لهذا الحد صار دم الانسان السودانى رخيصا ؟ لماذا لم تشتعل الثورة من الكلاكلة اللفة ، حيث قدم رجل سبعينى اول امس الاحد ٧ ديسمبر ٢٠١٤ نفسه قرباننا للثورة السودانية ؟ لقد نحر الرجل نفسه ، فى الشارع العام ، فى لفة الكلاكلة ، وهى منطقة زحمة ، وملتقى مواصلات ، واسواق ، منطقة مكتظة بجموع السودانيين ، فكان الاجراء الطبيعى ، ان تخرج هذه الجموع فى مظاهرات هادرة لاسقاط النظام . القاتل هو عمر البشير ، ومشروع الانقاذ الجائر الخالى من قيم العدل والمساواة !! قصة شهيد الكلالة واضحة وضوح الشمس ، انها قضية انعدام العدالة ، فالرجل تردد على ديوان الزكاة طالبا ( حق الله) ولكنه لم يجد الانصاف ، فى دولة الشريعة المزعومة ، ما نفهمة عن دولة الشريعة انها ( دولة العدل) حتى يقال : جاء عدل عمر فانسى الناس عدل كسري . فاين ( عمر البشير) من عدل ابن الخطاب ؟؟!! ان القاتل الحقيقى لشهيد الكلاكلة اللفة هو ( الظالم) عمر البشير ، هذه دعوة لاهل الكلاكلة خاصة ، والى اهل العاصمة عامة بالخروج للتظاهر ضد نظام عمر البشير ، ودولة المؤتمر الوطنى التى اذلت المواطن السودانى وافقرته ، شهيد الكلاكلة فى ذكرى البوعزيزى رمز ثورة الياسمين : شهيد الكلاكلة اللفة قدم درسا / كتابا متكاملا من دروس الثورة ، على نسق ثورة ١٤ ديسمبر التونسية ، التى احرق فيها البوعزيزى نفسه (ليس انتحارا باسلوب اليائسين / الفاشلين) ، انما بوعى الفدائي الذى يقدم نفسه قربانا لقضيته التى ترخص النفوس من اجلها ، وقتها افتى كل شيوخ الدين ، خاصة الاسلام السياسي بان البوعزيزى لم يكن منتحرا وانما شهيد . نحى الشعب التونسي ، معلم الشعوب ، وملهم الشعوب ، وتمر علينا هذه الايام ذكرى ثورة الياسمين ، وقد انجز الشعب التونسي التغيير باسقاط الطاغية الهارب بن على ، وانجز الفترة الانتقالية بحكمة عالية ، ويسير بثبات فى اتجاه التحول الديمقراطى . رسالة شهيد الكلاكلة اللفة / الجندى المجهول حتى اشعار اخر ، رسالة بليغة زمانا ومكانا ، ومن حيث الاسلوب ، رسالة الفداء بالنفس للسودان . وابدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا . فاكتوبر ، سيف الفداء المسلول باقى فى وجدان شعبنا ، وسوف يستجيب ل ( نداء السودان) ، والسجون لن ترهب ( ابو عيسى وامين مكى وعقار) ، والمقاومة ماضية ، وثورة حتى النصر. ابوبكر القاضى / عتيق كاردف / ويلز ٩ ديسمبر ٢٠١٤