مباراة القمة بين فريقي حمدوك والبرهان في ارض محايدة يديرها حكم اجنبي هي الحل !!..

 


 

 

تقرر أن تقام مباراة كأس الذهب لفريقي القمة علي أرض رواندا علي أن يديرها حكم سويسري يكون مساعده الاول من النمسا والثاني من السويد .
نعرف جميعا أن كرة القدم هي اللعبة الأولي في السودان ويعشقها الجمهور لدرجة المبالغة وظل هذا المنشط متقدا الي أن تم تسيس الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ورأينا بموجب هذا التسيس كبار السماسرة يعتلون عرشي الهلال المريخ وصارت الصحف الرياضية الاكثر مبيعا لأنها كانت حافلة بالثرثرة علي النيل والقائمون عليها وعيهم الرياضي مادون درجة التجمد .
إذن مباراة فريقي حمدوك والبرهان متوقع لها أن تعيد الجماهير الي الاستادات بعد أن سكن هذه الاستادات البوم .
ليس هنالك مشكلة في سفر مشجعي الفريقين الي رواندا لأن حميدتي رغم أن فريقه قد خرج من المنافسة مبكرا بسبب عدم التأهيل وقلة التدريب وبسبب العقلية القديمة التي يدار بها الفريق الذي مازال يلعب ( ضفاري ) ولم يتعد مرحلة كرة الشراب في الأزقة والجواري تحت وابل من العجاج والتراب حميدتي ذلك الرجل الميسور الحال العصامي الذي طور نفسه من راعي ابل الي بليونير يملك سيف السلطان وذهب المعز والاطيان في العاصمة وغيرها من أراضي البلاد الشاسعة هذا الرجل الذي اهدي لرجالات الإدارة الأهلية افخم السيارات وتدفق منه المال مدرارا الي المعلمين في كنترول الشهادة الثانوية حتي هتف البعض له واشادوا به علي اساس أنه راعي التعليم ومنصف القائمين عليه وأنه محبوب الملايين في طول البلاد وعرضها . وبهذه الكاريزما وبكل ما تحمل من جيوب منتفخة بالعملات الصعبة والمحلية ستكون طائرات حميدتي جاهزة لنقل المشجعين الي رواندا مع توفير كافة احتياجاتهم الغذائية من موز ومحشي ولحوم ومياه صحية وعصائر وطحنية مع انزالهم في افخم الفنادق الرواندية .
ضيوف شرف هذه المباراة هم الثالوث السيسي ، ابن زايد وابن سلمان . وسيكتفي الرئيس بايدن بمشاهدتها عبر تقنية الفديو وكذلك بقية رؤساء الاتحاد الأوروبي والافريقي ورؤساء دول آسيا وامريكا الجنوبية والوسطى .
خصصت المساطب الشمالية للطرق الصوفية ويتوقع أن يحضروا بنوباتهم وراياتهم وقفاطينهم ليقفوا جنباً إلى جنب مع اهل الإدارة الأهلية وجماعات الحركات المسلحة وهؤلاء جميعا سيساندون بقوة وبحناجر داوية فريق البرهان لأنهم يريدون لهذا الفريق النصر وإحراز كاس الذهب رغم أن الكل يعرف أن فريق البرهان يعتمد علي العضلات أكثر من اللعب الممرحل النظيف والروح الرياضية .
وفي المقابل يتمتع فريق حمدوك بتشجيع الشباب الذي يظل يهتف ويتفنن في ابتكار الجديد من الاهازيج التي لها قبول واستحسان للكافة داخل الاستاد وخارجه.
ولكن رغم أن فريق حمدوك بدأ الشوط الأول بقوة وحماس منقطع النظير ولم يكف الشباب عن التغني لفريقهم المحبوب خاصة وقد أحرز هدفا غاليا جعل العالم كله يقف ويصفق للنصر المبين والروح العالية والوثابة .
وعند الشوط الثاني انقلبت الموازين وكثرت بلطجة وخرمجة فريق البرهان واستخدموا كل وسائل الترهيب مما جعل فريق حمدوك المسالم الناعم يختفي وسط هذا الجو من العنف غير المبرر فاستسلموا مخافة أن يلحق بهم مكروه وصار مرماهم مكشوفا وامطرهم فريق البرهان بعدد من الأهداف قلبت موازين المباراة وصارت من طرف واحد وأهل السودان مازالوا في حيرة من أمرهم وهم يرون أن الحكم متردد في إطلاق صافرة النهاية وهو نفسه مرعوب ويتلفت يمنة ويسري يبحث عن أمن الملاعب ولكن لم يكن لهم وجود إذ أنهم لم يحضروا من السودان لأن الجسور مغلقة ولا يوجد انترنت ولا مكالمات !!..
هذه الهزيمة التاريخية لفريق حمدوك بسبب التراخي والاستسلام لبلطجة الفريق الخصم وخيانة الشباب الذين استماتوا في التشجيع حتي تورمت حناجرهم خذلهم فريقهم الذي تدحرج للحضيض .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
///////////////////

 

آراء