وا سوداناه! هذه المزايدات الضالة باسم الثورة المجيدة !!

 


 

 

* قد تكون ممن يحبون السودان حباً جماً يزينه عقل وازِن، فجاءَةً
يفجعك من يحب السودان حباً (قاتلاً)، بجرة قلم، من شدة خواء فكره وسطحية رؤياه للأشياء..

* حين كتبتُ مقالاً تحت عنوان
" لا أرى غضاضةً ولا مضاضةً في الاعتراف بحزب المؤتمر الشعبي كقوة ثورة حية! "، إنبرى معلقون، من الذين لا يدرون أنهم لا يدرون، في هجوم كاسح بشكل أضحكني في حزنِ معرفتي أن الجهل يمشي بيننا مدمراً للحياة السوية في السودان منذ ما قبل استقلاله..

* إتهموني بالكوزنة (الخفية) وما اتهامي بها من قِبَل البعض إلا دليل غباءِ من يقرأ المقالات بعقلية (ممحوقة).. ولا تتعاطى عقليته مع منطق الأشياء لأن رهاب سطوة الكيزان يتابعه فلا يتصور أن بالوسع التغلُّب على الكيزان حتى إذا كان الكيزان مكتوفي الأيدي والأرجل أمام جيلٍ (راكب راس)..

* نعم، أيها الناس، " لا أرى غضاضةً ولا مضاضةً في الاعتراف بحزب المؤتمر الشعبي كقوة ثورة حية! "، قوة لا يمكنها تغيير حتمية التاريخ البادية طلائع أمواجها تمور في شارع الثورة، أمواجاً تتبعها أمواج وأمواج دون كللٍ ولا إنهاك..

* يتحدثون في التعليقات عن مكر وخبث الكيزان، وهذا دليل عدم ثقة المعلقين و المعلقات في أنفسهم وفي قوة دفع ثورة التغيير القادم.. تغييراً لا يشارك فيه أيٌّ ممن جلسوا على كرسي اتخاذ القرار إبان نظام البشير..
(All are off the loop)

* إتهموني بالكوزنة، ولو علموا الحاجز الصلب الذي يفصل بيني وبين أي تيار متأسلم منذ فصلني الناظر (الكوز) من مدرسة خورطقت الثانوية، قبل عقود، لأدركوا أنني لستُ كوزاً ولا يمكن أن أكون كوزاً مهما كان!

* ومع ذلك أحترم الكيزان المهذبين.. حيث يسير ركابي مع قول إيليا أبي ماضي:- " وأحبُّ كل مهذهب ولو انه خصمي..." وأختلف مع إيليا في مقاله :- "وأرحمُ كلّ غير مهذبِ.."، فأنا (أكره) كلّ غير مهذبٍِ، وأهرول، هرولة، إلى قول عنترة بن شداد:- حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ.. وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِماً وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي.. وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَة خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ.. فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِها وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ.."

* ثم أعود إلى مقولة إيليا أبي ماضي:- " يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى.. حبُّ الأذية من طباعِ العقربِ..."!

* تلك نظرتي للحياة، نظرة ملؤها حبُّ هذا الوطن الذي قلتُ فيه، ذاتَ مساء شديد البرودة، في مدينة أتلانتا بأمريكا:- " نويثُ الوضوءَ بمائكَ يا نيلُ ذات مساءٍ تسربلَ برداً وحزناً وبعضَ جليد.. وفوجئتُ أن المسافة بيني وبينك تبدأ بالمستحيل.. ولما وجدتُ المسافةَ أبعدَ مني إليكَ لبحرالغزال.. بكيتُ.. تيممتُ.. صليتُ عند الهزيع الأخير!"

* فكفوا عن تعليقاتٍ تظل تنكأُ جراحات هذا الوطن الجريح.. وطن يحتاج إلى أبناء مخلصين يضمدون جراحه بعلم، ويكبحون الغبائن التي تمور في الصدور، وطن ليس في حاجة إلى فشَّ الغبائن في غياب الوعي بمن يستهدفون بغبائنهم دون تمحيص..

* مرت ستة أشهر عجاف على انقلاب البرهان.. ولا تزال قوى الثورة في السطر الأول من الدعوة لاتفاق.. ولا أمن ولا أمان.. والاقتصاد يتدهور والحياة المعيشية في قرار الهاوية.. والساسة يتماحكون.. والشعب الثائر لا يعرف إلى أين تتجه الصراعات بين قوى الثورة بالثورة وأجواء البلد ملبدة بغيوم الغبائن والصراعات القبلية والجهوية والعنصرية!

*واسوداناه!
* ومع ذلك، ثقة كبير في أبنائنا وبناتنا.. وأن مواكبهم المليونية سوف تؤتي أكلها في النهاية " مواكب ما بتتراجع تاني.. أقيف قدامها أقول للدنيا:- أنا أفريقي.. أنا سوداني!"

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء