضوعاتنا السابقة عن "الثقافات السودانية المبكرة أرقام 1 إلى 9" قيام وتطور تلك الثقافات المبكرة على النيل وفي المناطق الصحراوية الحالية غرب وشرق النيل حتى الألف الرابع قبل الميلاد. فهل كانت هنالك علاقات وتواصل بين تلك المناطق وحضارة ما قبل كرمة أم تأسست حضارة ما قبل كرمة على النيل منفصلة ومنعزلة عما حولها؟ وهل انقرضت حضارة ما قبل كرمة كما يرى بعض الباحثين أم تواصلت وساهمت في تأسيس حضارة كرمة؟
للإجابة على ذلك سنحاول أولاً: التعرف بإيجاز على أوضاع المناطق المجاورة لحضارة ما قبل كرمة: 1. مناطق شمال وجنوب الشلال الثاني (حضارتي كرمة وما قبل قسطل المجموعة أ) 2. مناطق لقية ووادي هور 3. مناطق وادي العلاقي والبطانة والقاش. ثانياً: التعرف بإيجاز على علاقات وصلات حضارة ما قبل كرمة مع: 1. حضارة كرمة 2. حضارة ما قبل قسطل 3. مناطق القية ووادي هور 4 مناطق وادي العلاقي والبطانة والقاش. فقد شهدت تلك المناطق قيام وازدهار ثقافات وحضارات مبكرة تواصلت حتى قيام حضارة ما قبل كرمة في الألف الرابع قبل الميلاد.

أولاً: أوضاع المناطق المجاورة لما قبل كرمة
1-1 مناطق شمال وجنوب الشلال الثاني
شهدت منطقة الشلالين الثاني والثالث قيام وتسلسل أقدم الثقافات السودانية المبكرة لأكثر من عشر ألف سنة قبل قيام حضارة ما قبل كرمة منذ عصر ثقافة قادان - التي أطلقت عليها Usai ثقافة بلانا - في منطقة الشلال الثاني. وقد استمر تواصل وعطاء الثقافات في هذه المنطقة حتى الألف الخامس قبل الميلاد حيث ازدهرت ثقافة أبكان المعاصرة لثقافة ما قبل قسطل في منطقة الشلال الثاني. (Sadig, p 133; Rampersad, p 277’ Gatto, 2006b, p73)
وتدين ثقافة ما قبل قسطل شمال الشلال الثاني في الألف الرابع قبل الميلاد بقدر كبير إلى ثقافة أبكان. فقد عاصرت ثقافة أبكان في فترتها النهائية ثقافة ما قبل قسطل المبكرة وتم التواصل بينهما خلال النصف الأول من الألف الرابع الميلادي، وحلت ثقافة ما قبل قسطل محل ثقافة أبكان في منطقة الشلال الثاني. (Lange and Nordstrom, 2007, p299; Roy, p 81; Gatto, 2006 b p 73; Gatto, 2002, p 16)
وقد تناولنا في الموضوع رقم 7 من هذه السلسلة قيام حضارة ما قبل قسطل في منطقة لقية غرب النيل وبين الشلالين الأول والثاني في الألف الرابع قبل الميلاد، وتطور حضارتها بقيام مملكة تاستي التي كانت عاصمتها قسطل. وقد تواصل تطور مجتمعات المنطقة وامتدادها جنوباً حتى منطقة الخرطوم الحالية معاصرة للحضارة ما قبل كرمة. وانتظم التطور الحضاري على طول النيل جنوباً حتى النيل الأبيض حتى عصر حضارة ما قبل كرمة. (Winchell, 485, 488; Haaland, 89; Ross. P 34-35; Usai, 2020, p 99, 102; )

1-2 مناطق لقية ووادي هور
تقع لقية إلى الغرب من الشلال الثالث وتشمل منطقة واسعة تتضمن جرف ووادي لقية، وواحتي لقية أربعين ولقية عمران وواديي سهل وشاو. (Lange, 2006, p 107)فعلى سبيل المثال أوضحت الآثار أن بعض مواقع هذه المنطقة شهدت استيطان متتالي من الألف السادس وحتى النصف الأول من الألف الثاني قبل الميلاد. وكان الرعاة لا يزالون يستقرون موسمياً في هذه المناطق. (Lange, 2006, p 107; Lange, 2006/2007, p 243) Schuck, 1989, p 423
وإلى الغرب من منطقة لقية تقع بحيرة شمال دارفور الكبرى القديمة Northern DarfurMega-Palaeolake. وقد أوضح المسح السطحي بالرادار وجود حوض واسع في شمال دارفور تقدر مساحته بنحو 28802 كم مربع. يصب في هذا المنخفض عدد كبير من الروافد من المناطق المجاورة للمنخفض الذي توجد بداخله بحيرة كبيرة. وقد عثر على 258 موقع أثري في منطقة بحيرة دارفور الكبرى. (Ghoneim, E. and el-Bas, p 5005; Keding, p 94-95)
وإلى الجنوب من منطقي لقية وبحيرة دارفور القديمة يقع وادي هور الذي أطلق عليه الباحثون "النيل الأصفر" وكان من أهم روافد النيل الدائمة الجريان ومن أكبرها في تاريخ السودان القديم في فترة Neolithic Sub-Pluvial بين الألفين الثامن والثالث قبل الميلاد. وكان طول النيل الأصفر من منبعه في منطقة منبعه جنوب إنيدي في شرق دولة تشاد إلى مصبه في النبل شمال الدبة نحو 1100 كيلو متر.. (Dimmendaal, p 46; Keding, 90; Pachur and Kroplin, 298; [url]http://www.newscientist.com[/url])
وتوضح الأثار التي تم التعرف عليها على النيل الأصفر أنه كان مأهولاً بالسكان، وقد تمكن الباحثون في مواسم 1995 – 2006 من اكتشاف عدد 2400 موقعاً ولا تزال مساحات كبيرة فيه لم تنقب بعد. وقد تم العثور على طول 12 كيلومتر على 860 موقع مما يوضح الكثافة السكانية على النيل الأصفر. (Keding, p 94 - 95
وإلى الجنوب من وادي هور تقع سلاسل المرتفعات الجبيلة في دارفور وكردفان الغنية بمواردها المائية، فقد تمتعت بمناخ رطب منذ الألف الثامن قبل الميلاد. فعلى سبيل المثال تم الكشف في منطقة جبل تقرو على 263 موقع، كما عثر على عدد من المواقع الأثرية على أحد فروه وادي الخديرة في جبال تقرو (Nicoll p 571, Keding, p 95) وإلى الشرق من مرتفعات دارفور يقع وادي الملك الذي يربط النيل ومناطق شمال كردفان من جهة وربطه من جهة أخرى صحراء بيوضة ونهر النيل بالمناطق الواقعة شرقيه. ويبلغ طول وادي الملك نحو 563 كيلو متر، ويتراوح عرضه بين 10 - 30 متر. (Soghayroun, p 25) وقد كان الوادي أحد روافد النيل المهمة في الفترة بين الألفين الخامس والثالث قبل الميلاد. (Nicoll, 568
1-3 مناطق وادي العلاقي والبطانة والقاش
وإلى الشرق من منطقة الشلال الثاني ينتشر وادي العلاقي داخل حدود السودان في صحراء العتباي الحالية. وقد تمتع وادي العلاقي بمناخ رطب وتطورت فيه الثقافات المبكرة. منذ الألف الثامن قبل الميلاد. فقد تم العثور في شمال شرق وادي العلاقي داخل حدود السودان الحالية على آثار توضح وجود الحياة لبشرية منذ عصر الهلوسين المبكر، كما تم الكشف في وادي قبقابا الرافد الغربي لوادي العلاقي مقابل وادي حلفا على بقايا بحيرات قديمة وكهوف وأماكن إيواء صخرية وعلى 55 موقع أثري. ووجد محار كثير ومناطق استقرار وآثار نار وفخار ترجع إلى الفترة بين الألفين الثامن والرابع قبل الميلاد. كما عثر على ما يوضح استغلال مناجم الذهب منذ عصر ما قيل الأسرالمصرية وعلى بقايا هياكل بشريةورسوم بشرية تحمل أقواساً وخرز أخضر وفخار مزين. وتشير هذه الآثار إلى الاستيطان الموسمي منذ عصر الهلوسين المبكر. (Gatto,2012, p 43 – 46, 53, Sadr and Castigliano, 104 - 105)
وتم الكشف عن مواقع مستوطنات ومقابر في أعالي نهر عطبرة، وتدل القرابين في القبور على أن أصحابها كانوا يعيشون في مجتمعات منظمة. (Bakhiet, 112 - 117) كما شهدت منطقة البطانة منذ بداية الألف الرابع تحولاً فيما عرف بحضارة البطانة" وتم التعرف على عدد من المستوطنات (القرى) تتراوح مساختها بين 3000 – 10000 متر مربع ذات كثافة سكانية عالية وتخصص حرفي وفوارق اجتماعية وسمات ظهور المدن. "وقفت هذه القرى عند حافة مرحاة عادة ما تفضي إلى نظام اجتماعي سياسي" (العباس ص 67، 70)
وفي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد تطورت حضارة مجموعة القاش التي لم تكن منحصرة فقط بين منطقة القاش ونهر عطبرة ودلتا القاش لكنها امتدت شرقاً حتى منطقة أغرودات وامتدت غرباً إلى منطقة أركويت. وقد تضمنت آثارها أختام وبعض ما يشير إلى النظام الإداري مما يشير إلى وجود تنظيم لبعض الأنشطة التجارية، وربما كانت أساليب الإدارة ذات ارتباط بمنطقة النوبة العليا. (Manzo, p 33, 35 - 37)

