مأساة التعليم في بلادنا الحبيبة ، طلاب يواصلون الدراسة وأخوة لهم سجناء في بيوتهم

 


 

 

مأساة التعليم في بلادنا الحبيبة ، طلاب يواصلون الدراسة وأخوة لهم سجناء في بيوتهم والسبب الطبقية وانهيار منظومة القيم والهدم الممنهج للتعليم الذي بداه الكيزان ومازال العرض مستمراً !!..
رغم إيماني التام بعدالة قضية معلمي المدارس الحكومية وتعاطفي التام معهم ولكن الذي يدهشني هذا الإضراب الذي قررته نقابتهم لتتوقف المدارس في جميع أنحاء البلاد وسبب الدهشة أن النقابة وصلت لقرار الإضراب بعد أن فاوضت ( كما قالت ) المسؤولين ولم تجد إلا آذانا صماء !!..
نقول للنقابة هل يوجد في بلادنا الحبيبة اليوم مسؤولاً واحداً سواء في وزارة التربية أو غيرها من الوزارات والمؤسسات ؟!
إننا يانقابة المعلمين المؤقرة نعيش زماننا هذا في عصر اللادولة حيث لا توجد حكومة ولا مجلس نيابي ولا محكمة دستورية ولا اعلام ينافح عن المواطن لدرجة الاستماتة حتي ينال هذا المواطن حقوقه كاملة غير منقوصة وعلي رأس هذه الحقوق التعليم الذي يفترض أن يكون مجانا كالماء والهواء كما قال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عندما تقلد كرسي وزارة التعليم العالي في جمهورية مصر العربية الشقيقة .
نعود ونسأل النقابة المحترمة مع من تفاوضتم الي أن وصلتم الي هذا الطريق المسدود ؟!
إن كنتم قد تفاوضتم مع وزير المالية فقد اعطيتموه شرعية لا يستحقها وما كان سيحلم بها وهو في قرارة نفسه يعرف تماما أن اتفاقية جوبا التي اقحمت الحركات المسلحة في السلطة اقحاما وتسنموا بموجب هذه الاتفاقية المعيبة مناصب اكبر منهم لا يفقهون ابجدياتها ولا حدود مسؤولياتها والمسالة عندهم كما وضح للعيان هي تقسيم غنائم وتوزيع اسلاب!!..
وان كنتم تفاوضتم مع وزير التربية الانقلابي فقد أخطأتم الطريق وانتم تعرفون أن منصب وزير التربية طيلة فترة الإنقاذ الكيزانية كان بعيدا عن الصدارة ويتم اختيار الوزير من أحزاب الفكة كتمومة جرتق كما يقولون واصلا هذه الوزارة عند الكيزان محتقرة ولا ينظرون إليها بالجدية العالية مثل نظرتهم لوزارة الدفاع والمالية والبترول وبنك السودان !!..
أن الكيزان وحبهم للمال وسعيهم منذ بداية حقبتهم غير الميمونة هجموا علي الشركات الحكومية وخصخصوها وسلموها الموالين لهم بأبخس الأثمان ولم يتركوا ساحة أو ميدان إلا ووضعوا يدهم عليه وهنالك مدارس حكومية باعوها لنفر منهم ليحولوها الي مدارس خاصة وصارت لهم جامعات وتفننوا في الرسوم المبالغ فيها وحتي رياض الاطفال تملكوها وفرضوا من الرسوم الباهظة فيها وفي المدارس حتي حولوا التعليم الي سلعة متاحة فقط للاثرياء أما الفقراء من الطلاب كدسوهم في مدارس الحكومة الخالية من كافة الخدمات والحمامات والبنية التحتية فيها منهارة ومعلمها يشكو من البؤس والحرمان ورقة الحال !!..
ثم إن بعض معلمي المدارس الحكومية يلعبون علي الحبلين ويشدون الرحال للمدارس الخاصة يعملون فيها علي سبيل التعاون تحت بصر اداراتهم وإدارة مكتب التعليم ويغضون الطرف عنهم والمصيبة أن بعض الموجهين أيضا يعملون في المدارس الخاصة متعاونين في غيبة تامة لضمايرهم ولاخلاق المهنة !!..
النظام القائم في بلادنا الحبيبة الان وقد عجز عن تكوين حكومة منذ الانقلاب في ٢٥ أكتوبر الماضي هو أعجز من أن يحل أي مشكلة لأن حل المشاكل والوقوف مع الشعب ليس من أولوياته وكلنا نعرف أن اولياته هي إفشال الثورة وارجاع السلطة للفلول الكيزان الذين دمروا التعليم بمنهجية عالية وخصخصوه وسلموه لحيرانهم وعاثوا فيه فسادا وجنوا منه الارباح الطائلة وجعلوا مدارس ومعلمي الحكومة مثل الأيتام علي مائدة اللئام !!..
نري بارقة أمل في شبابنا من الثوار وعندما تنتصر الثورة بالكامل ويتم التغيير الي الاحسن في كل مكان ستتحرر وزارة التربية من الفلول وستخفتي المدارس الخاصة الي الابد ويعود للمدارس الحكومية مجدها القديم !!..
( قولوا آمين ) .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء