أسمع يا حميدتي

 


 

شهاب طه
8 May, 2023

 

أنا المواطن السوداني-الكندي شهاب طه ويجب أن تعرف أنني أول ضحايا نهب جنجويدك في صباح يوم النكبة، حيث تم توقيفي تحت إرهاب السلاح، يوم السبت الأسود ١٥ أبريل ٢٠٢٣ حوالي العاشرة صباحاً أي بعد ٤٠ دقيقة من بدء الحرب وقصف المطار.. والذي حدث أنني وصلت إلى مطار الخرطوم بطائرة تاركو التاسعة صباحاً، سفرية رقم 3T243 تاركو، القادمة من دبي، وقبل أن أستلم العفش في صالة القادمين، اشتعلت الحرب وتم إستهداف صالة المطار بالقصف فكان لا بد أن أخرج مع كل الموجودين مسرعين طلباً للنجاة برعب مهول

 

كنت أجر شنطتي الصغيرة، التي يحملها الركاب داخل الطائرة، ومعها شنطة اللابتوب .. وصلنا مدخل المطار والرصاص والقذائف تملأ السماء وكانت هناك إرتكاز للدعم السريع بعربتين تاتشر وقائدهم رجل ناضج يحاول طمئنة الناس المذعورة وهم يمرون به ولم يوقف أي شخص .. عبرت شارع المطار لأدخل لشارع فندق أبشر وفي ناصية الشارع، وتحت شجرة، أوقفني ٤ من جنودك صغار السن وتحت تهديد السلاح طالبوني بفتح الشنطتين وأن أفرغهما على الأرض وفعلت فأخذوا اللابتوب وتلفون سامسونج وطالبوني برفع الأيدي للتفتيش الشخصي وبندقية أحدهم في صدري فأخدوا من جيوبي تلفوني الخاص ومبلغ خمسة ألف وخمسئة وخمس وعشرين دولار أمريكي، و٤٥ درهم أماراتي، و ٥٠ دولار كندي ثم طلبوا مني أن أغادر بجلافة وغلطة وتحت تهديد السلاح فتواصلت المشي مرغماً

 

أنت بتقول أن الدعم السريع لا ينهب وإن كان لديك سيطرة على قواتك حتماً ستحدد الدورية والجنود الذين كانوا في مدخل المطار في ذلك الوقت والأربعة الذين كانوا في الجهة الغربية بعد عبور شارع المطار وهؤلاء حتماً سأتعرف عليهم .. بالطبع يستحيل أن يكون هؤلاء أشخاص مزيفين ولا يعقل أن يكون هناك من يرتدي زي الدعم السريع ويأتي لهذه النقطة قرب المطار في ذلك الوقت وكأنه ساحر يعلم أن الحرب ستندلع في هذه الساعة .. لا يعقل أن يتجرأ المزيفين بالظهور في مناطق يسيطر عليها الدعم  تمتد من مدخل المطار وتشمل كل الخرطوم ٢ والعمارات حتى تقاطع ١٥ مع شارع محمد نجيب

 

المحزن المؤسف أنني حللت ضيفاً في بلدي واشتعلت الحرب في لحظة وصولي ولم أكن أعرف مالذي يجري ومن يحارب من، وبعد أن نجوت من الموت المحقق بإستهداف صالة المطار ووصلت للشارع الرئيسي مهرولاً تحت أصوات الإنفحارات والرصاص والقذائف المتطائرة فوق الرؤوس، وبعضها يسقط أمامنا وخلفنا على الأرض، وأنا صائم وفي قمة الذهول والإرهاق إذ أفاجأ بجنودك بدل أن يسعوا لمساعدتي كقوات نظامية وطنية، كما تعتقد أنت، فإذا بهم يزودونني رعب على رعب وإهانة ونهب

 

المنهوبات:

١- ٥٥٢٥$ دولار أمريكي

٢- لابتوب جديد فيه كل أشغالي وقيمتة لا يمكن حسابها

٣- آيفون ١٤ جديد

٤- سامسونج مستعمل

 

بيننا المحاكم إما في الخرطوم أو كندا أو غيرهما

 

د. شهاب طه

 

تلفوني في كندا 0012896874588

sfmtaha@msn.com

 

آراء