ثانياً: علاقة حضارة ما قبل كرمة بجيرانها
2-1 صلات حضارة ما قبل كرمة بحضارة كرمة
تقع المخلفات الأثرية لحضارة ما قبل كرمة في مدينة كرمة الحالية، وتبلغ مساحة الموقع الأثري نحو 5000 متر مربع يتضمن آثار استيطان سابق يرجع إلى النصف الأول من الألف الخامس قبل الميلاد. ولا تزال آثار ما قبل كرمة المكتشفة قليلة. وبرى بروس وليام أن معلوماتنا عنها لا زالت محدودة. (Honegger, 2004, p 84; Honegger 2020, 143; Williams, 2006, p 180)
وقد ازدهرت حضارة ما قبل كرمة نحو عام 3500 قبل الميلاد. وتنقسم إلى ثلاث مراحل. المرحلة المبكرة 3500 - 3000 ق م والوسطى 3000- 2900 ق م والأخيرة 2900- 2600/2500 ق م. فحضارة ما قبل كرمة عاشت نحو ألف سنة حتى اتصلت وارتبطت بحضارة كرمة التي أصبحت تبدأ بما قبل كرمة نحو 3500 – 3000 ق م. وقد تم تخصيص مرحلة منفصلة أُلحقت إلى مراحل حضارة كرمة أطلق عليها "كرمة ،0 وأُرخ لها بين ; Honegger, 2020, p 145. 1482600 – 2500 ق م (Honegger, 2018, p 22. 27)
فقد بينت الكشوفات الحديثة في المقبرة الشرقية بكرمة كما يرى هونجر (Honegger, 2020, p 148) التواصل بين حضارة ما قبل كرمة وحضارة كرمة. وأوضحت دراسة فخار كرمة القديمة في القطاع 28 في المقبرة الشرقية أنه ينسب إلى فخار ما قبل كرمة. ويشير كل ذلك إلى التواصل الواضح بين الحضارتين.
فحضارة ما بعد كرمة لم تعد منفصلة عن حضارة كرمة كما كان يرد في السابق وأنها اختفت لأسباب غير معلومة. (Honegger, 2020, 145, 148) ويرى هونجر أن تطور حضارة ما قبل كرمة مهم جدا لفهم المسار الاجتماعي والاقتصادي الذى أدى إلى تأسيس دولة كرمة، هذا الحكم الذي كان هونجر (Honegger, 2004, p 88) قد ترد فيه.
وقد امتد مفهوم ما قبل كرمة ليشمل امتداد كرمة الاقليمي كما صاي وفي منطقة دنقلة وامتدادها وتم التعرف على كثير من مستوطنات ما قبل كرمة. (Emberling, P 126, 130) ويرى هونجر أنه وفقاً لتصنيف فخار ما قبل كرمة فأن وجودها ربما كان معروفاً بين الشلالين الأول والرابع. (Honegger, 2020, 148) وهكذا فإن حضارة ما قبل كرمة لم تنقرض بل شارك مؤسسوها في تأسيس حضارة كرمة وتواصلوا مع جيرانهم على النيل

