لن تسكتوا الصحافة الحرة !!

 


 

بشير اربجي
24 September, 2022

 

اصحى يا ترس -

تكررت يوم أمس الأول الخميس نفس الممارسة القميئة التي كانت تمارسها كوادر النظام البائد، وكانت هذه المرة عبر شرطة الإنقلابيين الجديدة فى حق الزميل الأستاذ عبد الرحمن العاجب، حيث تربصت به عربة (بوكس) أتضح لاحقا أنها تتبع لشرطة التعدين وقطعت عليه الطريق عقب تحركه من أمام (شارع الجرايد)، وقامت بإقتياده بطريقة مهينة جدا ودارت به حول نفسها لقرابة الساعة قبل أن تذهب به لنيابة المعلوماتية ببري، حيث واجه صلفا وتعاملا قل أن يوصف به أنه مهين ومنتهك وحاط للكرامة الإنسانية وتم إدخاله لـ(الحراسة) تشفيا لا أكثر ولا أقل، وللغرابة فإن شرطة التعدين ألقت القبض على الأستاذ العاجب في بلاغ تم تقييده من قبل الشركة السودانية للموارد المعدنية التي تتبع لها إداريا، حيث أصبحت هنا الخصم والحكم فى آن واحد بدلا عن أن تقوم بتنفيذ أمر القبض الشرطة التي تتبع لنيابة المعلوماتية نفسها،
لكن ولاعتيادنا على هذه الممارسات من قبل الشرطة منذ عهد المخلوع فلا غرابة هنا فى هذا الفعل المدان من الجميع، وإمعانا فى الترصد فهو البلاغ الثاني الذي تقيده الشركة ضد الزميل الأستاذ عبد الرحمن العاجب لنشره تحقيقا عن الفساد بالشركة ، وقد تخير منفذي أمر القبض فى الحالتين يوم الخميس بعد نهاية الدوام فى الحالتين، لرغبة منهم على ما يبدو بإبقاء الزميل الأستاذ عبد الرحمن العاجب بالحجز حتى بداية الأسبوع إن لم يتواجد وكيل نيابة لتصديق الضمان، وهو ما لم يحدث فى الحالتين للوقفة القوية من قبل محامي الطواريء ونقابة الصحافيين المنتخبة حديثا مع العاجب، لكن هل هذه الطريقة وهذه الإهانة والترصد مقصود بها الزميل الأستاذ عبد الرحمن العاجب فى شخصه فقط؟، لا أظن أن هذا هو الغرض من هذه الأساليب التى خبرناها من النظاميين بالنظام البائد وعلاقتهم مع المسؤولين وتنفيذ كل ما يطلب منهم حتى لو خالف صحيح القانون، وأعتقد جازما أن البلاغ موضوع الدعوي يتجاوز شخص الأستاذ العاجب لكل الصحافيين الأحرار بالبلاد، خصوصا وأنهم انتخبوا نقابة فى ممارسة ديمقراطية تحدثت بها الركبان من حيث النزاهة والمهنية والتعامل الراقي، مما حدا بكل المهنيين بالبلاد لإعلان أنهم سيسيرون فى نفس طريق الصحافيين السودانيين ويقوموا بإنتخاب نقاباتهم لحماية الثورة والإنتقال الديمقراطي، وهو عين ما يخشاه الإنقلابيون وفلول النظام المباد الذين لا يزالون يمثلون البلاد نقابيا رغم أن حكومة الثورة المجيدة قد قامت بحل نقاباتهم وإتحاداتهم المزورة منذ أكثر من ثلاثة سنوات.
والحال هكذا لا يظنن أحدا أنه سيكون بمنجاة من قبل أرباب الإنقلاب العسكري المشؤوم وفلول النظام المباد لأنهم يعلمون تمام العلم أن النقابات المهنية الحرة هي التى سوف تحافظ على الإنتقال الديمقراطي، كما أنها سوف تكون الوقود الفعلي لحركة الإحتجاجات السلمية والإضراب السياسي العام والعصيان المدني، لذلك هم يقصدون نقابة الصحافيين المنتخبة حديثا فى شخص الأستاذ العاجب، فضلا عن أن العاجب قد لمس وترا حساسا حيث تحدث فى تحقيقاته عن الذهب السوداني الذي سال فيه حبرا كثيرا وعن الاحتياطي المكون بروسيا والإمارات العربية المتحدة منه، لذلك هذه المعركة رغم أنها معركة الصحافيين السودانيين بالدرجة الأولى لكنها كذلك هي معركة الشعب السوداني والثوار السلميين، حيث أن هذا المورد هو ما يوفر البقاء الآن للإنقلابيين وهو الذي يوفر الرصاص لقنص الثوار السلميين بالطرقات، وعلى الجميع خوض هذه المعركة من أجل إسقاط الإنقلاب أولا ومن أجل إكمال أهداف الثورة المجيدة فى الحرية والسلام والعدالة، فهي معركة الجميع ضد الإنقلاب العسكري المشؤوم أولا وضد الفساد والاستبداد الذي نتج عن قطع الطريق على الحكم المدني الديمقراطي.
الجريدة

 

آراء