نحن… وهدنة اليهود في غزة

 


 

 

رغم إختلاف الدين والهوية،والعرق والأخلاق والعادات والتقاليد ....
ورغم اتساع الهوة في المعني والمضمون والقداسة،بين الاستئطان اليهودي، وشرارة الثورة الفلسطينية،وعمق وتجذر الانتماء للأرض والتاريخ لأهل غزة خاصة والفلسطينيين عامة،وسطحية ذلك عند اليهود المهاجرين، ورغم كثرة المعارك،الصغيرة والكبيرة،والكر والفر،والعمليات الفدائية وتقاطعها مع الغدر اليهودي بالسجون والمعتقلات ،وتشرد وشتات الأسر ةالعائلات..ورغم التهديم والتخريب والتجريف الذي أصاب البني التحتية والفوقية للمدن والبلديات الفلسطينية ،وغير ذلك من التأريخ الأسود لليهود في فلسطين ...نقول رغم كل هذه الحقائق المؤلمة..اتفق الجانبان ،الفلسطيني والأسرائيلي علي بنود الهدنة الإنسانية.. لم تتمسك حماس بموقفها الرافض…
ومع قراءة هذا المقال،تكون الهدنة الانسانية،قد دخلت حيز التنفيذ مع استمرارها لأربعة ايام قابلة للتمديد..وسوف يمددون.
كان يمكن لإسرائيل ان تتمادى في حربها وتواصل قتالها مع الدعم الذي وجدته من امريكا وبعض الدول الغربية..وكان يمكن لقوات المقاومة أن ترفض الوساطة وتستمر في معركة الكرامة ،فكل المؤشرات تؤكد علي صمود المقاومة في الداخل،وفعالية كتائبها في العمق الأسرائيلي الذي وصل العاصمة تل أبيب...ولكن البرجماتية الإسرائيلية والذكاء الفلسطيني قد رجحا كفة الوساطة الإقليمية استشعارا بالمسؤولية واستجابة للمشاعر الإنسانية التي اجتاحت العواصم والمدن العالمية وهي تطالب بوقف الحرب والهدنة الإنسانية وتوصيل الإغاثة للمحتاجين داخل القطاع.
: أكتب ذلك وفي الخاطر الحالة السودانية والحرب المشتعلة بين أبناء الوطن الواحد منذ منتصف يونيو الماضي وقد رفضوا كل المبادرات والوساطات المحلية والإقليمية والدولة وقد طال الخراب والدمار كل مظاهر البناء والعمار والبني التحية والفوقية وحتي انسان السودان الذي لم يعد ( انسانا) بل شبحا من الماضي وخيالات الذكريات..
: لقد احس اليهود بهول المعارك في قطاع غزة وما أحدثته الحرب من دمار ،فرقت قلوبهم علي ( بني الانسان) فقبلوا بالهدنة الإنسانية من أجل شعبهم و(عدوءهم ) ،شريكهم في الإنسانية...فمتي يحس قادتنا ، أبناء جلدتنا، بما وصل به الحال عندنا من هم وغم وجوع وعطش ومرض وضياع وفقدان هوية؟ متي يتوافقون ولو بهدنة انسانية مؤقتة ، كما فعل اليهود وأهل غزة ، من أجل شعوبهم الجريحة؟ أم سنظل هكذا نرفض الواسطات والمبادرات ، وقد احترقت البلادكلها ولم يبق منها إلا الرماد؟
د.فراج الشيخ الفراري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء