ما الجهات المستفيدة من نجاح الانقلاب؟

 


 

حسن اسحق
15 November, 2021

 

يتساءل كثيرون ما بعد قرارات القائد العام لقوات الشعب المسلحة عبد الفتاح البرهان، إلى أين يتجه السودان وما هي الاطراف التي يمكنها ان تستفيد من هذا الوضع حتى قيام الانتخابات القادمة في منتصف 2023؟، رغم ان الاصوات التي بدأت تعارض تلك القرارات الخطيرة، الا ان واقعا سياسيا جديدا بدأ ملامحه تتشكل ببطء، ويري البعض ان جيل ثورة ديسمبر العظيمة يحلم بتحقيق وطن ديمقراطي مدني، تنتهي فيه الحروب وتنتصر فيه التنمية، اما اطراف اخرى ترى عكس ذلك، ان المؤسسة العسكرية تريد أن تؤسس موطئ قدم لها عبر حاضنة سياسية جديدة، ويدعي اولئك ربما تكون من التيار الإسلامي الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمين في السودان، ولكن السؤال الذي يحتاج الي اجابة اكيدة، هل فعلا الجيش يخطط لذلك، أم هي مجرد أوهام فقط؟.


تحقيق الديمقراطية والمدنية

يقول محمد عبد الجليل عضو لجان المقاومة الريف الشمالي ان المقاومة السودانية تعمل بجد علي تحقيق الديمقراطية والمدنية في السودان وخلق أمل كبير في البلاد، مشيرا إلى ارتفاع وتيرة الصراع في البلاد، وضع السودان في ازمة غير مسبوقة ويعتبرها لحظة حرجة جدا، واضاف تاريخ السودان شهد انقلابات عديدة، يطالب عبد الجليل شركاء الفترة الانتقالية بتحكيم صوت العقل، لأن جيل بأكمله، وعد شعب السودان ان يخرجه من هذا النفق المظلم، وعليهم الانتباه إلى هذا الواقع الخطير،
والظروف الحالية للسودان معروفة للجميع، ولا تسمح بالانزلاق إلى تعقيدات أكثر.


وينصح محمد الجميع بالعودة إلى العقل والرشد، ثم القبول بالآخر، اضاف ان الشارع ظل يعبر عن نفسه في الفترة العامين السابقين، رغم تحقيق بعض الاختراقات في الملفات الخارجية، وكان هناك تغييب للقاعدة الثورية من المشهد، وكان هناك اشكال بعدم قيام المؤسسات، واوضح ان لجنة فض الاعتصام لم تسفر عن شئ، مشيرا إلى عدم قيام المجلس التشريعي أصبحت اشكالا واضحا، وان استيلاء المكون العسكري علي المشهد يعقد المشهد في الفترة الراهنة، اضاف ان هناك إيمان عميق أن جيلا جديدا من هذا الشعب يخرج السودان من هذا المأزق، ويرى ان ظروف السودان الحالية لا تحتمل هذا الخطاب الحاد، وربما يؤدي إلى أشياء خطيرة جدا في السودان.


جعل النسيج الاجتماعي أكثر تماسكا

عطاف محمد مختار رئيس تحرير صحيفة السوداني اضاف ان في المرات السابقة أنه حذر من مآلات المشهد في السودان، مشيرا الي ان عبد الفتاح البرهان كان يهيئ المشهد لهذا الانقلاب، وكانت المؤشرات تقرأ علي مثل هذا الوضع، اوضح ان النظام السابق اعطي فوائد لبعض القبائل للوقوف بجانبه، وعمل استقطابات لزعماء القبائل، وينصح القيادة الحالية أن تجعل النسيج الاجتماعي أكثر تماسكا، وتجنب النهج الضار المتمثل في الحروب الاهلية، ورفض اثارة النعرات العنصرية، والعمل علي تجنب البلاد من الانزلاق الى الفوضى، استنكر الخطوات الاخيرة التي من الجانب العسكري واعادة ترتيب المشهد في السودان بعد القرارات الاخيرة من قبل المؤسسة العسكرية، وأكد أن المكون العسكري استطاع الإمساك ببعض الملفات المهمة في الدولة، مشيرا إلى خارطة طريق واضحة تقوم به أطراف عديدة من أجل إيجاد حلول للوضع الراهن في السودان، ومخرج من هذا المأزق.


رفض خيارات الوساطة

في ذات السياق يطالب الكاتب سهيل احمد سعد على قحت مع تنسيقية لجان المقاومة عدم قبول اى خيارات الوساطات الجارية لإعادة البرهان وحميدتي لتمثيل الشراكة مع العسكر بمجلس السيادة، واقترح طرح ابدالهم بعساكر معاشين لا ينتمون للإنقاذ وعدم منحهم أي عفو عام لجرائمهم السابقة والحالية شرط أساسي ومركزي والعمل الجاد، ونصح بعدم إيقاف زخم الثورة والتوغل في أمر العصيان المدنى، اوضح ان النقطة الاخرى باعتبارها جوهرية مرتبطة بالإيمان بالديمقراطية، ينصح بالتنسيق مع اجسام الثورة الأخرى، يرى أن ذلك يثري الثورة ويكسبها التنوع وتساوي الحقوق والفرص لحقوق التعبير السياسي والتنظيم والمنافسة الشريفة، ويرفض ان تكرس الثورة لرؤية أيديولوجية محددة، ولا يمانع سهيل من التعاطى بايجابية على مقترح حكومة التكنوقراط حال موافقة الحركات المسلحة شمولها بترشيحات من قبلها أو إشراكها فى قبول من يرشحهم حمدوك من طاقم بذاته، والاتفاق على اولوية اعادة تكوين الجيش الوطني والقوى الأمنية والنظامية ، وهيكلتها ضمن ادماج المؤهلين من الحركات المسلحة وفتح باب التعيين والتجنيد بما يوفر التوازن القومى.



سيطرة الجماعة علي المشهد

بينما يضيف الكاتب والمحلل السياسي بابكر فيصل لا شك أن الانقلاب الذي أقدم عليه قائد الجيش سيفتح الباب على مصراعيه لعودة الإخوان المسلمين للحكم الذي انتزعته منهم ثورة شعبية، قال أن خطوة البرهان تضمنت العديد من القرارات التي من شأنها تعزيز فرص الجماعة للسيطرة على السلطة بصورة كبيرة، وانتقد إطلاق السلطات الانقلابية سراح عدد من رموز الإخوان، ، من بينهم رجال أعمال استفادوا من سياسة التمكين، وكانت لجنة التفكيك استردت أموالهم لصالح الخزينة العامة، إلى جانب وزراء وحكام الأقاليم سابقين وضباطا كبار في جهاز المخابرات، وقادة مليشيات الأمن الشعبي التابعة للجماعة، وفسر بابكر أن الانقلاب يحتاج إلى غطاء مدني ومظلة سياسية يستطيع بها تسيير دولاب الدولة، والعمل في أوساط الجماهير من اجل تثبيت أركانه، يعتبر أن الجماعة هي التنظيم الأمثل ومستعد لتقديم يد العون لقادة الانقلاب الذين يفتقرون للحاضنة السياسية، بعد أن توحدت مختلف اطياف الشارع السوداني السياسية والمدنية والمهنية حول رفض الانقلاب العسكري.

ishaghassan13@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء