هل للبرهان ومن يتبعه عقيدة عسكرية يؤمنون بها !!!؟؟

 


 

 

30/يونيو 1989م يكاد أن يكون اسوأ يوم مر على تأريخ السودان الحديث شاء من شاء وابى من ابى ولربما يخالفني الكثيرين في الرأي تعلمونهم جيداً ولكن !! لولا إختلاف الأراء لبارت السلع ، كما يقولون ، فالإختلاف هو السمة التي تميز الشعب السوداني بكل مكوناته ، هذا الشعب المتفرد حتى في الإختلاف ، فمنذ بزوغ فجر الإستقلال في العام 1956م وحتى هذه اللحظة ونحن في حالة إختلاف دائم فيما بيننا سواء كان على مستوى النُخب السياسية او على اي مستوى آخر ، او حتى على مستوى القوات المسلحة السودانية تلك المؤسسة العسكرية العريقة ذات العقيدة العسكرية و التي ظلت تدافع عن أرض الوطن وتصون ترابه وتحمي شعبه ولكن !؟
لم تُراعي بعض الأحزاب والنُخب السياسية لكونها مؤسسة ذات عقيدة عسكرية يجب عدم إقحامها في السياسة على الإطلاق بإعتبارات كثيرة منها تلك العقيدة التي إرتبطت بهذه المؤسسة والتي لديها عدة تعاريف وأغلبها تدور في فلك واحد ومفهوم واحد يراه كل شخص بطريقته الخاصة فالعقيدة العسكرية تعتبر بمثابة القانون الأساسي للدولة في المجال العسكري وهي التي تمنح المشروعية للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة داخل الدولة وخارجها وتقوم بتوجيهها وضبط سلوكياتها وإجراءاتها أثناء تنفيذ مهامها كي لا تنصرف للكسب المادي على حساب القيم الإنسانية والأخلاقية وهي المرجعية الثابتة التي تحدد دور الجيش في الأمة ومهامه في السلم والحرب وغايتها القصوى حماية البلاد والشعب من كافة الأخطار .
ولكن ما حدث في الأونة الاخيرة كان بمثابة قاصمة الظهر للمؤسسة العسكرية التي ظهر فيها امثال 《البرهان》ذاك الفرعون الذي طغى وتجبر وعاث في الأرض فسادا وحمل وزره لكل المؤسسة التي تحدثنا انفاً عن محاسنها، قد لا يختلف إثنان في دموية هذا البرهان والذي إدعى بأنه《رب دارفور》ليكون بذلك في مقام الذين تجبروا وسعوا في الأرض يحملون معاول الهدم والتغطرس على حساب شعوبهم، فكانت نهاياتهم نهايات مؤلمة وحزينة مازالت راسخة في اذهان كل البشرية، اي مؤسسة عسكرية تلك التي تستخدم سلاحها ضد الشعب ؟!
الشعب السوداني الذي خرج إلى الشوارع متمسكاً بسلميته رغم القمع والقتل في المسيرات السلمية التي يتخذها كتعبيراً عن عدم رضاه عما يحدث من تدهور تعيشه البلاد التي كان يُطلق عليها 《سلة غذاء العالم》لما بها من موارد زراعية مهولة ولما تذخر به من موارد معدنية في باطن اراضيها .
ما يقوم به البرهان من تشويه للمؤسسة العسكرية يعد خصماً على هذه المؤسسة وسيظل شبح العُنف الذي إنتهجه يطاردها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.
الترس ..
محمد زاهر أبوشمة
////////////////////////

 

آراء