فراغ كبير خلفه العمالقة في مصر في شتي المجالات

 


 

 

فراغ كبير خلفه العمالقة في مصر في شتي المجالات خاصة الثقافية وتحاول القناة الثقافية أن تنقذ مايمكن إنقاذه وتبذل ما في وسعها وفي بلادنا الحبيبة الثقافة لم يعد لها وجود وبقيت منها ( لوحة ) معلقة على جدار الخواء !!..

منذ أن رحل عبقري الرواية السودانية الطيب صالح هل ظهر فينا عبقري جديد ام أن الساحة ظلت علي جدبها تقتات الملل وتعشق الفراغ ولا جديد تحت الشمس والثقافة عندنا ليست مهددة بالانقراض بل انقرضت حقا !!..
عندما كان راتبي الشهري ( أربعون جنيها لا غير ) كنت اصرف نصفها مقابل الصحف والمجلات المصرية التي كانت في قمة الجمال والأناقة والتنوع في كافة مجالات الإبداع الكتابي وكان هنالك مبدعون طوعوا القلم لإسعاد الشعوب العربية من الخليج الي المحيط!!..
لست وحدي الذي يتنازل طائعا مختارا عن نصف راتبه مقابل المطبوعات المصرية ذات التشويق العالي والإثارة والمرح بل كان تقريبا الكثير من اهل بلادي لهم شغف بكتاب مصر وما يخطون علي الصفحات التي تنزل علينا بردا وسلاما وزيادة في العلم والفنون والآداب والسياسة والفنون !!..
ووسائل الإعلام في مصر والسينما والمسرح والاوبرا ومجمع اللغة العربية جعلت من ارض الكنانة القائدة والرائدة والقائدة لاخواتها من الدول العربية مع حضورها العالمي والسياحة فيها التي تجذب البشر من شتي أنحاء المعمورة يأتون لينعموا بالآثار لحضارة عمرها خمسة آلاف من السنين من الازدهار في ذاك الزمان الغابر!!..
ومنذ أن جاء انقلاب يوليو ١٩٥٢ وهذه البهرجة التي اخفي بها وجه دكتاتوري بغيض وفي الظاهر الانشاء والتعمير والانسان في ظل العهد الجديد تم تصنيفه مواليا أو غير ومن هنا بدأ النفاق يلف الحياة المصرية وبدأ الإعلام المصنوع والتعليم الموجه ورغم أن الثقافة مازالت بخير وهي الارفع والاحسن في الوطن العربي والعمالقة يسدون عين الشمس في مختلف المجالات والتخصصات والجامعات مخرجاتها من الدرر والبعثات للخارج متوالية وعلماء مصر أثروا الداخل والخارج وبصماتهم كانت في كل مجال وفي كل شبر من هذا الكون الواسع !!..
كان قيام نظام ١٩٥٢ شؤما علي جنوب الوادي الذي شهد انقلاب عبود الذي حكم بالحديد والنار لمدة ستة أعوام رغم مظاهر البذخ وايضا نما في ظل هذا الوضع النفاق والتمجيد للعصبة الحاكمة وقائدها الذي احتضنته امريكا وطوته تحت جناحها فصار يحارب الشيوعية والشيوعيين نيابة عنها وعمل بتفان وإخلاص مثله مثل أي خادم مطيع لسيده الي أن اقتلعته رياح اكتوبر العاتية !!..
ودبر جمال عبدالناصر انقلاب النمري عام ١٩٦٩ وضاعت من بلادنا احلي سنين العمر كانت كلها اناشيد وأغاني وأغاني ومشروعات تغلب عليها الدعاية أكثر من الفائدة والنميري بكلياته صار مصريا ونقل نظامه السياسي نقل مسطرة من الإخوة في شمال الوادي وسماه تيمنا بهم الاتحاد الاشتراكي وبكي وجعر عندما رحل جمال عبدالناصر!!..
عند غزو الكويت اختار المخلوع البشير أن يقف مع صدام وهذا ما جر علينا غضبة كل الدول العربية ومن قبل وقف النميري مع السادات في اتفاقية كامب ديفيد التي كانت شؤما علي كل العرب وبموجبها خرجت مصر من الإجماع العربي وفقدت السيادة والريادة علي العرب وأصبحت تابعة ذليلة لأمريكا وللكيان الصهيوني بل صارت عبرية أكثر من العبريين أنفسهم وحاول الشعب المصري بكافة السبل أن يقف أمام هذا التحول الخطير ورفض التطبيع بكل حزم وعزم ولكن الديكتاتورية كانت تقمعه بعنف والسجون اكتظت بالابرياء المطالبين بالحرية والانعتاق وبلادهم صار تسليح جيشها من امريكا وقمحها من امريكا مقابل أن نظل من المؤلفة قلوبهم وان تكون حبيبة وقريبة من تل أبيب وان تكره اخوانها العربيات وان تكون وكيلة الغرب لإجهاض اي ربيع عربي وقد نجحت في ذلك ومازال التآمر مستمرا خاصة ضد السودان !!..
وشيء طبيعي بعد نجاح الثورة عندنا مخافة أن تمتد رياح التغيير القطر المصري شمر السيسي عن ساعد الجد ورمانا بعباس كامل هذا الاستخباراتي الجهنمي الذي نسق مع اللجنة الأمنية كل مصيبة حلت بنا ورأينا كيف عملوا علي إفشال الثورة وبدأوا في إرجاع الفلول لسابق عهدهم بل ارجعوا لهم كل ما نهبوه ومحاكمة مدبري انقلاب ١٩٨٩ تسير بصورة مملة وكبار العهد البائد نكروا صلتهم بالانقلاب وكما هو معروف فإن الشينة منكورة والمخلوع أعلن أنه يتحمل الجريمة وحده وان الاعتراف سيد الأدلة مع أنه كان يعمل معهم فى وظيفة مغفل نافع !!...
ليس لنا أي مشكلة مع الشعب المصرى الشقيق الصديق وهو نفسه قد عاني الكثير من حقبة جمال ومن السادات بعد كامب ديفيد ومن حسني مبارك الذي بالغ في حب إسرائيل والانبراش لهم لدرجة تدعو للدهشة أما السيسي فقد فات الكبار والقدرو ومازال تامره علي السودان مستمراً !!..
نعترف لمصر بثقافتها العالية ورغم اختفاء العمالقة في دنيا القلم والإبداع الا أن بمصر شباب واعد يمكن أن يعوضوا مافات رغم الديكتاتورية والنفاق الذي بات يغطي معظم القنوات الفضائية ولكن البركة في القناة الثقافية التي تقدم السهل الممتنع ونتمني أن يكون لنا مثلها !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////////

 

آراء