هل البرهان صار ناظر عموم السودان ؟!

 


 

 

تم إعفاء وزير الخارجية ... وبعدين !!.. وتم إعفاء عدد من الولاة ليحل محلهم عسكريون !!.. هل البرهان صار ناظر عموم السودان ؟!

ونحن في المنافي نفرح لأية بارقة أمل بأن حلم العودة بدأ يلوح في الأفق مثل الوشم في باطن اليد وقبل أن نسرف في التفاؤل تنطلق الدانات من بحري علي احياء ام درمان التي بدأت تلملم أطرافها وقد عاد إليها بعض ساكنيها وهذه العودة يؤرق صمتها مدافع حميدتي وطائرات البرهان ويهتف المواطن المسكين بينه وبين نفسه ( لقد اتفق الطرفان المتقاتلان بأنه لا سلام ولا كلام بالعاصمة أو بالولايات وحيثما انطلق المدفع الجنجويدي يعقبه قصف جوي وكلاهما يعتقد في قرارة نفسه بأنه حامي حمي المواطن واكبر داعية للديمقراطية والحرية والكرامة وليس عنده من هدف غير كرامة المواطن والسعي لجعله يرفل في الرفاهية مثله مثل مواطن الخليج والدول الاسكندنافية !!..
نريد أن نهمس في اذن الجنرالين بأننا شبعنا من مواعيدكم العرقوبية ومن ايهامنا كلما طلعت الشمس بأن فجر الخلاص قد شع نوره وان التمرد قد اندحر وانتصرت إرادة الشعب والطرف الآخر يردد نفس الاسطوانة والذي يحيرنا ونحن نعرف كمية الزيف والكذب المرسل علي عواهنه أثناء الليل وأطراف النهار ولكن مصيبتنا أن البعض منا مازالوا يهتفون لهذا الطرف أو ذاك مما يفاقم من فتق ثوبنا المثقوب اصلا وكل يوم يمر يزداد الفتق علي الراتق وقد بانت عورتنا وصرنا نجد الرثاء من العدو أكثر مما نجد من الاصدقاء الذين اوصلونا الي درك أسفل بتنا فيه جوعي وشبعت الكلاب وباتت بيوتنا مقابر واحتضن النيل الابيض أخاه الأصغر النيل الازرق ليس فرحا ولكن أسي وحزنا علي ضياع الأمة السودانية التي باتت كل وثائقها الثبوتية مشكوك فيها ترتجف منها مطارات العالم وصارت عملتها لاتساوي الورق الذي طبعت به وقد نسينا المشافي والطبيب المداويا والخدمات المستحقة لبني الإنسان تقدمها له دولة محترمة بها حكومة منتخبة خادمة للشعب وليست سيدة عليه ولا تتذكره حتي بقليل تهنئه بمناسبة العيد السعيد ولاتترحم علي الموتي وتسترهم بما يليق بكرامتهم ولا تسأل عنهم ولا يهمها أن كان الفرد منا قد ابتلعته امواج المتوسط أو هلك في الصحراء من العطش أو حصدته رصاصات حرس الحدود أو تم سجنه في زنازين أشبه باقفاص الدجاج ولو نجا من الموت فليس من مفر أن يباع في سوق النخاسة لتطل بوجهها من جديد تجارة الرقيق التي اعتقدنا أن العالم قد تحرر بما فيه الكفاية وان هذه الممارسة قد اختفت الي الأبد ولم يعد لها وجود !!..
إن جرح السودان قد تفوق علي كل الجروح في هذا العالم وان الحرب فيه ليس لها مثيل إذ حولت بلدنا الجميل المضياف الشجاع الأبي الكريم الي قطعان هائمة علي وجوهها تسير خبط عشواء تحت جنح الظلام وقسوة حر النهار بلا زاد ولا أمل في العودة لأرض الأجداد التي احتلها صبية من دول الساحل والصحراء يقودهم نفر من ضباطنا الذين تم انتدابهم لمليشيا الدعم السريع واحسنوا تدريب هذه المليشيا حتي صارت صنوا للجيش بل إنها بدأت تحس بأنها الاكثر شوكة والجيش يراها تكبر أمام عينيه وممنوع علي كائن من كان أن يقول ( بغم ) ... وبعد ما ( حدس ماحدس ) ومالطة وسوبا قد عمهما الخراب صارت اسطوانة دعاة الحرب أن الحرية والتغيير هي سبب البلاء ولكن هيهات ... هيهات !!..
وشنوا حملات علي مؤتمر باريس وعلي الرجل المهذب المتواضع العالم الاقتصادي ابن البلد وطالبوا بإعدامه بتهمة تقويض النظام القائم ... مع أن زرقاء اليمامة يتعذر عليها رؤيه هذا النظام الذي البسوه ثوبا فضفاضا من الشرعية وحقيقة هو ثوب يشف عما تحته والذي يرتديه هو عريان لامحالة مهما أسهب في الحديث وأكثر من الدعاية الفارغة حول نفسه التي هو أول من يعرف حقيقتها وأن الأمر كله هو مسرح للعبث واللامعقول وصمويل بيكيت ويوجين يونسكو وخليط من حكاياتنا مايو والرقص في الساحة الخضراء !!..
الشعب عاني من اهوال تدخله في قائمة جينيس للارقام القياسية ولكن المؤلم حقا أن الجنرالين مازالا يتحدثان عن الشعب ونهضته وأنهما من يضطلع بذلك... ويالها من مأساة تصل لمرحلة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي واستخدام الاغتصاب كوسيلة حرب للاجهاز الكامل لكل من تسول له نفسه أن ينادي بشعار ( الجيش للثكنات والجنجويد ينحل ) أو من يهتف ب ( تسقط وبس ) !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء