ما بين (الجد) و(اللعب): ولا زلنا ندور في الدائرة المغلقة بحثا عن من يحكم السودان

 


 

 

لست مع،أو ضد،مبادرة أهل التصوف ،الأخيرة،فمن حق أي حزب سياسي أوجماعة دينية أو مواطن سوداني عادي ،أن يطرح مرئياته الخاصة في شئون الدولة ،كما كان يفعل أهل أثينا اليونانية قديما.وهل بقيت الحكاية فقط ،علي أهل التصوف،ففي الساحة السياسية الآن عشرات المبادرات التي يصعب حصرها وتصنيفها، ناهيك عن فهمها رغم التشابه وعدم المصداقية..فالعملية ليست بالصعبة عند تجار السياسة...والأفكار مطروحة علي عرض الشارع، كما يقول فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة( أبوحيان التوحيدي) وقيل أنها ل ( الجاحظ) لا فرق...فهي عبارة تقضي الغرض باعتبارها حمالة معان في عالم السياسة.
وأكاد أجزم بأن كل سوداني،حتي في قرية ( أضان حمار) عنده من الأفكار والمبادرات التي يعتقد بأنها ستحل كل مشاكل السودان اذا وجدت الفرصة.وتلك هي المشكلة ، كما يقول ( شكسبير ) علي لسان ( هاملت).
كل ذلك يدور ،عند المواطن العادي،وعند صناع القرار علي مستوي القيادة،في ( الملعب المغلق)الذي عهدناه منذ خروج الانجليز من بلادنا ...والتفكير في من سيحكم السودان : حزبا أو شخصا من خلاله ؟
إن صعود أي جماعة أو حزب سياسي إلي سدة الحكم،لا يهدد بالضرورة المسار الديمقراطي الذي توافقنا عليه،ولكن المهم كيف سيحكم السودان، والأهم من كل ذلك، كيف سيعالج مشاكله وتحقيق أمانيه وفق رؤية وطنية وتخطيط علمي سليم ...؟فنحن نعلم ،ورغم وضوح المشكلة، إلا أن الخطاب السياسي في السودان ، لا زال سطحيا، ويفتقد (الرؤية الوطنية ) المستدامة بعيدة النظر..فماذا يفعل العسكر او المدنيين ،إذا لم تتوافر لديهم، تلك الرؤية الوطنية التي تلبي طموحات شعبهم؟
من هنا تأتي مبادرة الخبراء والباحثين والاستشاريين والاكاديميين السودانيين ،لحل الأزمة الدستورية في السودان، من منظور علمي شامل يأخذ بكل المتغيرات ذات العلاقة بالأزمة .
إنها رؤية،مبرئة من الحزبية والجهوية والشوفانية..لا علاقة لها بالحزب أو الرئيس الحاكم ،بل مرتبطة بشعب السودان وأمانيه في تحقيق ذاته ومستقبله الزاهي الذي يحلم به.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com
///////////////////////////

/////////////////////////////

///////////////////////////////

 

آراء