وقائع ندوة الحراك الثوري الموحد في بريطانيا .. تقرير: الطيب الزين

 


 

الطيب الزين
20 August, 2022

 

في إطار نشاط الحراك الثوري الموحد في بريطانيا، الداعم للثورة السودانية من أجل بناء وطن ديمقراطي يسع الجميع.
اللجنة الإعلامية برئاسة الأستاذ الصحفي كمال السر وكوكبة نيرة من أبناء وبنات الشعب السوداني المسكونين بهموم الوطن، دشنت مساء الأحد 2022/8/14، عبر برنامج زووم أمسية سودانية زاخرة بالرؤى والأفكار والأسئلة والمقترحات، سلطت الضوء على الراهن السياسي، بعد إنقلاب 2021/10/25، الذي عطل مسار التحول الديمقراطي، ورفع من درجة حرارة الطقس السياسي، حتى تجاوزت درجة حرارة الطقس التي شهدتها لندن الأيام الفائتة.

في هذه الأجواء الساخنة ألتقى عدداً من أبناء وبنات السودان في الداخل الخارج في إطار منبر الحرية وجدلها وهمها المشترك وأفقها المفتوح على الآخر من أجل تعزيز المشتركات الوطنية وبناء الحلم الكبير الذي يشكل المثقفين العضويين ركيزته ومرأته وبوصلته، الأمر يحتم عليهم الإضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية تجاه شعبهم وتبني قضاياه العادلة وحقوقه المشروعة في مقدمتها حقه في الحرية التي هي أساس الدولة ومضمون الحياة الحرة الكريمة الذي يشعر الشعب أن الحاضر أفضل من الماضي، والمستقبل واعد بالأفضل والأجمل.

في هذا الإطار إستهلت المهندسة وفاء سالم، الندوة بكلمة وافية طرقت عدة مواضيع متخطية حواجز الغربة وجدار الصمت عبر الفضاء المفتوح الذي وفرته ثورة التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الإجتماعي بطرحها جملة من التساؤلات فتحت شهية الحضور لحوار منتج ومثمر عبر ندوة محضورة من مختلف التيارات السياسية والفاعلين في المشهد الثقافي السوداني.
حيث رحبت بالحضور في مقدمتهم المهندس خالد سلك عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر السوداني، وعضو تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، ووزير شؤون مجلس الوزراء السابق في النسخة الثانية لحكومة الفترة الإنتقالية التي أطاحها إنقلاب 2021/10/25.

والأستاذ الباحث الأكاديمي عربي يعقوب أحد أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان.

والأستاذ هيثم فضل عضو لجان مقاومة جبرة وعضو تنسيقية الخدمات والتغيير.

نتيجة لتأخر المهندس خالد سلك، أعطت الأستاذة وفاء الفرصة للأستاذ هيثم فضل الذي قدم تنويراً عن الوضع الراهن وقد رسم صورة قاتمة عنه نتيجة للإنقلاب الذي إعاد عقارب الساعة إلى الوراء، بخطة مدورسة من قبل أعداء الثورة بهدف تهيأت الظروف الموضوعية لتسهيل عودة النظام السابق عبر أساليب وواجهات مختلفة، الأمر الذي يحتم وحدة قوى الثورة عبر مواثيق ومبادئي مستخلصة من مواثيق لجان المقاومة في كل مدن السودان، لضمان هزيمة أعداء الثورة وبناء دولة القانون والمؤسسات.

ثم ألتحق المهندس خالد سلك بالندوة مرحباً بالحضور، مؤمناً على حديث الأستاذ هيثم فضل كما حذر من حالة الإنقسامات المتعددة سواء بين معسكر الإنقلابيين أو بين قوى الثورة، مطالباً أياها بتغليب الملصحة الوطنية لأن الدولة السودانية دولة هشة.
كما طالب بخروج الجيش من العمل السياسي، وتوحيد الجيوش المتعددة في جيش واحد وطني مهني.

أيضا أشار إلى ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية لأنها تعرضت لتخريب ممنهج من جانب نظام الإنقاذ.

أيضا أشار إلى ضرورة إتفاق قوى الثورة على برنامج الحد الأدنى.

كما تطرق في حديثه الى عدة مواضيع أخرى تشكل تحديات حقيقية للتحول الديمقراطي، على رأسها تحقيق العدالة.

كما عبر عن إستغرابه رفض بعض قوى الثورة مبدأ الحوار من أجل تجاوز حالة الإنقسام المضرة بالثورة.

وقال نحن في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي على إستعداد للجلوس في أي زمان ومكان من أجل ضمان وحدة قوى الثورة لإسقاط الإنقلاب وإنجاز أهداف الثورة.

مذكراً بأنهم يعملون في دائرتين: الدائرة الأولى توحيد قوى الثورة
والدائرة الثانية إصدار تشريعات دستورية جديدة مستفيدين من أخطاء الفترة الماضية.

كما أشار بأن لديهم تواصل مع حركتي مناوي وحركة العدل والمساواة.
وتواصل مع المجتمع الإقليمي والدولي بغرض محاصرة الإنقلاب وعزله.

كما تداخلت مقدمة الندوة المهندسة وفاء سالم بسؤال طلبت توضيح لطبيعة الخلاف مع الحزب الشيوعي.

كما سألته عن مدى إستعدادهم لتقديم تنازلات ..؟

مهندس خالد رد قائلاً: نعم نحن مستعدون للجلوس للوقوف على تحفظات الحزب الشيوعي على التجازوات والضمانات المطلوبة.

ثم إتيحت الفرصة للأستاذ عربي يعقوب، لطرح وجهة نظر الحركة الشعبية لتحرير السودان والتعليق على حديث من سبقوه.
الأستاذ عربي.
شكر الحضور وشكر مقدمي الندوة وحى الرفاق خالد سلك، وهيثم فضل وحى الشهداء وقال أنهم يشكلون نبراساً لنا، لأنهم قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن، لهم المجد والخلود.

ثم بدأ حديثه قائلاً: من الواضح أن قوى الردة التي سماها بالثورة المضادة، تحاول العودة للسلطة.
لذا، إسقاط السلطة لا يعني إسقاط النظام.
تغيير السلطة شيء وتغيير النظام شيء آخر.
كما أكد أنه عضو في الحركة لكنه لا يتحدث بأسمها، معتبراً حديثه يعبر عنه شخصياً.
ثم وجه نقداً للأستاذ خالد سلك بإعتباره وزير سابق في حكومة الفترة الإنتقالية.
وذكر أن حكومة الثورة تجاهلت الكثير من الآراء ووثقت في الجنرالات.
كما أشار إلى تجربة الإنتقال في الإتحاد السوفيتي التي أدت إلى تفكك منظمومته إلى خمسة عشر دولة.
وكذلك الأمر في أثيوبيا، أدى إلى إنفصال إرتريا وإعلان إستقلالها.

الأمر الذي يحتم وجود الشروط المسبقة لضمان إنتقال سلس.

معالجة إرث النظام السابق.
ومحاكمة رموز النظام السابق على جرائمهم ضد حقوق الإنسان.

هاتين النقطتين مهمتين جداً.

ثم ذكر في حديثه نقاط أساسية أخرى:
1/ إقرار دستور جديد متفق عليه من قبل الشعب كناظم للدولة والمجتمع وضابط للهوية الوطنية.
2/ الشعب
3/الأرض
4/المواطنة
5/ فصل الدين عن الدولة
6/الحفاظ على الهوية الوطنية

من أجل ضمان حياد الدولة تجاه كل مكوناتها.
مع ضرورة تقديم خدمات للشعب.
معتبراً تقصير السلطة الإنتقالية في تقديم الخدمات بجانب التقصير في حماية حدود الدولة، يضع الفترة الإنتقالية في خطر، إذ يشجع العسكر للإنقلاب على الحكومة الإنتقالية.

كما أشار إلى الإنقلاب مبرراته
منها تدهور ثقة الشعب في الحكومة القائمة نتيجة لسوء أدائها.
وغياب القوانين
والمؤسسات الفاعلة.

ثم تداخل الأستاذ المحامي أبوبكر آدم أحد مديري الندوة، والذي تولى إدارة الجزء الثاني من الندوة.
وطلب من الأستاذ عربي أن يوضح رأي الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو حول الوضع السياسي الراهن.
لكن الأستاذ عربي تحفظ على هذه المداخلة وواصل حديثه وتحدث عن المبادئي الدستورية.
ومحاكمة منتهكي حقوق الإنسان.
مع ضرورة إستمرار الثورة حتى تحقق أهدافها.

ثم أعطى الأستاذ أبوبكر عدداً من الحضور فرصاً لطرح الأسئلة أو التعليق.

دكتورة هبة ذكُرت المهندس خالد بأخطاء الحكومة الإنتقالية، منها موافقتها على رفع الدعم عن السلع الأساسية.
وتجاهلها لجثث الشهداء في المشارح.

