مواكب 17 يناير.. مجزرة الانقلاب ليست للنسيان !!

 


 

 

مواكب الأمس في ذكرى شهداء 17 يناير التي قتلت فيها قوات الانقلاب الدموية الغاشمة شاب كالزهر النضيد قابلها عساكر الانقلاب والاخونجية بما هو معهود من العنف والحشف وسوء الكيل والتطفيف والترهيب والغاز السام الفاجر وعبوات (الأوبلن) وملء صدور المحتجين السلميين بالدخان الفاسد بالرغم من (الاتفاق الإطاري) ...!
هذه المواكب الباسلة تعيد تأكيد ما هو مؤكد من أن الوطن لن ينسى شهداءه وأن مطالب الحرية لا تقبل المساومة..وأن الفلول مهما تعالى إرهابهم وصياح أبواقهم لن يستطيعوا كسر إرادة شباب هذا الوطن الغالي ودفعهم للتخلي عن ثورتهم وأشواقهم في الحرية والسلام والعدالة..!!
نعم...(ضاقت خلاص) ولا بد من خلاص من هذا الانقلاب الأرعن الذي ليس سوى أنه حلقة أخرى من كهنوت بكل ما تنطوي عليه من فساد ومخازي ومساوئ وخطايا..وبكل ما في نفوس فلولها ممن سخائم وضغائن وأحقاد على الوطن وكراهية شعبه..وبكل ما يمور في أحشاء أتباعها وقادتها من خسة ووضاعة..هؤلاء الذين ينتحلون صفة البشر ويسلكون سلوك العقارب والسعالي..وما قادة هذا الانقلاب إلا صورة طبق الأصل من المخلوع إلا أنهم في تنافس محموم معه مضمار نواقص التأهيل وعقم العقول وموت الإحساس ويبارونه في خلف الوعود و الكذب والتناقض بين القول والفعل..وكل خصال السوء التي تسقط المروءة..!
إلي أي عدد يريد الانقلاب أن يبلغ بقتلى الشباب وترميل وتأييم البيوت وإزهاق براعم الحياة..؟! والى أين يريد أن يبلغ بأحوال المعيشة بعد أن أصبحت المليونات العشرة لا تكفي إعاشة يومين فقط من الخبز و(البوش)..والى أين يريد أن يبلغ من خراب المؤسسات وسلب الحقوق وتقنين الفوضى وامتهان سيادة الوطن..؟!
لقد كانت مواكب الأمس إعلاناً متجدداً عن وفاء الشباب لشهدائهم واستمساكاً بعهودهم مع الوطن ومع الحرية..وكاذبٌ من يظن أن فتيان المقاومة يمكن أن يتناسوا عهودهم..وهم ينسجون كل يوم (روزنامة مواكب الصمود) يوماً بيوم وأسبوعاً بأسبوع وشهراً بشهر وعاماً بعام..وقرناً بقرن..! فليمض الفلول في غيّهم وليظلوا على انقلابهم لمائة عاماً قادمة وسيعلمون أنهم يراهنون على خيبتهم عندما تتواصل وتتوالى المواكب التي لا تتثاءب ولا تنام..! وعندها ستعرف هذه الزعانف والزوائد الدودية التي تضع على صدرها أربطة العنق الناشزة و(النياشين المسهوكة) من ينتصر في آخر الطريق...ومن يحق له الكلام عن الوطنية..ومن الذي يُملي إرادته..ومن التي يتقافز على سطح الزبد...!
لن يصيخ الناس بأسماعهم لما يقوله جبريل وما يحشرج به مناوي وما يتلعثم به البرهان وكباشي..وما يستفرغه أردول من خزعبلات.. أو ما يخطرف به (خازوق الشرق) الراعي الرسمي للجهل والذي لا يعرف من الوطنية غير التهديد بإغلاق الطريق إلى الموانئ.. هو ومن معه من أهاجي (نسبة إلى التوم هجو) ومن براطم ومن جماعة العمم والملافح (الفالصو) والدقون (الفشنك) ومن لفّ لفّهم من دواعش لا يعلمون (طظ) من تسابيح الحمد..!!
ماذا لدى الانقلاب غير إهدار الأرواح واعتقال الثوار وفقء العيون ومواصلة السرقات ونشر المخدرات وقطع الأرزاق ومطاردة النساء وتكريم الأسافل..؟! وماذا لديه غير الحصبة الألمانية و(حمى الضنك) والفيروسات المحوّرة وجفاف المستشفيات والصيدليات وتسليع العلاج والسمسرة في أجهزة غسل كلي الأطفال..!
فلتستمر مواكب الصمود إلى أن يعلم الانقلاب أن (الله واحد).. فمواكب الشباب هي التي ستدعم عودة الحكم والمدني ونداءات الحرية والعدالة..نقول ذلك صادقين وموقنين بأن هؤلاء الانقلابيين والفلول الأوغاد ستدور عليهم الدائرة ولسوف يستزلّهم الشيطان ويكشف سوءاتهم...والمجد للشعب ومواكبه الهادرة..ولشهدائه الأبرار ولثورته المجيدة الكافية الشافية للصدور ..والحارقة الكاوية للفلول...الله لا كسبكم..!!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء