مشوار بين العمالة والاقتصاد الموازي !!

 


 

 

السودان تحت الانقلاب أصبح الآن في حلقة متكاملة من السَفه المالي والسياسي والإداري ..والسفه هنا على أقل تقدير يعنى تبديد الموارد في ما لا يفيد وحجبها عن الأولويات والضرورات.. وهذا ما لا يفهمه مبارك أردول وجبريل ابراهيم وجماعة الانقلاب والفلول..!
ولو كان أردول يفهم شيئاً عن أي شيء لما قال ما يدفع إلى الخيانة العظمي بما يوجب استبعاده قطعياً من أي أمر ذي بال أو غير ذي بال..دعك من أن يكون وزيراً أو مسؤولاً عن أي شي أو عضواً في أي كتلة أو (خزعبلة سياسية) او ديوان حكومي أو(رحلة إلى استراليا) أو اقتراب من صناعة أو تجارة أو معادن نفيسة وغير نفيسة..! ألم يقل هذا الرجل امام قنوات أجنبية وهو مسؤول انقلاب وحكومة ووزارة وشرذمة سياسية (إن مصر لن ترضي عن أي حكومة في السودان يتم تشكيلها بموجب الاتفاق الاطاري)..وهو يعني أي حكومة تستبعد الفلول ..!!
ما علاقة مصر باي حكومة سودانية حتى ترضى عنها أو لا ترضى..؟! هذه درجة من العمالة لم نسمع بها من قبل مهما اشتط المشتطّون في النظر إلى تأثيرات دول الجوار والإقليم وبلاد العالم وأنظمة الاحتلال شرقاً وغرباً..!
ومن السَفه والعبث السياسي والمالي الذي يناقض مقتضى الحال..هذه الرحلة التي لا معنى لها ومواكب السيارات الفاخرة من (ذوات الدفع الرباعي) التي لا نهاية لأرتالها والتي فشل الراصدون في احصاء عددها...هذه السيارات التي امتطاها جبريل ابراهيم وشق بها فيافي السودان ومعه جندرمة مليشياوية على سيارات بمدافع منصوبة من أمام الموكب ومن خلفه تطلق صيحات الأهازيج والصخب الصبياني عبر فرقان ومدن ورواكيب ومعسكرات لم تحصد شيئاً من هذا الموكب الفاخر (غير الغبار)..! ولا يراعي جبريل ومليشياته إنها مناطق مكلومين ونازحين يعيشون بين الضياع والمرارة والجوع والعطش والخراب والجراح والموت الذي يزورهم كل يوم...بسبب انتفاء اسباب الحياة بل أكثره من اعتداءات مليشيات أخرى مجهولة ومعلومة..!! فحدثونا عن يوم لم يسقط فيه قتيل في غرب بلادنا الحبيب أو لم يتم فيه حريق أو غارة أو تعذيب وتشريد واعتقال و(موت أحمر)..؟!
من أين هذه السيارات..؟! ومن أين مرتبات هؤلاء التابعين وبنادقهم وطعامهم وشرابهم ورواتبهم ومن أين يتوفّر لهذه السيارات (اللانهائية) البنزين وكل هؤلاء السائقين..؟! ما معنى هذا الموكب الفاخر إذا كان وزير المالية يريد ان يضبط المنصرفات..؟! أم أنه رجل (حركي بذخي) يدير ميزانية (شحيحة منضبطة)...؟!
هل يمكن أن تكون نفقة رحلة (أبو زيد الهلالي) هذا على حسابه أو حساب حركته..وهو يحشد كل هذا السبحة من السيارات الفاخرة ليكون في كل سيارة شخص أو شخصين..بدلاً من جمع كل رفقته في (بص أو لوري واحد) إذا كان حقاً يريد (ضبط المنصرفات) ..وما عيب اللوري..؟! لا أحد يستطبع أن يعرف منصرفات السيد وزير المالية خاصة وإنه ذهب الى الرحلة (مبسوطاً) بعد إقراره قانون (التعديلات المتنوّعة) الذي يجعل جميع سلطة المال بين يديه وايدي فلول وزارته بلا حسيب ولا رقيب..!
هذا السفه الخواجاتي من البذخ االذي لا تفعله حتى دول البترول وبلاد تصنع 26 مليون مليون سيارة في العام..وما وجده حبريل ابراهيم لم يجده ملك بريطانيا العظمى وايرلندا..وكان العالم كله قد شاهد تنقله الاسطوري في اقاليم المملكة المتحدة في سيارة واحدة يرافقه فيها (السواق) وشخص ثالث من القصر...! ما اشد العظمة التي وجدها جبريل بالقياس الى الملك تشارلس الثالث..!
هذا هو الاقتصاد الموازي للفلول ..لا بد من متابعة خطورة الاقتصاد الموازي مثلما يجب اتن نتابع المليشيات والجيوش الموازية في بلادنا ..هذا خطر عميم..الآن الفلول يديرون اقتصاداً موازياً يموّلون به تآمرهم ضد الوطن...علينا ألا نغفل عن ذلك..إنهم يريدون إلهاءنا بهذه الحركات (القرعة) عن هذا الخطر الداهم..الذي عنوانه الرئيسي الاقتصاد الموازي ....ليست الحكاية في عقارات وأرصدة هامشية و(مزارع جداد) ضبطوها عند زوجة المخلوع..الأمر أفدح من ذلك...الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com
////////////////////////////

 

آراء