ثم تداخلت الأستاذة نادية، مترحمة على أرواح الشهداء.
كما أمنت على حديث المهندسة وفاء سالم بإعتباره عبر عن كثير من الهموم والأسئلة التي تدور في أذهان الحضور.
ثم لفتت الأنظار إلى ضرورة التعلم من الأخطاء.
وختمت مداختلها بمطالبة المهندس خالد بتحديد نسب الإخفاقات والنجاحات.
كما أشارت إلى غياب الشفافية خلال حكومة الفترة الإنتقالية رغم إشادتها بمحاولات المهندس خالد تنوير الشعب بالمستجدات.
ثم إتيحت الفرصة لكل من الأستاذ خالد أصيل
والأستاذ مانيس، لكن لم يظهر منهما أحد .
ثم تحدث الناطق الرسمي لحركة جيش تحرير السودان الأستاذ علي النور الذي حيا المنصة والحضور والمتداخلين.
وأرجع مشاكل السودان إلى غياب السلام.
وقال بعد توقيع إتفاقية سلام جوبا كان رأينا أنه قد حان الوقت لحل الحكومة الإنتقالية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، لأن الحكومة الإنتقالية لم تك جادة لتنفيذ الإتفاقية.
كما أكد أن الخروج من الأزمة يفرض الجلوس مع كافة مكونات الشعب السوداني للوصول إلى برنامج الحد الأدنى.

ثم تداخل الأستاذ مجاهد محمد قائلاً: أن الحركات المسلحة تمارس الأبتزاز تجاه المجتمع السوداني وتحمله أخطاء العسكر.
كما أشار إلى خطورة حزب الجيش الذي يقلب الطاولة على الجميع.!

ثم تداخل الأستاذ صابر أبوسعدية مترحماً على شهداء الثورة السودانية.

ومتسائلاً عن رفض لجان المقاومة للحوار ..؟؟
مطالبا أياها القبول بالحوار بغرض توصيل رأيها.
كما رفض مبدأ إتفاق الحد الأدنى.
بل طالب بالإستعاضة عنه بمبدأ إتفاق الحد الأقصى.
الذي يضع الأمور في نصابها الصحيح لأن زمن اللغة الرمادية قد إنتهى.
كما طالب بترحيل المؤتمر الدستوري إلى صدارة أجندة الفترة الإنتقالية لإقراره حتى نضمن فترة إنتقالية سلسلة.

الأستاذ نزار يوسف سجل مداخلة ترحم فيها على أرواح الشهداء متمنينا عاجل الشفاء للجرحي والمصابين وسلامة العودة للمفقودين.
ووجه سؤالاً للأستاذ عربي مستفسراً عن موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان، هل ما زالت الحركة بعد الثورة تتبنى شعار السودان الجديد الديمقراطي الموحد..؟

كذلك تداخل الأستاذ مبارك محمد بسؤال للمهندس خالد سلك عن إعلان المبادئي.

ثم الأستاذ ياسين الذي شكر اللجنة الإعلامية للحراك الثوري الموحد في بريطانيا.
ووجه سؤالاً للمهندس خالد عمر عن موضوع الورش النشطة في هذه الأيام ..
متسائلاً لماذا تم تجاهل هذا الأمر إبان الحكومة الإنتقالية.؟
وختم مداخلته بسؤال آخر عن رأي المهندس خالد سلك حول إتفاقية سلام جوبا إيجابياتها وسلبياتها.؟

ثم عقب المتحدثون الثلاث، الأستاذ هيثم فضل والمهندس خالد سلك والأستاذ عربي يعقوب بإفادات لم تخرج عن ما قالوه في مداخلاتهم السابقة أذ أتفقوا على ضرورة وحدة قوى الثورة لإسقاط الإنقلاب وفتح صفحة جديدة تقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي.

مع مرور الزمن لم يك أمام الأستاذ المحامي أبوبكر عبدالله آدم ، سوى الإشادة بالحضور والندوة ووصفها بأنها متميزة لأنها إستضافت إتجاهات سياسية متباينة الرؤى.
كما تقدم بإعتذار لبق لكل من لم يجد حظه في الحديث واعداً بلقاءات قادمة.
رغم إنتهاء الندوة ووقف التسجيل إستمرت الندوة في حوارها الثر حتى ساعات متأخرة من الليل، بحثاً عن دورب جديدة تختصر ليل الغربة ..
تخلصنا من المتاهة
وقلاع الظلم
والزيف والتهريج
الذي أنسانا أن بلادنا
ملئ بالخيرات والماء والزهور
وعامرة بالمنى والأماني والأغنيات
والآحلام الكبيرة
فأبشري يا خرطوم
رغم غور الجراح
غداً سيزول الظلام
وينهض المارد
ونوقد شموع النصر
والفرح

 

هذا أهم ما رصدناه من مداولات ندوة إستمرت لأكثر أربع ساعات.

كلمة أخيرة
واجبنا أن هو ننتصر للحرية اليوم
والحرية ستنتصر لنا غداً.

الطيب الزين
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء