أين موقع الصحفيين والإعلاميين والكتاب الإسلامويين: بين العدالة الجنائية وعدم الإفلات من العقاب أم العدالة الإنتقالية الحقيقة والمصالحة .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
18 March, 2023

 

كبسولة : (1)
(إلى روح الشهيد د/على فضل نَصْرَك / غَرْسَك)
نقابة الأطباء : ولادة النقابة دق المسمار الأول قبل الثلاثين على رأس القتلة.
نقابة الأطباء : درب القصاص خطوة مدنياااااو تتواصل في دق أعناق الخونة .
كبسولة : (2)
مبارك الفاضل : (وفضيحة قناة الجزيرة)
مبارك الفاضل : حين وقف حمار شيخك في عقبة بلدوزر زمانك الفات وغنايَّك المات وينو شليلك الراح .
مبارك الفاضل : حين وقف حمار شيخك في عقبة البرهان والرَقَّصْ مع البشير ما بغطي دقنو الباح باح .
***
أين موقع الصحفيين والإعلاميين والكتاب الإسلامويين : بين العدالة الجنائية وعدم الإفلات من العقاب أم العدالة الإنتقالية الحقيقة والمصالحة .
***
الطلقة ما بتكتل "لوحدها" ولابكتل سكات الزول "وحده" ، أما الذي يساعد على هذا "الكتل" . والذي هو في القتل أسرع وأفتك ، هي شرف الكلمة ، التي تنطلق من أقلام وأفواه وصور ووجوه أبواق الأنظمة المستبدة والديكتاتورية ، التي تستخدم الكلمة المزيفة ، للضغط فعلياً على زناد بندقية الدكتاتور المستبد لتقتل ، وهي التي تسكت الزول بذات القدر والفعل ، لكي ينسحب ، ولاينطق بالحق ، فيقتله هذا السكات وهذا الإنسحاب .
ومن عايش وعاصر أنظمتنا الدكتاتورية التي حكمت بلادنا طيلة أربعة وخمسين عاماً حسوماً (عبود - نميري - البشير) محسوماً منها سنوات المصالحة " ودي حكاية براها" ، محسوباً معها سنوات البرهان واللجنة الأمنية التي أفرخت الدكتاتور .. رابعهم . يجد أن هذه الأنظمة كان سندها وعضدها الأول وليس الأخير ، هي هذه الأبواق الناهقة النائحة بالسؤ والضُر والخراب ، تمجيداً وتخليداً ، بل وتقديساً لهذا الديكتاتور المستبد ، فهذا النوع من قتلة الشعوب ، ساحقيها وماحقيها ومدمريها ، بأقلامهم الجافة ، في صحفهم الصفراء وكتاباتهم الغبراء ، وحناجرهم الملساء الحلساء ، عبر أصواتهم بالأثير إذاعة ، أو عبر صورهم بوجوههم اللامعات وأوداجهم المكتنزات عبر شاشات الفضائيات . وما أن يتلاشى زمان القهر بالثورات الشعبية التي ينجزها الشعب المغدور ، حتى يتوارى هذا النوع من الكائنات الجرثومية الأميبية ، ويختفي بعد الثورات بعضهم ، وينطوي على معاشه وموته المعنوي ، إن لم يكن موته الحقيقي ، والبعض الآخر ينتقل بلا حياء ولا خجل ، إلى النظام المستبد الجديد دكتاتورياً عسكرياً كان أو مدنياً كان ، عنده سيان ، طالما موائد اللئام مشرعة له بالأحضان ، المهم شحذ همته بقلمه ولسانه وصورته المضيئة في الشاشات ، وثمنه مقبوض ، نصيباً معلوماً ، هو أكبر وأعلى من قدراته الفكرية والكتابية والأخلاقية .
قد يكون كتبة وأقلام " البرش بي قرش" ما قبل أكتوبر ، وكتبة وأقلام صحف "الإتحاد الإشتراكي"ما قبل إبريل ، أقل رضوخاً وحضوراً وفحشاً ، وقد يكون قد أفل نجمهم وأسمهم وصورتهم سريعاً من ذاكرة الناس بعد الثورات ، وأختفى أكثرهم ، ومسح عنهم ، وأزال الزمن منهم تاريخهم المسئ وتوارى وتواروا ، باي من الموتين أقرب : الموت الفسيولوجي ، أو الموت السايكولوجي وفي الحالتين إختفوا.

ولكن الأكثر خطورة ، والأكثر همجية ، والأكثر مواصلة وإستمراراً ، في فحش القول وخطورة الكتابة وإجرامها ، هم هؤلاء الكتاب الإسلامويين ، اللذين لا ماتوا ولا فاتوا ولا سكتوا ولا أنزوا وأختفوا ، بل هم لا غيرهم ، الذين نجحوا بفحشهم الكتابي والقولي والصوتي والمالي ، والزخم الإقتصادي ، الذي جمعوه سنوات المصالحة ، ساعدهم في إسقاط الديمقراطية الثالثة بقيادة حكومة الصادق المهدي.

وهم ذاتهم بذواتهم المعلومة ، الذين تمكنوا ، بسوئهم وضرهم وضررهم ، في إنجاح إنقلابهم على ديمقراطية السودان الثالثة ، ديمقراطية الصادق المهدي ، التي جعلوا منها الحكومة الهشة ، والتهموها بالهبشة ، يوم جاءت بهم المسغبة وإشباع جوعهم للسلطة ، وهي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه ، فجر جمعة مسلحة حرام ، من شهر حرام ، في عام كان بدئه التوغل في الظلام والحرام .

