كتاب في بلاط الدبلوماسية والسلطة للوزير السفير ابوبكر عثمان محمد صالح

 


 

 

في حوالي أربعمائة صفحة من القطع الكبير يقع كتاب الامين والوزير الاسبق لرئاسة مجلس الوزراء في نظام مايو واول امين عام للتكامل السوداني المصري السفير ابوبكر عثمان محمد صالح والذي عمل دبلوماسيا بسفارة السودان بالقاهرة وسفيرا للسودان بالجزائر عقيب استقلالها وسفيرا بليبيا وفرنسا. والرجل من الكفاءات التي تم عبرها انشاء وزارة الخارجية التي لم يخطط للانضمام إليها لولا ما وجده من تشجيع من احد زملائه في مهنة التدريس التي عمل بها بعد تخرجه.
والمثير في سيرة سعادة السفير ابوبكر عثمان ولوجه معترك العمل السياسي في أرفع مستوياته وكيلا فوزيرا لوزارة مجلس الوزراء ثم امينا عاما للتكامل السوداني المصري بدرجة رئيس وزراء حتى نهاية عهد مايو. وهو بذاك يعد من جملة عدد قليل من السفراء كمهدي مصطفى الهادي وعز الدين حامد ممن سنحت لهم الفرص للمزاوجة بين العمل الوزاري والعمل الدبلوماسي في فترات مختلفة لاشك انهم أفادوا الخارجية وتلك المؤسسات من تلاقح الأفكار والتجارب بينها.
وبمثل ما نهض الكاتب ورفاقه من الجيل المؤسس للخارجية بمهام جسام على صعيد إرساء مؤسسات العمل الخارجي في الرئاسة والبعثات وخوض معتركاتها على الصعد الثنائية والمتعددة، الإقليمية والدولية، كانت له مشاركات هامة وتاريخية كوزير لرئاسة مجلس الوزراء في دبلوماسية نميري الرئاسية منها خلال رئاسة السودان للقمة الافريقية وقيادة السودان لجنة التضامن العربي اثر الخلافات العربية التي فجرتها زيارة السادات الى القدس ومخاطبته الكنيست الإسرائيلي.
المعتركات العملية على مدى ثلاثين عاما لسعادة السفير الوزير والذي تعود أصوله ومولده الى مدينة حلفاء العريقة وصباه ونشاته وتفتح وعيه السياسي بام روابه في كردفان، تميزت بالثراء والكثافة والحضور الفاعل في المشهد السياسي سفيرا ووزيرا وامينا عاما للتكامل السوداني المصري بما يجعل سفره وما أدلى به من افادات موثقة جزءا هاما من تاريخ السودان المعاصر الذي يجب ان يتوفر عليه المختصون نقدا وتقويما لاستخلاص الدروس والعبر ولاهمية الذاكرة التاريخية في نهضة الامم وبنائها.

سفير محمد المرتضى مبارك إسماعيل
الثلاثاء 8 اغسطس.
murtada235@gmail.com

 

آراء