2-2 صلات حضارة ما قبل كرمة بحضارة ما قبل قسطل
سبق قيام حضارة ما قبل قسطل (المجموعة الحضارية أ) في منطقة لقية ومنطقة ما بين الشلالين الأول والثاني قبل حضارة ما قبل كرمة. وقد تعاصرت الحضارتان في النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلاد. ويبدو أن ذلك التواصل قد استمر حتى النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد خلافاً لمن يرى خلو منطقة ما بين الشلالين من السكان بعد نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، إذ يرى هونجر (Honegger, 2020, p 148) أنه يبدو معقولاً أن بعض آثار المواقع في شمال الشلال الثاني توضح دوام استمرار حضارة ما قبل قسطل في المنطقة.
ويرى بعض الباحثين ((Gatto, 2006b, p 64 أن ثقافة ما قبل كرمة تنتمي في أكثر من جانب الى ثقافة ما قبل قسطل وتحمل الكثير من سماتها خاصة في صناعة الفخار. ففخـار ما قبل كرمة في المرحلة المتوسطة يظهر صلات واضحة بفخار ما قبل قسطل. وتزيين فخار ما قبل كرمة يشبه تزيين فخار ما قبل قسطل في مراحله الأخيرة. (Honegger, 2020, pp.143, 145, 147)
ويرى هونجر أن أنواع الفخار التي انتشرت في مرحلة ما قبل كرمة قد تكون تغذت أو تحسنت بتواصلها مع ثقافة ما قبل قسطل وأن آثار ذلك بقيت حية حتى بعد النهاية المفترضة لحضارة ما قبل قسطل. وأن حضارة ما قبل قسطل وحضارة كرمة يمثلان في ذلك الوقت كياناً ثقافياً واحداً (Honegger, 2018, p 27; Honegger, 2020, p 148)) فإن ثقافة ما قبل قسطل انتشرت في مناطق شمال السودان وكانت جزءاً من ثقافة اقليمية في المنطقة. (Rampersad p 327, 456)
وقد اقترحت سابرينا أن يكون مؤسسو حضارة ما قبل كرمة قد تحركوا من منطقة جنوب الشلال الثاني بعد سقوط مملكة قسطل في بداية الألف الثالث فبل الميلاد. (Rampersad, p 314) ويبدو معقولاً أن تكون بعض سمات حضارة مملكة تاستي قد انتقلت إلى حضارة ما قبل كرمة وتواصلت في حضارة كرمة.

2-3 الصلات مع مناطق لقية ووادي هور
توفرت بعض المعلومات عن طريق دراسة الفخار (Gatto, 2002, fig. 5, p 12) عن العلاقات بين منطقة الشلال الثالث حيث نشأت حضارة ما قبل قسطل ومنطقة لقية ووادي هور في النصف الأخير من الألف الرابع قبل الميلاد. واتضح اشتراك منطقة الشلال الثالث – موطن ما قبل كرمة – في ثلاث مجموعات ثقافية مع منطقة لقية وأيضاً في ثلاث مجموعات ثقافية مع وادي هور.
وقد لاحظنا أعلاه العلاقات والتداخل الكبير بين حضارة ما قبل قسطل ومملكة تاستي وبين حضارة ما قبل كرمة. ففخار ما قبل قسطل يتواجد في كل مناطق لقية، وقد فسر ذلك بأن منطقة لقية كانت واحدة من مناطق استيطان مؤسسي ثقافة ما قبل قسطل. (Lange, 2006-07, p 259) ومن المقبول جداً فتراض امتداد تواصل منطقتي لقية والشلال الثاني إلى منطقة الشلال الثالث.
ومن جانب آخر كانت هنالك علاقات طبيعية بين وادي هوز (النيل الأصفر) وبين منطقة حضارة ما قبل كرمة، فوادي هور يصب في النيل في تلك المنطقة. وقد أدى التغير المناخي إلى جفاف الجزء الأدنى من الوادي في الألف الثالث قبل الميلاد مما أدى إلى تحرك سكاني كبير نحو منطقة حضارة ما قبل كرمة.
وهكذا كات ارتباط المنطقة التي نشأت فيها حضارة ما قبل كرمة بمناطق النيل وبالمناطق الصحراوية الحاية ألى الغرب من من الشلالين الثاني والثالث ارتباطا قويا، وكانت كل تلك المناطق تمثل ثقافات اقليمية ذات قاواسم مشتركة في الثقافة المادية ووسائل انتاج الطعام.

