فضيحة المادة (٩) !! بقلم: صباح محمد الحسن

 


 

 

أطياف -
أن تُخطىء في الإجابة على سؤال في الإمتحان أمر طبيعي ولكن أن تُخطىء في كتابة اسمك في غير المكان المخصص له على الورقة ، هذا قد يجعلك تفقد حتى درجات الإجابات الصحيحة ، وأمس الأول كتبت الخارجية السودانية اسمها خطأ على ورقة الدبلوماسية جعلها محل سخرية العالم ، لأنه كشف الغباء الدبلوماسي المركب الذي تعاني منه عندما أخطرت الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس شخصا غير مرغوب فيه .
وكشفت بهذه الخطوة انها غير ملمة بالقوانين الدبلوماسية والأعراف الأممية ، فالخارجية إستندت على طرد فولكر وفقا للمادة (9) من (اتفاقية فيينا لعام 1961) والتي تنص على ( أنه يمكن للدولة المستقبلة في أي وقت ودون إبداء الأسباب ، أن تمنع عضوًا من الدولة المرسلة (شخص غير مرغوب فيه) من دخول الدولة المستقبلة أو البقاء فيها ويمكن أن يكون هذا الشخص رئيس البعثة أو عضوًا في السلك الدبلوماسي أو أي عضو آخر في البعثة ) .
فجهل الخارجية يكمن في ان المادة (٩) تحكم العمل الدبلوماسي بين الدول فقط و ليس موظفي الامم المتحدة العاملين او المعتمدين لدي الدول الاعضاء
وان الامم المتحدة محكومة بالإتفاقية الخاصة بالحصانات والإمتيازات الممنوحة لموظفي الامم المتحدة هذا بالاضافة الي الامتيازات والحصانات التي وافق عليها السودان وفقا للاتفاقيات التي بموجبها تم انشاء البعثة
لذلك جاءت فتوي مكتب الشؤون القانونية في نيويورك بمثابة ضربة دبلوماسية و قانونية موجعة عندما اوضحت أن المادة (٩ ) من اتفاقية فيينا لا تنطبق علي فولكر الذي تم تعيينه بتفويض من مجلس الأمن بموجب الفصل السادس بطلب حكومة السودان لهذا رد الامين العام للامم المتحدة على طلب الطرد ان فولكر سيواصل مهمته
لذلك فإن الخارجية ( المسطحة ) وقعت في خطأ لاستخدامها لغة تنطبق علي البعثات الدبلوماسية التقليدية( سفير دولة أو أي دبلوماسي اخر ) وتعتبره شخصا غير مرغوب فيه .
كما ان السؤال الذي يستدعي السخرية هو كيف للخارجية ان تعتبر شخص غير مرغوب فيه وهو غير موجود على الاراضي السودانية !!
وفولكر يمكن ان يدير عمله من الخارج من أي دولة اخرى، اما إتهام فولكر بالإنحياز الي اطراف بعينها فمهمة فولكر الرئيسية هي تسهيل عملية الانتقال الديمقراطي وليس العسكري فهل تتوقع الحكومة ان ينضم لأحدي الحركات المسلحة ام يطالب ببطاقة عضوية المؤتمر الوطني أم يدعم عملية تسليح المواطنين !!
ان ماحدث سابقة وفضيحة دبلوماسية بجلاجل لعبت فيها الخارجية دور المهرج الذي جعلها اضحوكة
فخلاصة الأمر ان فولكر سيبقى في منصبه وسيظل منحازا للمدنيين ويعمل من اجل تحقيق التحول الديمقراطي لطالما ان المهمة لاعلاقة لها بالحدود الجغرافية للبلد المعني
لكن المهم هو مايترتب على هذه ( الحماقات الكيزانية ) وهو ان يكون السيناريو المحتمل أما وضع السودان تحت الفصل السابع أو وصايا دوليه في حالة اتساع رقعة الصراع إلى اقاليم أخرى
كما ان الحكومة خلقت لها عداء مع الامم المتحدة في توقيت غير مناسب في وقت يمر فيه السودان بظروف انسانية حرجة يحتاج فيها للامم المتحدة ومساعداتها الإنسانية فالدول التي تندلع فيها الحروب يمكن أن تعادي كل العالم إلا الأمم المتحدة !!
طيف أخير :
لا للحرب... تفاعل إسفيري كبير مع حملة الأعلام البيضاء وترحيب من جمعية النساء الوطنيات وانضمام عدد من الصحفيين والاعلاميين والمواطنين ولجان مقاومة للحملة ، ومكملين !!
الجريدة
/////////////////////

 

آراء