لو لا الوساطات لحسمنا التمرد في اسبوعين لا ثالث لهما”، قال ياسر العطا!

 


 

 

* بحسب موقع شبكة إيمان الأخبارية، بتاريخ ٢٩ /٥/ ٢٠٢٣، أن ياسر العطا صرح عن هدنة يعقبها وقف إطلاق نار دائم برعايه أمريكية سعودية، وأكد على العودة الي مربع الإتفاق الإطاري، ثم قال:- " و لو لا وساطات دول المحيط الأفريقي و العربي والعالمي لحسمنا التمرد الغاشم في اسبوعين لا ثالث لهما و لكن يهمنا أمن و سلامة المواطن و الوطن، و استقرار المنطقة بشكل عام"!
* ذكرت صحيفة الراكوبة، الصادرة يوم ٣٠ مايو ٢٠٢٣، ان بوادر صراع وشيك بين البرهان وإسلاميّي السودان تطل على الأفق.. تلك حقيقة، لكن الحقيقة الأهم أن سودانيين كُثْرٌ يرفضون الهدنة المزعوم تنفيذها لأغراض تهمهم، وهي في الواقع لم تقدم لهم شيئاً مما بُنِيت الهدنة لأجل تقديمه.. إنما كانت الهدنة وبالاً على أسر عديدة..
* قال لي أحد الغاضبين على الهُدَن المتتالية (الما جايبة حقها) وهو من اللا منتمين سياسياً (Apolical Strata)، قال:- هدنة تااااني؟! هدنة بتاعة الساعة كم؟!! لن أنافق وأقول لا للحرب! انا أتمنى أن تستمر الحرب إلى أن ( تنتِّف وتحَتْحِّت) ريش ميليشيا الجنجويد حِتَّة حِتَّة.. وتكنسها من على وجه أرض السودان، وتمضي لتقتلع خيامهم المضروبة في مرابعهم بالصحراء الكبرى، ومن ثم تقبل على أوكارهم المحفورة في أبوظبي ودبي وموسكو وتل أبيب، تعمل فيها نسفاً وتدميراً حتى لا تقوم لهم قائمة في أي مكان...
* قلتُ له:- لا تثريبَ عليك، فعددٌ من الناس هنا يقولون ما قلتَ، ويزيدون على ما قلتَ بقولهم:- ( كتلوك، ولا جوك! جوك!) والضمير في كلمة (كتلوك) راجع لميليشيا الجنجويد!
* نعم، الناس لا ترى في الهدنة إلا عودة وتواجد مسلح كثيف لميليشيا الجنجويد في الأحياء بعد إخلائها ، وهذا ما حدث عقب هدنة الأيام السبعة، وتبع ذلك غيابٌ تام لسلطة البرهان من شرطة وجيش وأمن.. غيابٌ صاحبه تمتُّع الجنجويد بالسيطرة الأحادية على المدن الثلاث؛ واعتقالَ من تشاء وضربَ وسحلَ من تشاء،علاوة على حجز ما يكفيها من خبز من أفران الأحياء، والحصول على ما كان ينقصها من الإمدادات ذخائر وخلافها..
* وأتت هدنة الأيام الحمسة لتزيد تواجد ميليشيا الجنجويد كثافةًً في كل مكان، وتسمح للميليشيا أن تنتقي ما يروق لها من البيوت ذات المواقع الإستراتيجية لاحتلالها واتخاذها مركزاً من مراكز إرتكازاتها..
* واقرأ معي ما ارتكبوه في بيان صدر من ( الحزب الوطني الاتحادي الموحد)، حيث يقول البيان:-
" إحتلال دار الزعيم الأزهري، قامت قوات من الدعم السريع بإنتهاك حرمة دار الزعيم اسماعيل الازهري وكسرت الابواب ودخلت وحولته الى ثكنه عسكرية ومركز إرتكاز.. نحن نطالب هذه القوات بالإخلاء الفوري للدار و نطالبهم بالإلتزام بإتفاقية جدة لوقف إطلاق النار! "
* لا حول ولاقوة للحزب الوطني الاتحادي الموحد إلا أن يطالب بالإخلاء الفوري، مع ان الحزب يعلم أن الإخلاء غير وارد حالياً.. فلا توجد قوة في البلد تستطيع تنفيذ ذلك الإخلاء الفوري..
* وانتهاك حرمة دار الزعيم اسماعيل الازهري ليس صدفة إنما هو إظهار لقوة ميليشيا الجنجويد، وتأكيدها أن لا كبير في السودان سوى محمد حمدان دقلو.. وقد سبق إنتهاكَ دار الزعيم الأزهري إنتهاكُ دار حزب الأمة، واصدر الحزب بياناً خجولاً يدين فيه الاعتداء، دون ذكر اسم المعتدين، علماً بأن دار الحزب تقع في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا، سيطرة كاملة..
* ما فائدة الهدنة إذن؟!
* إن " دول المحيط الأفريقي و العربي والعالمي"، التي ذكرها ياسر العطا، تطالب بالمزيد من التراخي والتساهل من قِبل لجنة البشير الأمنية، التي تقود الجيش حالياً، لإعادة حميدتي إلى التوافق على عملية سياسية جديدة، تكون مبنية على ترميم الإتفاق الإطاري المضروب..
* وتمارس أمريكا (دبلوماسية الإكراه) على اللجنة الأمنية لرسم اتفاقية سلام، بمزاج أمريكي، وتسوق البرهان وجماعته، سواقة الضان بالخلا، نحو الاتفاق الإطاري المُرَمَّم ببنود ترضي جميع الأطراف..
* وطالب محمد ولد لبات، عبر قناة الجزيرة، بتوحيد المبادرات الإقليميّة والدولية لحل الازمة السودانية حلاً مستداماً.. وثمة نشاط حثيث قائم بين أمريكا والاتحاد الافريقى من جهة وأمريكا والسعودية من جهة أخرى لذلك الحل المستدام.. وسوف يتولى مجلس الامن الدولي التنسيق بين هذه المبادرات، وكل خيوط اللعبة تظل في يد أمريكا، وإن بدا الأمر ليس كذلك..
* و البرهان يخشى غضب أمريكا.. وهدنة الأيام الحمسة الحالية هي هدنة فرضها بلينكين فرضاً ب(دبلوماسية الإكراه) على البرهان.. بينما سودانيون كثر يريدون استمرار القتال بين الفريقين رغم الضرر الذي ينتج عنها، ويعتقدون أن ضرر الحرب أخف من أضرار الهدنة..
* ويقارنون ما سوف يحدث بعد أي هدنة بما حدث بعد هدنة السبعة أيام الماضية من تسلط ميليشيا الجنجويد على المدنيين بعد عودة الميليشيا إلى مواقع تمركزها في ود البشير ومناطق أخرى في أم درمان ومدن العاصمة الأخرى.. وكانت قد الميليشيا قد أُُجبرت على إخلائها قبل تلك الهدنة..
* ويقول الناطق باسم الجيش السوداني: " الالتزام بالهدنة لا يمنعنا من الرد على الدعم السريع".. وهذا يعني أن الجيش سوف يكون في موقف الدفاع عن النفس، لا عن المواطنين الذين أصبحوا تحت رحمة ميليشياالجنجويد..
* أسمع الآن، الساعة ٨:١١ ص يوم ١/٦/٢٠٢٣، هدير مدافع مضادة للطائرات، ولا أدري ماذا يجري.. وكل الذي أدريه أن مدينة أم درمان تحت سيطرة ميليشيا الجنجويد، بلا منازع الآن!
osmanabuasad@gmail.com
/////////////////////////

 

 

آراء