في السياسات العسكرية

 


 

 

لا بد من التأكيد علي بعض الحقائق الجوهرية و منها إن السلام هو الحقيقة الكبري و أن الحرب أمرٌ طارئ! الحقيقة الثانية هي أن الحروب الخارجية، أي غزو أراضي دول أخري، تنتهي في غالب الأحوال بهزيمة الغازي، لأسباب عديدة، منها و ليس وقفاً عليها، بأن الغازي يحارب في أرض لا يعرفها.تؤكد ذلك شواهد شتي في أيامنا هذه- حرب اليمن و حرب أفغانستان و أوكرانيا!
وتبقي الحقيقة الأهم و هي أن توازن القوي قد لا يصنع السلام و أن سلاح الدمار الشامل لا يمكن إستخدامه ! فهو يعني تبادل الدمار و الفناء!
لذلك يبدو بأن القوة الناعمة هي الخيار الأفضل لكل الشعوب، خاصة مثل شعب السودان ، منبع الحضارة و أصل البشر!
القوة الناعمة تتجسد في محصلة عناصر كثيرة، منها قوة الحضارة –القوة الأخلاقية، تبادا المنافع و المصالح مع المصير المشترك و التواصل الرفيع.و من هنا فان الحياد يبدو هو الخيار الأفضل للسودان ! ومع ذلك لا بد من قوة للدفاع عنه و هي قوة دفاع السودان! و هو جيش رشيق و صغير يكفي لفرض السلام. جيش يعمل وفقاً لعقيدة واحدة و هي الدفاع عن البلاد و شعبها –داخل حدوده، لا يتخطاها إلا بما تفرضه واجبات المصير المشترك و ذلك بالمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية أو الاقليمية.
قوة دفاع السودان لهي الرابط الأقوي فيما يُعرف بالحس الوطني أوالشعور القومي و الانتماء إلي موقع واحد.لذلك لا بد من جيش واحد في البلاد، لا تشاركه إلا قوات الاحتياطي القومي و هي قولت تكون من جميع المواطنين في سن ال 20 إلي ال 60 عاماً أو كل من يقدر علي حمل السلاح عند الطوارئ.
تعدد المحاور يعني التنافر و التشرزم و القتال!لذلك لا بد من قوات واحدة مسلحة للدفاع عن البلاد. وكذلك الأمر في كافة أنشطة الدولة الأخري –إدارة واحدة للضرائب و أخري للأراضي و إدارة للشرطة و ومثلها للسجون و هكذا! إذ الأعمال لا تقبل الازدواجية و كما تقول الحكمة الشعبية رئيسين غرقوا المركب! توشك الآن مركبنا علي الغرق.
إن الازدواجية أو تعدد الجهات التي تعمل في نشاط واحد أمر لا يكون و يحدث صراعاً – تحكم ذلك نوازع النفس البشرية، و تضارب المصالح و طبيعة النفس البشرية. لذلك تجئ السياسة العسكرية للبلاد بما يحقق الاستقرار و يحد من حمل السلاح.
الساسة العسكرية لقوة دفاع السودان:
1- تتبني قوات دفاع السودان أفضل الأساليب العسكرية في الوقت الراهن.بما يُمكنها من الدفاع عن البلاد و حفظ الاستقرار.
2- تسعي قوات دفاع السودان علي وحدة الأراضي السودانية بالعمل تحت مظلة الحكومة المنتخبة.
3- يجب ألا تمارس قوات دفاع السودان أي أنشطة أخري- مثل :التجارة.
4- تعتمد قوة دفاع السودان في تمويلها و تسليحها علي الخزينة العامة وفقاً للسياسات الاقتصادية التي تتبناها الدولة. بما يضمن عدالة توزيع الموارد المالية وتحقيق التنمية.
5- يخضع تمويل قوات دفاع السودان علي أفضل الممارسات و السياسات المتبعة في الدول المتطورة.
6- تعتمد قوة دفاع السودان علي نواة قتالية صغيرة و رشيقة و قوية، تشكل الأفرع المتعارف عليها في كل جيوش العالم، وهي:
7-
أ‌- القيادة العامة، والادارة
ب‌- قوات المشاة
ت‌- قوات المدرعات
ث‌- الدفاع الجوي
ج‌- سلاح المهندسين
ح‌- السلاح الطبي
خ‌- القضاء العسكري و الادارة القانونية
د‌- أي وحدات أخري، تحددها السلطات الرسمية- لأغراض الدفاع.
ذ‌- التدريب- الكلية الحربية و الكليات العليا.
8- يتم إنشاء إحتياطي قومي عبر الخدمة العسكرية و التي تبدأ في سن 18 محتي 60 عاماً مع إستدعاء القادرين علي حمل السلاح بعد سن الستين.
9- يتم التجنيد لقوات الاحتياطي وفقاً لتخصصات الأفراد و رغباتهم مع إعادة التدريب و الاستدعاء من وقت لآخر ضماناً للجاهزية- في كافة الأوقات، خاصة عند الكوارث الطبيعية و غيرها.وفقاً لما تقرره قيادة البلاد.
10- تخضع أمور السلام و الحرب و إعلان حالة الطوارئ من قبل مجلس السيادة أو مجلس الدولة و في حالة إختيار النظام الرئاسي0 رئيس جمهورية) تتم هذه الاجراءات من قبل مجلس وزراء مصغر:رئيس الوزراء، وزير الدفاع،وزير الخارجية،وزير الصحة، وير الاتصالات وزير المواصلات
11- الأفراد المتقاعدين من القوات المسلحة يُعتبرون ضمن قوات الاحتياطي و كل وفقاً لتخصصه أو الوحدة التي كان ينتمي إليها.حتي سن السبعين أو وفقاً لرغبته بعد تخطي سن الستين.
12- يجب ألا تشعمل قوات دفاع السودان في مجال التعليم الجامعي و المدني( مما يحد من كفاءتها، لذلك من الأفضل لقوات دفاع السودان أن تجند من كافة الخريجين – من داخل البلاد و من خارجها.بما يضمن إختيار أفضل العناصر. إذ أن الكم يولد الكيف.
13- يُمنع أفراد قوات دفاع السودان من ممارسة أي أعمال تجارية و خلافها.
14- يمنع أفراد قوات دفاع السودان من تلقي أي هدايا و أموال من أي جهات – داخلية أو خارجية.
15- لا تشارك قوات دفاع السودان في أي أعمال مشتركة مع قوات من دول الجوار أو غيرها.
16- السودان دولة مستقلة و محايدة لا تشارك في أي حروب أقليمية و أي صراعات أخري.عدا قوات حفظ السلام الدولية و بعد موافقة مجلس الدولة.
يبدو البند 13 و 14 أقرب إلي لائحة تنظيم العمل في قوات دفاع السودان.
مع الأمل أن يساهم هذا العمل الجميع و يكفي ما نشهده حالياً من تهديدات و صراعات.
الآن علمت بحدوث إشتباكات في الخرطوم و مروي بين الجيش و الدعم السريع و هو خير دليل علي رؤيتي في أهمية إعداد سياسات جديدة تحكم و توجه عمل القوات المسلحة.و نأمل أن يتغلب صوت الحكمة علي صوت التهور و الغفلة.و أن يجنب البلاد الكوارث و الفتنة.
و معاً نحو تكوين قوات دفاع السودان- قوات واحدة ، تعمل بعقيدة واحدة.

a.zain51@googlemail.com

 

آراء