ما فات على البرهان

 


 

 

ما فات على البرهان عميل النظام المصري بقيادة السيسي، ومن خلفه الكيزان وجماعة الموز "الكتلة الإنتهازية" التي تضم في أحشائها كل الإنتهازيين التي سمت نفسها بالكتلة الديمقراطية!
أن سلوك اللف والدوران الذي يمارسه منذ أن أدعى رياءاً وكذباً إنحيازه للثورة العظيمة التي إنقلب عليها وحتى الوقت الراهن الذي كان منتظراً أن يتم توقيع الإتفاق النهائي لما عرف بالإتفاق الإطاري في ٦ أبريل الماضي، الموافق الذكرى الثامنة والثلاثين لإنتفاضة الشعب السوداني ضد نظام جعفر محمد نميري في مارس/ أبريل ١٩٨٥.
ما فات على البرهان أدراكه، أن قديل الورل قد إنتهى، البلد الآن فيها نمور وأسود من الثوار حالفين قسم لن يسمحوا للمؤامرات التي تحاك في الظلام من قبل أعداء الديمقراطية في الداخل والخارج، أن تحقق أهدافها الشريرة التي راح من جراءها حتى الآن آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى والمعاقين والمفقودين هذا غير ملايين الفقراء الذين يدفعون يومياً من حياتهم ومعاشهم أثماناً باهظة بسبب تآمره المستمر على الثورة التي قامت من أجل وضع حد للمعاناة المستمرة والمتفاقمة يوماً بعد أخر.
والأسباب التي أدت إليها معروفة بطبيعة الحال، وهي ممارسات الإستبداد والفساد وإنتهاك حقوق الإنسان التي إتبعتها الأنظمة العسكرية الإنقلابية التي وصلت إلى السلطة في السودان تحت جنح الظلام، وتشييد نظام سياسي مدني ديمقراطي بدلاً عنها، في وضح النهار أساسه دولة القانون والحرية والعدالة والسلام على هدى ثورة ديسمبر الملهمة التي جعلت حميدتي يقتنع أن لا بديل عن الثورة لذلك سارع وأعتذر للشعب وأعلن أسفه وإنحيازه الكامل للإتفاق الإطاري للخروج من نفق الإنقلاب الذي ضاعف من حدة الأزمة بتعطيله مسيرة التحول الديمقراطي، ووضعه الوطن على حافة الهاوية، وأكد أن سياسات الماضي التي أخرت السودان وقسمته إلى دولتين وأججت نيران الحروب فيه، لن تبني المستقبل الذي ينشده الشعب.
تشخيص دقيق من شخص قال أنه أبن بادية وأعتبر نفسه أحد ضحايا النهج القديم الذي حرم الملايين من الحصول على حقوقهم الأساسية في الأمن والإستقرار والتنمية والتعليم والصحة والعمل والتطور بسبب الخلل البنيوي التاريخي الذي عطل مسيرة الديمقراطية والبناء الوطني الصحيح القائم على العدالة الإجتماعية، لشعب كريم محب للخير والسلام، شعب أغلبه عزيز النفس يفضل لقمة العيش الحلال حتى لو كانت بمويه، بدلا عن مد يده للمال الحرام، لكن للأسف أبتلى بأنظمه فاسده إستغلته وإستغلت مؤسساته العامة على رأسها الجيش لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب مصلحة الوطن العليا.
بينما البرهان يكابر ويعاند بدعم من فلول النظام السابق وبعض الإنتهازيين بأسم الهامش الذين وضعوا مصالحهم الخاصة فوق مصحلة الوطن العليا مما أبقى السودان في ذيل الدول من حيث الإستقرار السياسي والإزدهار الإقتصادي رغم ثرواته المهولة وتضحيات شعبه الكبيرة من أجل الديمقراطية!..
السودان الآن أمام خيارين لا ثالث لهما.
إما أن يتحقق التحول المدني الديمقراطي ويسود العدل ويزدهر الجميع في كل أرجاء الوطن وتنهض كل فئات المجتمع نساء ورجال وشباب وشيوخ، أغنياء وفقراء سكان مدن وريف.
وإما أن يسود منطق الفوضى الهدامة، القوي يأكل الضعيف، والرهيفة تنقد.
كما يقول المثل السوداني: "دار أبوك كان خربت شيل ليك منها شيلة".
لقد إنتهى عهد الإستغلال والإستهبال الذي مارسه الكيزان الذي جعلنا ندور في الحلقة المفرغة.

الحرية حق لا يستجدى من أحد، كما هي قوة للوطن والشعب.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء