وصفة مضمونة للنجاح … بقلم: المهندس محمد محجوب عبدالرحيم

 


 

 

 tasim_m2@hotmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم

النجاح.. التفوق .. التميز.... أن تكون الأول.. ان تصبح شامة بين الناس يشار إليك بالبنان كلها الفاظ تحمل مدلولاً واحداً فهي مشتركة . تحدث الناس وكتبت المجلات عن هذا المدلول وخرج الأمر من عدة زوايا .. ولكن كثيراً ما ‘أخذ الامر من جانب التفوق المادي الحسي فقط و‘أهملت جوانب أخري.

لابد لأي خطة أو تحرك من أجل النجاح أن تشتمل علي المحاور الآتية:-

أولاً : الجانب الروحي العقدي القيمي المستمد من تلك النفخة العلوية من روح الله ( ونفخت فيه من روحي) تلك الشعلة المسماة بالضمير الحي الوثاب الذي يميز الصواب من الخطأ . لا بد من إستصحاب الضمير الحي في أي برنامج أو طموح للنجاح.

إننا نعلم ان أعظم النجاح هو الفوز بالجنة ( فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)

وما أحكم واعقل الأمام (إبن الجوزي) عندما نظر في هذا الأمر وخلص الي انه يريد أن يهضم  كل علوم الدين مع نية خالصة لكي يتبوأ أعلي الأماكن في جنة الله . وصدق من قال ( وماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه) فخسر إنسانيته فأصبح لا مجال للدين ولا للرحمة أو الإنسانية في حياته.

ثانياً : لا بد من فكرة واضحة تتبلور في العقل أولاً في شكل رؤية محددة يعرف الإنسان كيف يصل إليها مستنداً علي مواهبه الفطرية وقدراته المكتسبة وإمكانياته المنتظرة والمتوقعة حسب تخطيط منطقي واقعي متدرج دون شطط   ( الأحلام هي رؤوس أموال المفاليس) والمقصود هنا الأحلام التي لا يصاحبها تخطيط  أو عمل .

الأشياء تحدث مرتان مرة في الذهن والأخري في أرض الواقع وهذا الأمر هو الذي يتقنه المهندسون حين تبدأ الفكرة ثم ترسم المخططات علي الورق ثم تراجع جيداً وتقدر الكميات التي سوف تستخدم من كل مادة بعد ذلك يبدأ التنفيذ . كل مرحلة من المراحل تقود للتي بعدها حتي يتكامل البنيان.

ثالثاً: لا بد أن تتوافر الحماسة في القلب لتنفيذ  الرؤية الحلم فيسعي الإنسان نحو النجاح موقناً بأن فكرته صائبة ولايتكاسل ولايتواني ولا يكترث للشبهات اللتي تثار او التثبيط من ذوي الاغراض لا يكترث لوعورة الطريق ولا للعقبات التي قد تعترضه حاله كحال الماء إذا إعترضه شئ ناور حوله مواصلاً طريقه لا يكاد يوقفه شئ.

رابعاً: لا بد من الإنضباط والإلتزام والتحرك الجسدي الحسي الواقعي دون تهاون أو تكاسل .

ولكي يؤدي هذا الجسد واجبه فلا بد من تعاهده بأنواع التغذية السليمة والرياضة المناسبة والراحة المطلوبة والترفيه العفيف حتي لايصل الجسد مرحلة يتوقف فيها عن العمل ويعطب .وهذه يمثلها هنا سنة الرسول (صلي الله عليه وسلم) حين يقول ( حسب بن آدم لقيمات يقمنّ صلبه فن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)وقوله ( روحوا القلوب ساعة فساعة فان القلوب اذا كلت عميت) ونقتفي آثره (صلي الله عليه وسلم) في سنن الطعام والشراب والنوم والإستيقاظ واللباس والتداوي وسائر  أحواله في اليوم والليلة.(يراجع مقال اصحاح البئة بشبكة المشكاة للكاتب)

لكي ننجح  في الحياة لابد أن نحدد الأدوار التي نمارسها في الحياة مثال عبدا لله مطلوب منه أن يدعوا لله ، زوج ، أب ،ابن ، صاحب عمل أو وظيفة لجلب الرزق الخ.. من الأدوار ويحدد سقف يسعي للوصول إليه ونتذكر ان النجاح في جانب لا يعوض الفشل ابدا  في جانب آخر.ابدأ بالاهم قبل المهم اسبق الناس بنصف ساعة ..اركض ميلا اضافيا، خطط للمهم غير العاجل، ابدأ الان بفعل الشئ اللذي اذا فعلته اليوم اصبحت انسانا افضل غدا، طهر قلبك من الغل والحسد تكامل مع الناس وتكافل ،  وحب الخير فيهم ولهم، استمع اكثر مما تتحدث  فان لك اذنين ولسانا واحدا اجتهد ان تفهم الناس قبل ان تطلب ان يفهموك، تحر السنن الالهية وتحرك وفقها ولا تصادمها فأنها غلابة واصبغ حياتك بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم فأنها ستقود خطواتك الي النجاح حتما .

أخي قارئ هذه الكلمات .. أبدأ الآن تستطيع أن تنضم انت ايضا لقوافل الناجحين

أشعل الشعلة في داخلك وأيقظ ضميرك

حدد لنفسك رؤية واقعية مستمدة من قدراتك أجمع قلبك علي السير نحو هدفك ورؤيتك بحماس وهمة أنضبط وأبذل جهدك البدني في الدرب الموصل للنجاح وتذكر دائماً قوله تعالي ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)

ويا له من فوز!.

المراجع : النجاح مبادئ وخصال أستاذ نزار محمد عثمان

العادة الثامنه ستيفن كوفي/

المهندس محمد محجوب عبدالرحيم

mmahgoub4120@gmail.com

 

 

 

آراء