قيامة 30 يونيو ومسرحية اعدام اثيوبيا لسبعة جنود سودانيين

 


 

 

قال جيش قائد الانقلاب، إن نظيره الإثيوبي أعدم سبعة جنود سودانيين ومدنيا واحدا، كان قد أسرهم قبل نحو أسبوع، في منطقة الفشقة الحدودية شرقي البلاد.
وبين الناطق باسمه، العميد ركن نبيل عبد الله، أن "الجيش الإثيوبي بعد قتله للجنود والمواطن السوداني، الذين كانوا أسرى لديهم، قام باستعراض جثثهم أمام المواطنين، بكل دناءة وخسة".
وتوعد بالرد على السلوك الذي وصفه بـ”الجبان”، من الجانب الإثيوبي بما يناسبه، مشددا على أنه "لن يمر بلا رد".
وسارع رئيس مجلس السيادة الانقلابي، عبد الفتاح البرهان، إلى تفقد القوات السودانية في موقعي الأسرة وود كولي في الفشفة الصغرى في الحدود الشرقية “يرافقه أعضاء من هيئة القيادة”، حسب بيان مجلس السيادة.
وأكد البرهان على "عزم قيادة القوات المسلحة على إسناد القوات وتمكينها من أداء واجبها المقدس في حماية الأرض والعرض".
وأوضح أن "الرد سيكون واقعا ملموسا على الأرض، وأن ما جرى من أحداث خلال الأيام الماضية في منطقة الأسرة لن يتكرر مرة أخرى”، موجها بـ”عدم السماح بأي تحركات أو تعديات جديدة على الأراضي السودانية والمواطنين حتى خط الحدود الدولية".
عزيزي القارئ..
بيان جيش الانقلاب، لا يعدو كونه هروب الى الامام من ورطة الانقلاب، فالدافع من هذا البيان أولا وأخيرا، هو البحث عن النجاة والعثور على مخرج من ورطة الانقلاب.. وتبريرات أبدع البرهان وحميددتاه في استغلالها.. وبقدر هروبهما إلى الإمام، يجيدان المراوغة واختزال أخطائهما وتبريرها وعكس نتائجها، بالقدر الذي تتقلص فيه إمكانية اختراع الكذب يوما بعد يوم..
ان حادث مقتل أو إعدام سبع جنود سودانيين من قبل الإثيوبيين، ليس الأول ولم يكن الأخير، بل حدث مرات ومرات، وسيحدث مرات ومرات قادمة، وسيستمر الغموض أيضا حول ما يجري هناك، لطالما الشعب السوداني نفسه لا يعرف الحقيقة منذ استيلاء اللجنة الأمنية لنظام البشير على السلطة.
الانقلابيون في ورطة عظيمة وينتظرهم زلزال 30 يونيو، وكان لابد لهم ان يختلقوا حكاية اعدام الجيش الإثيوبي لسبعة جنود سودانيين، لاستغلال ذلك في ابتزاز الشعب السوداني وخلق عداوة مصطنعة مع الجارة اثيوبيا.
نعم، الانقلابيون مأزومين داخلياً، ولذلك يبحثون عن مشاكل مع دولة اثيوبيا، حتى لو ترتب على ذلك نشوب صراع دموي، دون اعتبار للنتائج الكارثية المترتبة على ذلك، فالهدف هو إشغال الرأي العام الداخلي في الشأن الخارجي، وغض الطرف عن مشاكله الداخلية.
الانقلابيون لا يهمهم ما يترتب على هروبهم من المسؤولية من استنزاف وإهدار لقدرات وطاقات شعوب السودان، ومهما ترتب على ذلك من معاناة وكوارث ومآسي لها، وبالضرورة لا يهمهم حياة السودانيين اطلاقا -جنودا كانوا او غيره، إذ كيف يهمهم حياة السودانيين:
1/وقد قتلوا مئات الثوار منذ انقلابهم المشؤوم.
2/وقد فضوا اعتصام القيادة العامة الذي راح ضحيته آلاف من خيرة شباب السودان.
3/وقد اججوا الصراعات القبلية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف في دارفور وجبال النوبة وغيرهما.
4/وقد انفرط الأمن في المدن السودانية سيما في العاصمة الخرطوم وسيطرة شريعة الغاب.
5/وقد تحولوا الى بيدق في يد دول محور الشر العربي وإسرائيل.
يقول الكاتب الأمريكي الساخر «مارك توين» إن الكذب يستطيع أن يدور حول الكرة الأرضية في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها. هكذا عزيزي القارئ، صار السودانيين في زمن انقلاب البرهان حميددتي، يعيشون في عالم يسرق عقولهم، وتتوالى الأكاذيب مرة بعد الأخرى، ويتلوّن ويتبدّل ويتحوّل طبقا لأهواء ومصالح ورغبات (الرجلان)، "انقلاب"، يستطيب الكذب ويستمرئ الأباطيل، ولديه قدرة هائلة على أن يُلبس الباطل ثوب الحق، ويُزيف الحقائق ويجمل القبح ويكسبه مشروعية دون أن يرمش له جفن.
إن قيامة 30 يونيو التي دنا، ولم يبقى لها سوى يومين فقط، هي التي حركت الانقلابيين وادخلت الخوف والرجفة في قلوبهم المريضة، وعليه اختلقوا فرية اعدام الجنود السودانيين السبع، وهي فرية لا تنطلي على بسطاء السودانيين، لكن للأسف، انطلت هذه الأكذوبة المكشوفة المفضوحة على الأحزاب السياسية السودانية التي سارعت في اصدار بيانات الإدانة والاستنكار. أحزاب من مختلف الألوان، لا تدافع حتى عن نفسها، وكيف تستطيع أن تدافع عن الوطن والمواطنين؟
ليرحل الانقلابيين المرجفين الخونة، اليوم، قبل يوم 30 يونيو 2022 -يوم تنشق فيه كل ولايات السودان، يوم يشيبُ له الانقلابيين وتقشعرُّ له ابدانهم، يوم تنبسط ارضِ السودان وتزداد اتّساعها.

 

bresh2@msn.com

 

آراء