نظرة وفاء … بقلم: محمد محجوب عبدالرحيم

 


 

 

mmahgoub4120@gmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نتحدث عن الوفاء ... هذه الخصلة الكريمة  التى تكاد ان تنقرض وتصبح اثراً بعد حين في هذا العصر سريع الإيقاع .

جاءت فكرة هذه الكلمات من حديث سمعته في المذياع لأحد العلماء يتحدث عن حادثة معينة يوضح فيها تجزر خصلة الوفاء عند الرسول (ص) .

نعلم من دراستنا لسيرة المصطفي (ص) انه ولد يتيماً ونشأ في بادية بني سعد حيث ارضعته حليمه السعدية . يتذكر النبي (ص) هذه الامور عندما تتوفي السيده الجليله فاطمة بنت اسد زوجة عمه أبو طالب التي أكرمته وربته مع أبناءها فيحفظ النبي الكريم (ص) لها هذا الأمر فينزلها الثري بيديه ويدعو لها ويترحم عليها ويرقد في قبرها رجاء ان يرحمها الله . يتذكر النبي الكريم (ص) في تلك اللحظات يتمه ويتذكر كم اكرمته ورحمت ضعفه وإنكساره- واليتم مظنة الضعف والإنكسار دائماً – فيرد لها الجميل وفي اوج إنتصاره وإقبال الدنيا عليه بعد معركة حنين يري إمرأة فيسأل عنها فيقال له أنها أختك من الرضاعة الشيماء فيكرمها ويجلسها في مكانه ويتباسط معها في الحديث ولعله حديث ذكريات الطفولة ويعرض عليها أن تقيم معه معززة مكرمة او ترجع الي اهلها فتختار الرجوع الي ابناءه الصغار فيحملها بالإبل والشياه وغيرها من النعم .

نذكر كذلك فرحته (ص) عند قدوم صديقات السيده خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ويكرمهن حتي تغار السيده عائشة وتغتاظ فتقول كلمة معناها ( ولقد أبدلك الله خيراً منها) فيرد النبي (ص) بقوة موضحاً كافة جوانب فضلها ( لا والله ما ابدلني الله خيراً منها صدقتني حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقني الله منها الولد او كما قال (ص) ولعلها لم تعد لهذا الحديث ابداً.

الحديث يطول عن وفائه صلي الله عليه وسلم والشاهد في هذا المقال ما حالنا نحن تجاه هذه الخصلة ؟ هل نحن اوفياء لمن أسدوا إلينا جميلاً ؟ هل نذكر هؤلاء اللذين كان لهم أكبر الأثر في حياتنا ام نشبطهم ونسقطهم من ذاكرتنا؟.

فلتكن ثمرة هذه الكلمات ان نبحر في محطات حياتنا فنبحث عن هؤلاء الذين كانت لمواقفهم تجاهنا  اكبر الاثر في مانحن فيه من خير ونعيم.

اول من يستحق الحمد والشكر قطعاً هو الله عز وجل .. هل قمنا بشكره ؟ هل اوفيناه حقه ؟ الله سبحانه وتعالي يقول( من قال الحمدلله فقد أبلغ في الثناء) ومن قال ( رب أوزعني ان أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) او قال ( رب اوزعني ان أشكر نعمتك التي انعمت علي وعلي والدي وأن اعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وأني من المسلمين) فلقد ادي حق الشكر لله تعالي.

كذلك نتذكر حق نبينا محمد ( صلي الله عليه وسلم) من الشكر حيث انه بلغ الرساله وأدي الأمانه بل انه كان يتحرق شوقاً للقيانا حين قال ( وددنا لو أننا لقينا أخواننا) فقال الصحابه ( أنحن يارسول الله قال لا أنتم أصحابي ولكن أخواننا الذين يؤمنون بي ولم يروني) وبشرنا ( صلي الله عليه وسلم) بالأجر الجزيل إذا آمنا به وتمسكنا بسنته عند فساد العصر. نحتاج أن نشكر الصحابه والتابعين الذين تحركوا بالدين حتي وصلنا نحن في هذه البلاد البعيدة.

نحتاج بأن ننظر بعين الوفاء والامتنان للوالدين ليس بحق الأبوه الجسديه فقط ولكن للرحمة والصبر والحنان وحب الخير لنا و التضحية بكل غالٍ ونفيس من أجلنا . ولذالك أقل القليل أن ندعوا لهم ونبرهم ونحسن صحبتهم ونصل صديقهم واهل مودتهم.

يأتي بعد ذلك العديد من الناس ينبغي علينا ان نتذكرهم . علينا أن نسبح بفكرنا في منعطفات حياتنا ونتذكر هؤلاء . نتذكرهم ونبحث عنهم ونسدي اليهم جزءا من المعروف الذي قدموه إلينا . اقل القليل ان نشكرهم ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله) كما قال الرسول (ص) ونكون كرماء معهم لا لؤماء

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته  

وإذا أنت أنت أكرمت اللئيم تمردا

وحتي لا ينسب علينا قول القائل

(إتق شر من أحسنت اليه)

أخي أختي – يا من تقرأون هذه الكلمات

أستحلفكم بالله – راجعوا سيرة حياتكم ومنعطفاتها ستجدون فيها الكثير من هؤلاء أرجعوا إليهم أبحثوا عنهم – أسدوا إليهم شيئا من الوفاء والعرفان تباسطوا معهم في الحديث –أشكروهم أدعوا لهم .

( تخلقوا بخلق نبيكم محمد صلي الله عليه وسلم)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

آراء