للخروج من عنق زجاجة الانقلاب

 


 

 

كلام الناس
أحياناً أسأل نفسي ماجدوى الكتابة للذين لاسمعون النصح بل يتمادون في ارتكاب جرائمهم ضد المواطنين العزل والصحفيين من أجل الحفاظ على كراسي السلطة الزائلة مهما طال العهد - الله لاقدر - لكن استمرار المهزلة العبثية للانقلاب البئيس تجبرني على مواصلة الكتابة.
لم يعد العالم في حاجة لمعرفة مايجري في السودان خاصة عقب انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة الذي تكشفت جرائمهم وسفكهم دماء المواطنين العزل لمجرد خروجهم في مواكب سلمية ضد انقلابهم المهترئ حتى بعد اتفاق قائدهم مع الدكتور عبدالله حمدوك الذي برره حمدوك بحرصه على وقف سفك الدماء لكنه للأسف أصبح "لا بهش ولا بنش" مثله مثل مجلس الأمن الدفاع الذي لاتنفذ قراراته.
كل هذا معروف ومرصود لكن المضحك المبكي خروج المجلس الانقلابي ببيان يستنكر فيه ماحدث في مواكب 30 ديسمبر وسقوط شهداء وجرحى في سلسلة جرائمهم التي ارتبكها بعض قادتهم بمشاركة من قوات ومليشيات وكتائب من مخلفات سلطة النظام المباد.
مع ذلك لايستحي المجلس الانقلابي وهو يكرر التصريحات المعلقة في الهواء التي يؤكد فيها حق التظاهر السلمي للمواطنين كحق أصيل وهو الذي اتخذ الخطوات والإجراءات البائسة لمنعهم ممارسة هذا الحق الأصيل ومحاولة إفشال المواكب السلمية وملاحقة المواطنين وممارسة كل انواع العنف المفرط ضدهم.
يحدث هذا وسط محاولات بائسة لاكتساب شرعية فشلوا في تحقيقها حتى بعد اتفاق قائدهم مع الدكتور عبدالله حمدوك الذي فشل معهم في تكوين حكومة أو تشكيل حاضة بديلة متوهمة و مازالوا يواصلون سعيهم اليائس معه حسب ما أوردته "السوداني" اليوم على صدر صفحتها الأولى من إجتماع البرهان وحميدتي مع حمدوك بمنزله.
هكذا تكشفت سوءات الانقلابيين أمام أنفسهم وأمام الرأي العام السوداني والعالمي وهم يدركون تماماً انهم لن يستطيعوا هزيمة الإرادة الشعبية الغلابة الرافضة لانقلابهم المهترئ و لم يعد امامهم سوى تسليم السلطة الانتقالية لحكومة مدنية لسد الطريق أمام الوقوع في هاوية التشظي والفتن التي أججوها بغباء وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
الفرصة مازالت مواتية للخروج من عنق زجاجة الانقلاب والاستجابة لمطلب الجماهير الثائرة وتسليم السلطة لحكومة مدنية تشكل من قوى الثورة الحية الحزبية والمهنية والمجتمعية التي عليها واجب استرداد عافيتها الديمقراطية والمجتمعية بعيداً عن الخلافات والمعارك المفتعلة التي ليس من مصلحة أي طرف من أطراف المعادلة السودانية تأجيجها.

////////////////////////

 

آراء