وليم روتو رئيساً لكينيا .. السلام لدولتي السودان !!

 


 

 

(1)
من التبسيط و السطحية معاً إعتقاد البعض وقوف أمريكا أو اسرائيل أو الكراهية التي كان ينفثها أهل الإنتباهة وراء إنفصال جنوب السودان عن الوطن الأم.
الجنوبيون و بمحض إرادتهم قرروا الإنعتاق الأبدي من وطن لم يجدوا فيه غير الدموع و الدماء لأكثر من 55 سنة.
و لأن الإنفصال كان قد بات قدراً سارع بعض الخيريين من الجانبين لإحداث أرضية تجمع معايش الناس و تحافظ على وجدانهم المشترك، و ذلك بتأسيس مؤسسات قوية بالشراكة بين القطرين المحتملين لعلها تربط الشعبين إقتصادياً و تقيهم شر النزاعات و الحروب.
تقدم الباشمهندس غاندي معتصم بمعاونة نائبه الباشمهندس حمد بحيري بمشروع تأسيس شركة متكاملة للبتروكيماويات و التنقيب و التسويق يتم فيها توظيف و تدريب أكبر عدد ممكن من شباب الشطر الجنوبي.
على ذلك تحمس القطريون بالتمويل و الشراكة.
في الدوحة حضر من الجانب السوداني الأخ غاندي و آخرون ، بينما من جانب جنوب السودان حضر الاخ ماييك ايي دينق - وزير الخارجية الحالي لجنوب السودان، و شخصي البسيط ك( من ينازعه حب جوبا و الخرطوم).
أظهر القطريون استعداداً و حماساً كبيرين ، إلا انه كغيره من أحلام الوحدة أو (الشراكة على الأقل) لم يأت أمر السماء لتحقيقه . و لكن يبقى الأمل !!.

(2)
نحن من يصنف بعضنا بجنوب سودانيين و البعض الآخر سودانيين ، لكن عند إخوتنا في كينيا و يوغندا و باقي أقطار شرق افريقيا فقط سودانيين .
كان في صباح احد أيام النصف الثاني من نوفمبر عام 2016 بقاعة الطعام ب هيلتون أنجمينا و كان معي اخ سوداني و آخر خليجي .طاولة الطعام التي على مقربة منا وضعت بشكل برتوكولي.
ما أن حضر الوفد تقدم وليم روتو نائب الرئيس الكيني أنذاك خطوات ليسلم علي .
سألني بلطف كيف حال جنوب السودان؟!
قلت له جنوب السودان سيكون بخير بفضل الرب ثم بجهود الأشقاء من أمثالكم.. أحتضنني الرجل لبضع ثواني.

(3)
بالأمس أعلنت المفوضية "المستقلة" للانتخابات العامة في كينيا فوز رجل الأعمال و نائب الرئيس وليم روتو بالانتخابات الرئاسية التي جرت هناك متفوقاً على خصمه اليساري الملتزم و المدافع الشرس عن حقوق الفقراء و الغلابة الصديق/ رايلا اودينقا.
بذلك يصبح روتو الرئيس الخامس لدولة كينيا منذ جومو كينياتا ، دانيل أراب موي ، مواي كيباكي ، و الرئيس المنصرف اوهورو كينياتا ( اي ان السلطة ظلت بيد الطبقة البرجوازية من قبيلتي كيكيو و كلانجين ) و لا بواكي على المحرومين الذين يمثلهم اودينقا و الذي تعثر للمرة الخامسة في الوصول الي سدة الحكم بسبب مؤامرات تمتد خيوطها من البيت الأبيض الي بعض كيانات براميل النفط بالمنطقة العربية، مروراً بقصر باكنغهام و قصر الإليزيه.

(4)
و لأنني كنت شاهداً على جولة 2007- 2008 و التي فاز فيها أيضا رايلا اودينقا زعيم الحركة الديمقراطية البرتقالية على الرئيس الراحل مواي كيباكي و التي زورت لصالح الأخير لتدخل البلاد في أتون صدامات عرقية انتهت بالمحكمة الدولية؛ علمت حينها كيف ساهمت شحنات النفط في دفن آمال الغلابة هناك - كما تفعل اليوم بأشواق السودانيين نحو دولة مدنية و ديمقراطية .
كهذه تعمل البرجوازية في كل الأزمنة، لكن يظل الكفاح من أجل المساواة و الكرامة الإنسانية !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
/////////////////////////////

 

آراء