“مش كان تعمل فيها المصلح”- من مسودة مجموعة “قصائد ضد عمر كافوري وزمرتِهِ”

 


 

 

كتبت كمقدمة لاعادة نشر القصيدة أدناه في الفيسبوك في ٣ يونيو من العام 2020م ما يلي:

في ذكرى مجزرة القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وقمع احتجاجات الثوار السودانيين السلمية حتى الآن، برغم كل ما يقال عن "اتفاق إطاري" لحل سلمي للأزمة، بل الورطة، السياسية الحالية في السودان، وممارسات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب من قبل كل الحكومات السودانية السابقة وأطراف نافذة في الحكومية السودانية الحالية، أيضاً، بدءاً من جنوب السودان وليس انتهاءاً بدارفور وجبال النوبة وشمال السودان النوبي وشرقه :

القصيدة دي كانت اتكتبت في مواجهة مجرم الإبادة الجماعية عمر كافوري وزمرته- التي تشتمل، ماضياً وحالياً، على أطراف هي الآن في الحكم الحالي ممثلة في مجرمي إبادة جماعية بمجلس السيادة السوداني وشخصيات "هبوط ناعم" سياسية سيعلم من يقرؤها بتمعن من وما هي- وذلك بالتضمين الذي كاد أن يكن تصريحاً. أقذف بها الآن في وجه جميع تلك الأطراف التي ما تزال ساعية على سبيل الردة عن ثورة السودان الماجدة وسبيل "بيعها" بثمن بخس لبعض الأطراف الإقليمية التي تعلمون! وأدعو هنا لقراءة مقطعها الأخير (البادئ بـ"حتماً حسه بيمرق ليكا عديل... إلخ) بتمعن خاصٍّ مُنْذِرٍ فهو، في بعض ظني الذي أعتقد أنه ليس إثماً، ما يزال قائماً بنبوءتِهِ:

مُشْ كان تَعْمَلْ فيها المُصْلِحْ

مُش كان تعمل فيها المُصلح
مُش كان تلبس، يا أفَّاكْ،
جلابيــة القَومْ البَيْضَا،
تَلَمِّعْ قَولَكْ
بي فازلين النِّضِمَ الْعَصْرِيْ
مُشْ كان تبلع كل كـلامك
في التمكين والنُّصرة
مش كان يَسْكُتْ كُلُّ نَبِيحَكْ
عن سيف شَرْعَاً شُفْتَا كتابُو
مِكَشِّرْ فوقنا
بي العدوان،
بي التّرهيب والنُّفرة
مش كان تركع
في الحَرَّايَة- يَمِينَكْ يِحْلِفْ-
وتطلب عفو وعافية
مُشْ كانْ تَنْزِلْ
فيكَ الآية عديييييييلْ
من سُلطان القُدْرَة الغاشمَه
مُشْ كان صَلَّى عليكَا
جميع السَّاسه النَّفعيِّيْنْ
مُشْ لو خَوفَكْ يِلَمْلِمْ حَوْلَكْ
كل من كانُوا هِنَاكْ
بي سَطْوَةْ مُلْكَكْ مَأسُورِيْنْ
مُشْ كان تَوعِد، زِيْفَاً، تَقْلِبْ
دُنيا الناس العاديّينْ
جنَّة عدن أحلام الساسَةْ
وقِبْلَة ناس الدُّنيا المغبونينْ
مُش كان تركبْ
فوق ريسينَّا، وفوق اكتافنا
حصان السادة وتقدلْ
بيهو في بيت المهـدي،
مش كان بيعة كل مراغنة
عهد الزّمن الأبوي السّالفْ
بي آياتْ من زِيْفَا
تحوِّطْ نَفْسَكْ وبي
تُجَّارا الكانوا
في نظر النّاس
الدَّايْشَه وطامعه
كمان صالحينْ!
مش كان قايل بيعَكْ
لي المشروع إيّاه
في سوق أمريكا،
في سوق الروس والصّين،
وبل في سُوقُم،
كُلُّ عِظَام المال الغربيِّيْنْ
مش كان حتَّى اتْجَارَا وراكَا
بعض القالوا عليهم "ثَوريِّيْنْ"
مش كان حتَّى يسار الخَيْبَة
اتحالف ضِمْنَاً برضُو مَعَاكَا
لمَّنْ بارى الشَّـيخ اللاعب،
بيضة وحجراً، بي مُكْرَ الله
عساهو يعيد
كهنوت المجد الأبوي
من بوابة حُجَّة
حق الناس الضَّايع
كأنُّو زمان ما سَوَّى السَّبْعَه
وحيَّر ذِمَّة فاسد القوم والدَّم،
خلَّى النَّاسْ تِتْصَاقَعْ بالبُهْتَانْ،
خَلَّىْ النَّاس تِتْجَاهَرْ بالكُفْرَانْ،
خَلَّى النَّاس تِتْشَتَّتْ بالنُّكْرَانْ،
خَلَّى النَّاس تِتْشَبَّثْ بالنُّكْرَانْ!
مُشْ كان تَقْلِبْ كُلَّ السَّـاسَة،
مَحلِّي وقِبْلِيْ وبَحْرِي وجَوِّيْ،
على مَيْزَانَكْ، كان تغريهُم،
فتنة سطوة سُلطة سحراً أسود،
مال إبليس النازف من قُفْطَانَكْ!
مُش كان تَعْمَلْ فيها المُصلِحْ
وتنفُذْ، من بيناتنا، بي السُّلطانْ
حَتْمَاً حَسَّــه بِيَمْرُقْ لَيْكَا عَدِيــــــــلْ،
من اردان الموجة العاصْفَه، دَوَاكْ:
جِنْ، حا تشوفُوا بَرَاكْ،
من شَقَّ الْأَرْض الأَحْمَرْ تِحْتَكْ،
يَطْلَع، يَحْلِفْ ويِنْزِفْ بي الإنسانْ:
جِيْلْ من صُرَّة أُم الزّول المَرَوِي؛
جِيلْ من صُرَّة أُمَّ الزَّول القَرَوِيْ؛
جيل من صُرَّة أُمَّ الزَّول المَدّنِيْ؛
جيل من مِعدن قول الناس الشِّعري؛
جيـل حَـيْطَيّـِر جِـنَّــكْ بي الإنسان!
جيل من غُنيَةْ أوّل، وآخر، زَولْ
صِحَى في نفسو الشَّوْفْ من بَدْرِيْ!
جيل في لَمْحَه تشُوفُوا، بَراكَا ونَاسَكْ:
مِن شَقَّ الَأَرْض الأحمَرْ تِحْتَكْ،
يَطْلَعْ، يَحْلِفْ ويَنْزِفْ بي الإنسانْ!

فبراير- مارس، 2014م

إبراهيم جعفر

khalifa618@yahoo.co.uk
////////////////////////////////

////////////////////////////////////

 

آراء