2-4 الصلات مع مناطق وادي العلاقي والبطانة والقاش
اتضح مما ورد من معلومات عن منطقة وادي العلاقي السودانية وبعض مناطق نهر عطبرة وشمال أبو حمد أن تلك المواقع كان مَواطناً لثقافات متطورة وكثافة سكانية واضحة. (Sadr and Castigliano, fig. 4).وكان التواصل بين سكان مناطق وادي العلاقي ومنطقة النيل بين الشلالين الأول والرابع متواصلاً منذ أوقات مبكرة. فقد كان سكان النيل يرتادون مناطق وادي العلاقي من أجل الجمع والرعي والصيد والمعادن حيث تتوفر المواد الخام مثل الذهب حتى أصبحت هذه المناطق جزءاً من مكون ثقافة منطقة النيل النوبية. (Gatto, 2006a, p 224, 226; Gatto, 2012, p 64; Manzo, 2017, p 19)
ففخار منطقة وادي العلاقي يشبه بصورة عامة فخار منطقة النوبة على النيل في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد.فقد ارتبط فخار وادي العلاقي بفخار متباين variant الخرطوم في منطقة الشلال الثاني ومرتبط بفخار ما قبل كرمة منذ عصر الهولوسين المبكر. ((Lanna and Gatto p330; Gatto, 2006, p 64; Sadr and Castigliano, 2007, 2011) وأتضح أن فخار مجموعة القاش في الألفين الثالث والثاني تشبه فخار مناطق الشلالين الثاني والثالث. (Manzo, p 33)
كما شهدت منطقة البطانة وامتداها شرقاً التطور الحضاري منذ الألف السادس قبل الميلاد والذي تواصل حتى عصر ما قبل كرمة كما في منطقة شق الدود غرب البطانة ومجموعة خشم القربة ومناطق أعالي نهر عطبرة والقاش. (العباس سيد أحمد، ص 79،93: Manzo, p 20)
وقد شهدت منطقة الشلال الثالث - حيث نشأت حضارة ما قبل كرمة – كما يتضح في شكل رقم 5 الذي عنوانه تحليل فخار المرحلة الرابعة 3500-3000 ق م (Gatto, 2002, p 12) تواصلاً واضحا بالمناطق الشرقية حيث اشتركت مع العتباي في ثلاث وحدات ثقافية وكذلك بنفس القدر مع منطقة البطانة. وكانت معظم الوحدات الثقافية في هذه المرحلة في مناطق البطانة والقاش ذات سمات مشتركة مع ثقافات النيل ومناطق لقية غرب النيل. (Gatto, 2002, p 9)
وهكذا يمكن القول ان معظم مناطق غرب وشرق ووسط السودان عند قيام حضرة ما قبل كرمة كانت تضم مجتمعات طورت أساليب حياتها ونظمها الاجتماعية والاقتصادية في الألف الرابع قبل الميلاد، وساعدت الأوضاع المناخية الرطبة في تلك الأوقات على التواصل والترابط بين تلك المناطق حثى ان بعض الباحثين بالثقافات الآقليمية. فحضارة ما قبل كرمة نشأت كجزء متصل من التطور الحضاري الذي شهدته المنطقة في الألف الرابع قبل الميلاد.
ونواصل ...

المراجع
- العباس سيد أحند محمد على، 2003 "النيل والصحراء خلال العصور الحجرية: تباين بيئي وتكامل حضاري" أدوماتو، العدد السابع ذو القعدة 1423 هـ - يباير (كانون الثاني) ص ص 7 – 30.
- Bakhiet, Fawzi Hassan, “Some Archaeological Evidences from Eastern Sudan (sitite Region” Majallat Addirasat el ‘Ulya, Nilein University, Vol. 10. 2018.
- Dimmendaal, Gerrut J. (2007)”Eastern Sudanic and the Wadi Howar and Wadi al Milk Diaspora” Sprache und Geschichte in Africa,Vol.18:37 - 67.
- Emberling, Geoff 2014 “Pastoral States: toward a Comparative Archaeology of Early Kush” ORIGINI, XXXVI, p125 – 156.
- Gatto,Maria Carmela, 2006 “The Nubian A-Group: A Reassessment” ARCHEONIL no. 16-December, p 61 – 76.
- Gatto, Maria Carmela, 2002, “Ceramic Traditions and Cultural Territories: the Nubian Group in Prehistory” Sudan and Nubia, Bulletin no. 6, pp 8 – 19.
- Gatto, Maria C. 2012 “The Holocene Prehistory of the Nubian Eastern Desert” in Bernard, Hans and Kim Duistermaat, eds. The History of Peoples in the Eastern Desert, Monograph 73, Los Engeles: University of California”
- Ghoneim, E. and el-Bas E. (2007) “DEM Optical-Radar Data Intigration for Paleohydrological Mapping in the Northern Darfur, Sudan: Implication for Groundwater Exploration” International Journal of Remote Sensing. Vol. 28, Issue 22.
- Haaland, Gunnar and Rani, Haaland,2016, “Prehistoric Figurines in Sudan” In Oxford Handbook of Prehistoric Figurines (pp.85-104)Publisher: Oxford University Press Online:11/8/2016.
- Honegger, Matthieu, 2004,”The Pre-Kerma Settlement: New Elements through light on the Rise of the First Nubian Kingdom” Proceedings of the Ninth Conference of the Nubian Studies, August 21-26, Boston.pp.83-94.
- Honegger. Matthieu, 2018, “New Data on the Origin of Kerma” in Matthieu Honegger, Nubian Archaeology in the 21st Century<Leuven-Paris-Bristol-CT.
- Honegger, Matthieu, 2020, “The Pre-Kerma Culture and the Beginning of the Kerma Kingdom” in Emberling, Geoff and Williams, Bruce Beyer (eds.) The Oxford Handbook of Ancient Nubia,Oxford University Pres, pp 143-155.
- Intisar Elzein Soghayroun, Trade and Wadis System(s) in Muslim Sudan. Kampala: Foundation Publisher, 2010.
- Keding, Birgit, (2000) “New Data on Holocene Occupartio of the Wadi Howar region, eastern Sahara/Sudan” Recent Research into the Stone Age of Northeastern AfricaStudies in African Archaeology” Poznan Archaeological Museum.
- Keding, Birgit, (2000( “New Data on Holocene Occupartio of the Wadi Howar region, eastern Sahara/Sudan” Recent Research into the Stone Age of Northeastern AfricaStudies in African Archaeology” Poznan Archaeological Museum
- Lange, Mathias 2006 “The Archaeology of the Laqiya Region (NW-Sudan): Ceramic, Chronology and Culture” in Caniva, I. and A. Roccati (eds.) Acta Nubica,. Proceedings of the 10th International Nubian Studies, Rome2006, proceedings of the X International Conference of Nubian Studies, Rome: 9 – 14 September 2002, pp 107 – 115.
- Lange, Mathias and Nordstrom, H. 2007. Abkan connections – The relationship between the Abkan culture in the Nile valley and Early Nubian Sites from the Laqiya Region (Eastern Sahara, Northwest-Sudan). Archaeological of Early Northern Africa Studies in African Archaeology 9. Poznan Archaeological Museum. 297-312.
- Lange, Mathias (2006-2007 “Development of Pottery Production in the Laqiya-Region: Eastern Sahara” CRIPEL, 26). 243 – 251.
- Lanna, Simone and Gatto Maria Carmela, 2006, “Prehistoric Human Occupation in the Nubian Eastern Desert: an Overview” PAM supplement Series 2.21 p319 – 328
- Manzo, Andrea, Eastern Sudan in its Setting, Oxford OXT 7ED: 2017.
- Nicoll, Cathleen (2004) “Recent environmental Change and Prehistoric Human Activities in Egypt and Northern Sudan” Quaternary Science Review, 23 (2004) 561- 580.
- Pachur H.-J, and j.Kropelin (1987) Wadi Howar: Palioclimatic Evidence from an Extinct River System in the southeast Sahara”Science,Vol. 237, 17 July. 298- 300
- Rampersad, Sabrina Roma, 1999, the Origin and Relationships of the Nubian A-Group. A Ph. D thesis, dept. of near and Middle Eastern Civilizations, University of Toronto.
- Ross, Larry, 2013, Nubia and Egypt 10 000 BC to 400 AD, New York: The Ewin Mellen Press.
- Roy, Jane, The Politics and Trade: Egypt and Lower Nubia in the 4th Millennium BC, Leiden-Boston: Brill, 2011.
- Sadig, Azhari Mustafa 2010, Neolithic Settlement Pattern and Cultural Sequence of Nubia (Northern Sudan) SAHARA, 21.
- Sadig, Azhari Mustafa 2010, Neolithic Settlement Pattern and Cultural Sequence of Nubia (Northern Sudan) SAHARA, 21.
- Sadr, Karim, Castigliano, Alfredo & Castigliano, Angelo, 1995, “Nubian Desert Archaeology: A Preliminary View” Archeologie du Nil Moyen, Vol. 7, pp.203-235.
- Schuck W. 1989. “From lake to well: 5000 years of settlement in Wadi Shaw (Northern Sudan)”, in: Krzyzaniak L., Kobusiewicz M. (Eds.) Proceedings of the 2nd International Symposium: late Prehistory of the Nile Basin and the Eastern Sahara. Studies in African Archaeology, Poznan, vol. 2, 421-429.
- Usai, Donatella, 2020 “The Qadan the Jebel Sahaba and the Lithic Collection” Archaeologia Polona, Vol.58, pp 99 – 119.
- Williams. Bruce 2006, “A-Group society in the Context of Northeast Africa” Studies in African Archaeology 9. Poznan Archaeological Museum, 177 - 194.

