مركز الفيصل الثقافي – عملٌ في المسؤلية المجتمعية لما يكتمل بعد !

 


 

 

دعوة لادارة بنك فيصل الاسلامي و والي الخرطوم و وزير الثقافة للنظر في مستقبله !
كأن يُمنح المركز موقعاً في أطراف العاصمة ليخدم أكبر عدد من المواطنين !
الخرائط جاهزة وعند تنفيذها سيضحي المركز جوهرة في عقد العاصمة !
إسماعيل آدم محمد زين

أُنشئ هذا المركز تخليداً لذكري الملك فيصل و قد كان حكيماً و هو يصافح جمال عبد الناصر لينهي حرب اليمن! فمن لحرب اليمن الجديدة؟ وكان للسودان دوراً مهماً في ذلك الاتفاق بالخرطوم و اللاءات الثلاثة - لا صلح و لا ......و لا ...... و يا لها من قرارات !
مركز الفيصل الثقافي و ليد لبنك فيصل الاسلامي ،تجربة في العمل المصرفي جديدة، إختلف الناس حولها و تستحق الدراسة.
وصلتُ مبكراً لمقر مركز الفيصل الثقافي و عند مجئ السيدة /مي هاشم ،رافقتها إلي مقر المركز الثقافي و قد وجدته أكثر جمالاً مما تخيلته، فقد سمعتُ عنه في إطار ورشة عمل حول المسؤلية المجتمعية للمصارف و منذ ذلك الوقت أسمعُ عن ندوة أو معرض بذلك المركز. اليوم أقف علي المركز و السيدة مي تحكي عن المركز و مشاريعها و أعمالها، فهي إمرأة عصرية تحمل شهادتي ماجستير و بكالريوس في الفنون الجميلة! فهي قد "عبرت" بلغة محبي حمدوك! و تسعي بالعبور بالثقافة و تطوير المرأة في مشاريع أُخري. و ليت الأحلام تتحقق !

تعرفتُ علي المسؤلية المجتمعية منذ نحو العقدين من الزمان في مؤتمر نظمته وكالة الفضاء الأوروبية بجنوب إفريقيا حول المياه. وقد تحدثت جيولوجية من أميركا حول دور الشركة التي عملت فيها في مجال التعدين- في موقع أسمته و قد أقدمت الشركة علي إعادة الموقع إلي ما كان عليه ! حيث تم ملء الحفر و زراعة الاشجار و الاعشاب، فرجع الموقع إلي حالته الأولي أو قريباً منها! إذ يستحيل أن ترجع الحياة إلي ماكانت عليه. وهذا عملٌ في المسؤلية المجتمعية ! و هو مثل طلقة واحدة – لمعالجة مشكلة تسببت فيها شركة التعدين.عملٌ ينتهي في وقت معلوم و من بعد تتولي الطبيعة عملها !
هنا في السودان كانت لمشروع الجزيرة في المسؤلية المجتمعية ،أعمال عظيمة، قبل أن يسمع الناس بهذا المفهوم! و يحسبونه جديداً! كانت تؤخذ نسبة 2% لتنفق علي الأعمال و الخدمات بالمنطقة - لانشاء المدارس و آبار المياه و توصيل الكهرباء و تخطيط القري. وبالطبع كان لمواطني الجزيرة المبادرة و المساهمة في تلك المنشآت. حيث يتوقف دور الشؤون الاجتماعية بالمشروع علي إنجاز المشروع و من بعد يتولي أصحاب المصلحة أمر إدارته. سواء كان بئر ماء أو نادي إجتماعي ثقافي أو مدرسة،إلخ.
لذلك و قبل البدء بالتعريف بهذا المركز الثقافي آمل أن تتبني إدارة البنك مع ولاية الخرطوم و إدارة الأراضي و وزارة الثقافة النظر في مستقبل هذا الصرح الهام، لينتقل إلي مقر أوسع و أرحب، يٌليق بالملك فيصل، مع تطوير المركز ليضم حديقة غناء و ملاعب للأطفال مع المكتبة و قاعات لأغراض أُخري و أنشطة لتطوير المرأة و تنمية قدراتها. و ليكن المقر الجديد بأحد أطراف العاصمة: أم بدة، دارالسلام، الدروشاب، عد حسين، الأزهري...حيث تتوفر المساحات الكبيرة. و أعداد من المواطنين في حاجة إلي مثل هذا المرفق الهام، مع إنعدام وسائل الترفيه في وقتنا الحالي.و لعل إدارة البنك قد أدركت هذه الحقيقة، فقد سعت للحصول علي موقع أكبر و أوكلت إعداد خرائط لبيت خبرة متميز. وهي جاهزة و رائعة!
مع النظر في إستيعاب العاملين في الوقت الحالي، فقد وجدتُ عاملين علي درجة عالية من الهمة و التجرد.
تم إفتتاح مركز الفيصل الثقافي في مارس من عام 2013م و هو يتمدد في عدد من الطوابق و يحتوي علي ثلاث قاعات و مكتبة عامة مع مكتبة للأطفال و كافتيريا ويقدم خدمات التصوير و إستخدام الكمبيوتر و إعارة الكتب، ولديه مشروع في إنشاء مكتبات المدارس! و توزيع الكتب.
تحتوي مكتب المركز علي أكثر من 30000 كتاب! كما يصدر المركز مجلة ثقافية.
ولا يكتمل المقترح الذي أقدمه ،إلا بالنظر أيضاً إلي ضرورة الاستفادة من المبني الحالي ليمنح إلي إحدي الجامعات، ليصبح مركزاً للتدريب في العمل المصرفي و ليتم ذلك في إطار المسؤلية المجتمعية، مما يضاعف من إسهامات بنك فيصل. كما سيخفف علي البنك من أعباء إدارة مثل هذا النشاط. وقد يكون باتفاق ليعمل بشكل تجاري، لصالح الجامعة و لصالح البنك، ليصب أيضاً في أموال المسؤلية المجتمعية.
وأيضاً ستوكل إدارة المركز الثقافي لاحدي المحليات أو لولاية الخرطوم، مما سيخفف أيضاً من عبء إدارة عمل جد بعيد عن أهداف البنك.
وإني علي يقين بأن محبي الملك فيصل و أسرته ستساهم في إنشاء الصرح المقترح و علي مساحة كبيرة.و كذلك الدولة، عبر ولاية الخرطوم و وزارة الثقافة.
ودعوة لاعادة النظر في مفهوم المسؤلية المجتمعية، حتي لا تنشغل المؤسسات بأعمال أُخري، وقد يكون من الأوفق قيام صندوق للمسؤلية المجتمعية تصب فيه الأموال مع إيكال إدارتها إلي مجموعة رشيدة من الرجال و النساء – مع إستصحاب رغبات أصحاب الأموال في المشاريع التي يرغبون في إنجازها و التركيز علي مناطق عمل المؤسسات،مثل شركات التعدين و النفط لاصلاح ما خربت.

a.zain51@googlemail.com
/////////////////////////

 

آراء