25 March, 2023
السودان أمام مفترق للطرق واين المسير؟
أن ثورة ديسمبر 2018م لم تكن ثورة قد اسقطت الإنقاذ (نظام الحزب الواحد) فقط.
أن ثورة ديسمبر 2018م لم تكن ثورة قد اسقطت الإنقاذ (نظام الحزب الواحد) فقط.
كان رصيد الحركة الاتحادية مؤسس على الطبقة الوسطى، التي تكونت بعد إنشاء التعليم الحديث، و استطاعت القيادات الاتحادية التاريخية تكسب تجربتها السياسية من خلال النشاط الثقافي الاجتماعي الذي بدأ في عام 1918م تاريخ تأسيس نادي الخريجين ثم تطور النشاط و الحراك بعد تأسيس مؤتمر الخريجين 1937م، حيث زادة حدة التنافس، و تطور العمل بعد أنخراط هذه النخبة في النضال السياسي، كانت القيادات الاتحادية الموزعة على عدد من الأحزاب الاتحادية و الأشقاء و وحدة وادي النيل، تبني رصيدها الاجتماعي من خلال
للحقيقة التاريخية: أن الجل الدائر حول مبادرة (الإتفاق الإطاري) يؤكد إنها الرؤية التي استطاعت أن تفرض نفسها في الساحة السياسية، و بمنطلق السياسة أن القوى السياسية التي تستطيع أن تقرأ الواقع و تعقيداته و معرفة الميكانزمات المحركة له، لابد لها أن تقدم مبادرتها و هي مقتنعة أن مبادرتها سوف تواجه العديد من التحديات، و قوة الإرادة عندها و وضوح الهدف سوف يجعلها مقدمة على رؤى الآخرين، لثلاثة أسباب: الأول أنها تقدم رؤية و من خلالها تستطيع أن تدير الحوار السياسي،
قال رئيس لجنة التحضير للمؤتمر العام للحزب الشيوعي علي الكنين، لـجريدة (سودان تربيون) قال “إن انعقاد المؤتمر العام للحزب سوف يكون في نهاية مايو المقبل” و أضاف الكنين قائلا “أن المؤتمر العام لا يُعتبر مظاهرة سياسية فقط، وإنما أداة تفاعل مع الجماهير ومراجعة لأداء الحزب وتطويره.
أن العملية السياسية الجارية في السودان الآن، بدأت تفك آسرها من فكرة السلطة التي شغلت أغلبية قياداتها إلي فكرة التحول الديمقراطي، فالتركيز منذ بداية الحراك بعد سقوط النظام حتى ما بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021م كانت أغلبية القيادات السياسية تلهث وراء غنائم السلطة و المحاصصات، و السلطة فكرة تقوم على الصراع المستمر، لذلك ضربت التحالفات المدنية بكل مكوناتها، ثم عمقت الهوة بين المدنيين و العسكر، و أخيرا ضربت المكون العسكري نفسه، لأنها فكرة تؤسس على الإقصاء و ضييق دائرة المشاركة،
أستميح القارئ عذرا أن اقطع سلسلة ( السودان الجديد من الفكرة إلي الواقع) للتعليق على مجريات الأحداث التي تفرض نفسها على الساحة السياسية، و تحاول ترتيب الأورق بصور مغايرة ربما تربك العقل في عملية استيعاب مجريات العملية السياسية، إلي جانب التغييرات التي تحدث في الخطاب السياسي لبعض القيادات، و التعليق عليها بتصورات مخالفة من قيادات منضوي في تحالف واحد.
* استمرار حكم الإنقاذ ثلاث عقود و دوره في تفكيك العرى القديمة من خلال مشروع التخطيط الاجتماعي واحدة من العوامل الجوهرية التي أثرت في العملية السياسية المرتبطة بعملية الانتقال، الآثار التي خلفها نظام الإنقاذ، و هي تراكمات ثقافية و قوانين و سلوك فشلت القوى السياسية أن تقيمها التقييم الصحيح، و تضع على ضوء حصرها و فهمها مشروعا سياسيا تلتزم به أي حكومة يتم أختيارها لتنجز مهام الفترة الانتقالية.
أن تعقيدات المشهد السياسي في السودان بعد ثورة ديسمبر 2018م التي أدهشت العالم بشعاراتها و سلميتها، كان المتوقع أن تسير عملية التحول الديمقراطي بسلاسة و توافق بين القوى السياسية التي ناصرت الثورة، لكن كانت التحديات تهزم الأفكار التي تؤسس على مصالح ضيقة، و كانت التعقيدات تكشف أن الأحزاب السياسية التقليدية و الحديثة و حتى منظمات المجتمع المدني فشلت أن تقدم أفكارا تحدث حوارا وطنيا ينتج عنه مشروعا سياسيا تلتف حوله الجماهير، و تجعله مشروعها الذي يجب أن ينفذ، كانت الاتصالات
تصاعدت حدة الخلافات بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة.
عندما تفجرت ثورة ديسمبر 2018م لم تكن هي التجربة الأولي للقوى السياسي، لكي تجد الجماهير العذر للأحزاب السياسية في فشلها في انجاز مهام الثورة بالصورة التي تؤدي إلي انتقال سلس لعملية التحول الديمقراطي، بل هي كانت التجربة الرابعة للانتقال في تاريخ السودان المعاصر، كانت التجربة الأولي 1953م قبل الاستقلال، اعتبرت هي الانتقال من مرحلة تاريخية في النضال إلي مرحلة انتقلت فيها النخبة السياسية السودانية إلي السلطة، هذه المرحلة إختلفت فيها الأراء، ثم جاءت تجربة أكتوبر الانتقالية 1964م، و برز الصراع