وداعا رمضان

 


 

 

أخيرا ترجل القارس الجسور وهو في عمر الزهور بعد ان قاوم ببساله وصبر صبور شاب صغير فجأة هاجمه مرض السرطان الخطير وهو في سن الثامنه والعشرين كان يعمل في سويسرا في امن وامان فيه كل الخيرات الحسان واجمل صفات الإنسان تتجلى فيه اروع صفات الايمان حسبه اسمه رمضان لقد كان اعز اصدقاء ابنى ابوبكر كانا اخوان تخالهما تيمان منذ الصغر من أيام الطفولة معا يجتمعان في كل مكان ولا يفترقان رمضان شاب ينثال ادبا وتأدبا رقه وتحشما وحياء منه تتعجبا خفيف الظل عفيف ظريف لطيف بعد ان هاجمه السرطان عاش في صبر وصمت اتصاله ووصاله الوحيد مع صديق عمره ابوبكر يكاشفه
بكل شيء في ذات مره قالوا له الأطباء حتى لا ينتشر المرض سوف نقوم ببتر رجلك من الفخذ
واخبر ابوبكر أنه وافق وبالفعل تم بتر الرجل
من الفخذ فوض امره الله واحتسب .
اخبره ابوبكر أنه في طريقه إلى مكه لاداء عمره
رمضان قال له سوف اتى معك وبالفعل سافر
ابوبكر ورمضان وصديقهم الثالث وليد وتمكن
رمضان من أداء العمره وحالفه الحظ في تقبيل
الحجر الاسود ثم مكث عده ايام مع ناس عمر
شقيق ابوبكر الذى ساعده في الوصول إلى الحجر
الأسود وأخيرا قرر رمضان العودة إلى باريس
قام عمر وابوبكر باجراء اللازم لسفره والحمدالله
وصل إلى باريس سالما سبحان الله فى نفس
اليوم الذى وصل فيه اصر على زيارتنا في البيت
وبالفعل اصطحبه احد زملاء دراسته وجاء الينا
في المنزل وقدم لنا جاتو وماء زمزم اصرت
المدام عليه لكى يبقى معنا لطعام الإفطار
أعتذر ووعد بانه غدا سوف يأتي ليفطر معنا
لكن جاء الغد وما جاء رمضان علمنا انه دخل
المستشفى وبقى على اتصال دائم مع ابوبكر
قال له ان الأطباء اخبروه انتهى الأمر وهم
لا يملكون له علاجا قال لهم:
فأل الله ولا فألكم علاجى عنده عند الله وظل
متمسكا بحبل من الله متين يحدوه الامل في الحياة
ما اضيق العيش لولا فسحة الامل خاصة وهو
في ريعان الشباب وبرحمه الله تفتح له الابواب
ظل على اتصال دائم بابى بكر وقال له:
لا تقلق يا رمضان أنا في طريقي إليك وكان
قد اشتد عليه المرض واحكم قبضته صار
يتنفس بصعوبة ولا يتكلم إلا مع ابوبكر
فقط اتصل به ابو بكر ليبلغه أنه حجز للعوده
إلى باريس رد على أبو بكر وقت الصلاه
قال له ابوبكر نعم رد رمضان وقت الصلاه
بعدها طلب ان يراني والح على ذلك بينما
كنت أنا في صلاة الجنازه في المسجد سبحان الله
جنازه جار لنا توفى أيضا بسرطان الرئه صلينا
على الجنازه في تمام الساعة الواحده بعدها
عدت الى المنزل في تمام الساعة الثانيه
اتصل ابوبكر ليقول لامه رمضان مات وكانت
الحاجه تعامله كابنها تماما بكته بحرقه بكاءا
مرا أنا تفهمت الموقف انه الرحيل المر .
يا الله يا اكرم الاكرمين وارحم الراحمين
جاء إليك عبدك رمضان وكتابه بيمنه صفحاته
بيضاء تشهد ببياض ونقاء سيرته ومسيرته مع
المرض تشهد بصبره واحتسابه وقوة شكيمته
وايمانه وعزيمته تشهد ان آخر عمل عمله في
حياته زار بيتك المحرم وقبل حجرك الأسود
وتوسل إليك بالبقره وال عمران وياسبن وبالرحمن
ومعظم أجزاء القرأن وكان يردد للدكاتره أنا كثير
الايمان فبأى ألاء ربكما تكذبان اللهم جازيه بالاحسان احسانا اللهم عوض شبابه الجنه اللهم
اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من
اهله اللهم اجعله في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهه كثيره لا مقطوعة ولا ممنوعه وفي فرش مرفوعه واكواب موضوعه ونمارق مصفوفه وزرابى مبثوثه مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .
اللهم ثبتنا وثبت اهله بالقول الثابت واربط على
القلوب بالصبر والسلوان أنا لله وانا إليه راجعون لا حول ولا قوة إلا بالله دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام واخر دعواهم ان الحمدلله رب العالمين .
بقلم
الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس

elmugamar11@hotmail.com

 

آراء