 

===========
الأصل
حضارة
ما قبل كرمة وتوضح آثار البرقا التطور الذي حدث في المجتمع مثل عمليات تخزين الطعام و أن الاستيطان المنتظم يدل على وجود سلطة يمكن وصفها بما قبل المملكة pre-kingdom التخزين مثل المتبع على طول النيل حتى مصر. الختم ذو الشكل الرمزي يمثل نوع من التنظيم الإداري. (Bruce 2006, p 180) Honegger 1998 ص 83 مستوطنة ما قبل كرمة التي سبقت كرمة بعدة قرون كانت منظمة بطريقة متماسكة يدل في ذلك الوقت على وجود مجتمع على درجة طيبة من التنظيم ربما هو الذي أدى إلى قيام مملكة النوبة
اتضح في الجدول رقم 5-1 أن عدداً من أنواع فخار مواقع ما قبل قسطل يشترك مع فخار مواقع منطقة الخرطوم الحجري الحديث أكثر من أي منطقة أخرى وبخاصة مع مواقع الكدرو والشهناب والجيلي. وتأتي منطقة الخرطوم في المرتبة الأولى لعلاقات ما قبل قسطل مع الثقافات المعاصرة لها. ((Rampersad, P 418 – 419

============
في النهاية العليا للشلال الثالث خلفت ما قبل كرمة النيولثك السوداني الذي في كثير من النواحي يشبه أفي المباخر وأنواع اللوحات والفخار، وعندما انهيت أ في النوبة السفلى ظلت ما قبل كرمة مستمرة، في وقت ما في عصر وني أو ربما في عصر الأسؤة الخامسة ظهرت ثقافة مادية معقدة أعالي الشلال الثالث إلى النوبة العليا عرفت ب C ....
[أحمد لمثل هذه الاختلافات فصلت ما قبل كرمة عن كرمة.لماذا لا تكزن هذه الاختلافات تطور في الصناعةلأنها توضح تطور صناعات الفخار في مرحلة كرمة. لماذا لا نقول حضارة كرمة بدأت نحو 3000 أو 3500 ودخلت مرحلة تطور, لقد أضافو مرحلة كرمة صفر هونجر ص 22 2018 ص 2600-2500 ...

كرمة

الأبحاثتتناول مراحل حضارة كرمة الثلاث أو الأربعة ولا تتطرق لمملكة كرمة (Anderson, thesis table i>I p 45
كرمــــة بونية نوتة ص 55
Honegger 2020 ص 181 فجوة أثرية بين نهاية النيولثك (موالي 3000) وقيام مملكة كرمة 2500 ق م ... Honegger 2020 ص 145 منطقة شمال دنقة كانت مزدهرة في النيولثك،ثم تلى ذلك خلو بدأ نحو 4000 والسبب في ذلك الخلو ليس واصحا ربما كان نتيجة حدود المعرفة الحالية أو جفاف أدى إلى نزوح السكان أو تناقص جزئي للسكان. وبدأت ما قبل كرمة بعد هذا الخلوفي النصف الثاني من الألف الرابع قبل الميلادزانتهى بقيا كرمة 2500. تواريخ كربون 14 أعطت المرحلة المبكرة نحو 3500 والمرحلة المنوسطة لما قبل كرمة بين 2900-2600
Honegger 2020 ص 144 كانت المعرفة بمنطقة جنوب الشلال الثاني ضحيفة قبل حضارة كرمة ولم توجد مستوطنات بين 4000 – 25000.شكراً للكشوفات وسط المقبرة الشرقية في كرمة المؤرخ لها 3000 والكشوفات بين الشلالين 1 4.... الحديث عن الخلو ( بداية 4 حتى منتصفه 3999-)
Bonnet 2019 ص 8 تاريخ كرمة قديم 2400 ـــ وسيط 1750 ـــ كلاسك ــــ 1750-1450 ص 11 حفريات هونجر الحديثة بينت أن القابر ترجع إلى 2550 ق م Honegger, 2018 كرمة المبكرة 2550-2050 Honegger 2018 شكل 3 ص 22... كرمة القديمة 0 2600-2500 ثم كرمة القديمة1
Bonnet 2019 ص 8 تاريخ كرمة قديم 2400 ـــ وسيط 1750 ـــ كلاسك ــــ 1750-1450 ص 11 حفريات هونجر الحديثة بينت أن القابر ترجع إلى 2550 ق م Honegger, 2018 كرمة المبكرة 2550-2050 Honegger 2018 شكل 3 ص 22... كرمة القديمة 0 2600-2500 ثم كرمة القديمة1
أحد أنواع فخاركرمة المبكرة وجد في ما قبل كرمة وجد في ما قبل قسطل (أ) واستمر حتى ج وحضارة كرمة وتطور شكل الفخار مع الزمن... Honegger, 2018 ص 24
Emberling,, P 126, 130) فأقسام حضارة كرمة أصبحت تبدأ بما قبل كرمة نحو 3500 – 3000 ق م. فأصبحت مراحل حضارة كرمة 1. ما قبل كرمة 3500 – 2500 ق م 2. كرمة القديمة 2500 – 2000 ق م 3. كرمة الوسطى 2000 – 1750 ق م 3. كرمة الكلاسيكية 1750 – 1500 ق م
Bonnet 2019 ص 12 القلاع في فترة كرمة المبكرة توضح ظهور إدارة قوية في أصل المملكة الأولى ص 38 كرمة الوسطى شهدت تدعيم مؤسسات المملكة التحصين والجيش وإنشاء المعابد والتجارة
Bonnet 2019 ص 18 بعض آثار المباني السكنية في كرمة المبكرة تشبه سكن سلاطين دارفور في العصر الوسيط . ص 56 دوائر حجرية على النيل في كرمة. ص 65 على عمق 6 أمتار وجدوا دوائر حجرية قطرها 71 متر
Torok 2009 ص 62 سكان وادي هور تحركوا نحو منطقة دنقلةproto-Meroitic names لمواد الأثرية لقادى كرمة راى كلود أن بعضهم كان يتحث Proto-Meroitic ص 62 لعب وادي هور دور كبير في قيام مملكة كرمة.
وقد توفرت المزيد من المعلومات في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين عن مراحل حضارة كرمة وحدث تعديل كالآتي: 1. كرمة القديمة صفر 2600 – 2500 ق م 2. كرمة القديمة وتنقسم إلى ثلاثة أقسام 2أ/ 2500 – 2300 ق م و2ب/2300 – 2100 ق م و2ج/ 2100 – 2000 ق م 3. كرمة الوسطىتبدأ 2000 ق م. ((Honegger 2018 p 22
ومقابر منطقة كرمة فسرت بأنها مقابر زعماء محلين توضح مجتمع ذو نمط غذائي مختلط وحدود واسعة مما يشير إلى مقدمة الملكية. ( Sadig, 2010, p 137 - 138; Gatto,2009, p 22)
تم العثور في أثار كرمة ما يشير إلى امكانية تبادل حكام منطقة جنوب الشلال الثالث كرمة الهدايا من ملك مصر ببي الأول 2321-2287 ق م. (Török, 2009, p59)
Honegger 2018 24 فخار مصري وجد في كرمة المبكرة... ص 27 فخار ج يوجد بوضوح في كرمة المبكرة
امبرلنج ص 130 بدأ أساس كوش مبكرا نحو 3000 ق م في مستوطنة كبيرة في كرمة تمتد لنحو 10 هكتار غنية بالمواد الأثرية بما فيها منازل ربما كانت لطبقة اجتماعية عالية.... امبرلنج ص 130- 131 تم العثور في منطقة كرمة على فخار المجموعة أ وما قبل الأسر والآسرات المبكرة توجد صلات قوية بين ما قبل كلامة وكرمة 0 و1 و11
Honegger, 2018 ص 22 فخار كرمة القديمة ينسب إلى ما قبل كرمة ويندرج في بعض النواحي لفخار ج المبكر وقد نسبنا هذا الفخار إلى فترة جديدة أطلقنا عليها كرمة0 صفر ص 24 أحد أنواع فخاركرمة المبكرة وجد في ما قبل كرمة وجد في ما قبل قسطل (أ) واستمر حتى ج وحضارة كرمة وتطور شكل الفخار مع الزمن... نوع آخر من فخار النصف الثاني لكرمة المبكرة وجد في ج. وفخار ج وجد في كرمة المبكرة ص 27 فخار ج يوجد بوضوح في كرمة المبكرة
Torok 2009 p 59 الرحالة وني 2345- 2278 وحرخوف 2278-2184 ق م
Torok 2009 p 59 هدايا بين الملك ببي الأول (2321-2287) وبين حاكم كرمة جنوب الشلال الثالث.
David O Connor has recently published a challenging series of papers in which he attacks many of the preconceptions of Egyptology and Nubian studies regarding the position and extent of the Nubian localities (O'Connor 1986; 1987: 1991). Whether or not we accept O'Connor's locations, and the implications which inevitably arise from them. We can certainly re-examine our attitudes towards the nature of the Nubian states. Terminology chiefdom, "princedom" or "kingdom" - has been extraordinarily loose as O'Connor rightly pointed out. There has been also a tendency to dismiss the New kingdom local rulers as little more than sheikhs of Beled and to see them as of little political significance, a view this writer has challenged (Morkot 198%: 1991) ((Morkot, 1999, p 181)
//////////////////////////

 

 

آراء