وهم ذاتهم بذواتهم المعلومة ، الذين ساهموا بقدر وافر ومتواصل ، في تشجيع وتبرير كل الجرائم التي إرتكبها نظامهم النازيواسلاموي ، وكانوا له شبيهاً وقريناً ، لجوزيف جوبلز وزير الاعلام والدعاية الهتلري بصفاقة شبيهة بصفاقتهم ، أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس ، بجانبه العميل مرؤوسه المذيع العراقي يونس بحري ، بصوته العاهر الجبار كعرهم وجبروتهم ، فكما هذه الأبواق النازية ودورهم في الدمار والخراب ، كانوا هم أيضاً الذين لهم اليد العليا في تحسين وتبجيل كل الموبقات السبعين أو السبعمائة وليس السبعة فقط ، التي تم إرتكابها خلال سنوات ذلك النظام الثلاثيني العجاف ، ذلك النظام النازي الإنقاذي الإسلاموي ، الذي لم يتوانى ولم يتعفف ، من إرتكاب جرائم الإبادات الجماعية ، وكل أشكال القتل المباشر وغير المباشر ، والخارج عن القيم الإنسانية والقوانين الوضعية والسماوية ، وساعدوه في شرعنة وتسويق وتمرير جرائم التعذيب والإختطاف والإختفاء القسري والإغتصاب الممنهج ، حتى درجة إبتداع وظيفة المغتصب ، مدفوعة الأجر من خزينة الراتب الميري ، وخصماً على لقمة عيش المواطن والشعب المغتصب ، وهم من ساهموا في التغطية على جرائم النهب والسرقة لموارد وممتلكات البلاد الثابتة والمنقولة ، وإعطائها صفات المشروعية والإمتياز والقدوة المشرفة في السرقة والنهب ، وشملها بصفة الفهولة لفاعليها المجرمين ، ونزع معناها القيِّمي والأخلاقي ورميها في بحر ظلمات الجب الإنقاذي الآسن ، بل وشرعنتها بسهولة وعادية وإعتيادِّية تطبيق مثلنا الشعبي السلبي ، ( بيت أبوك كان خرب شيل ليك منو شلية) وهم الذين خربوه ( وشالوا شليات أبو خاشو ذاتو) ، دون حرج أو خجل أو تحريك ضمير ، بل شُل هذا الضمير نهائياً ، عندما كانوا يقفون دون صفوف ودون عناء ، أمام كاونترات بنوكهم لشحن وطحن وردم حساباتهم الدولارية ، وتأسيس الشركات متعددة التسميات وربما الجنسيات ، وتشييد البنايات الفارهات الناطحات للسحاب ، في طول البلاد وعرضها ، وامتداداتها خارجها وعند خوارجها ، وفوق ذلك لم يتركوا للشعب دولته القديمة التي سهر على تاسيسها بعرقه وجهده عشرات ومئات السنين ، بل جعلوا الدولتين : الرسمية والموازية التي أسسوها ، جميعها تحت ملكيتهم كأفراد وحاشية ، وجماعات ، وكتنظيم سياسي حربائي التسميات .

وإذا سألتم ، لماذا التركيز والتذكير ، بهذه الفئة المارقة والخائنة لشرف الكلمة وحريتها وقدسيتها في هذا الوقت والأوان ، والآن بالذات .. ؟؟ . أقول لكم : فهم المتكئون علي أرايك تسامحنا وإحترام شعبنا وفهمه المتأصل لحرية التعبير والنشر ، وحرية إبداء الرأي والرأي الآخر ، لتنجيهم من المحاسبة ، والدخول في حظيرة ، العدالة الجنائية أو العدالة الإنتقالية على الأقل ، التي تقام ورشها هذه الأيام ، على قدم وساق من قبل المشروع الإطاري والحضاري "من تاني" ، مقطوع الطاري . فهل ياترى ينجون من إدانة هذه الورش ، وعرضها على طاولة المناقشة ، إحتمالاً لا توقعاً ، هل ياترى نرى على طاولة المناقشة ، أمثال برامج في "ساحات الفدا" ..؟؟ التي مات من خلف وخلال بث حلقاتها آلاف القتلى شماليين وجنوبيين ، هل ياترى ينجون من مساءلتها.. ؟؟ ، هل ياترى ينجوا ، أمثال برامج حسين خوجلي بكل ما فيها من إدعاءات وتحسينات ، وبرمجات متدثرة بأكاذيب ال 98% من الموالين لنظامه النازيواسلاموي ، بكل جرائمه مدافعاً عنه ، ومبرراً لوجوده واستمرارية مخازيه ، أم هل ينجوا أمثال الطاهر حسن التوم من مساءلة برنامجه "حال البلد" المائل "التكملة من عندي" ، أم ينجوا من المساءلة اسحق أحمد فضل الله وخزعبلاته وأساطيره اللا .. "واقعية سحرية" .. ؟؟ ، أم ينجوا الهندي عزالدين ومداهناته المعلبة ومدهونة بالدهانات الأنثوية ..؟؟ ، أم عبد الماجد عبد الحميد ، الذي حتى الأمس القريب ، ظل يردد وصفه ومقولته المستهترة والمستفزة والمسيئة لشعب السودان ، بشبابه وكنداكاته ولدمائهم الطاهرة المسالة بين الطرقات ، وهو يقول أن ثورة ديسمبر القرنعالمية العظيمة والتي أدهشت العالم وأبهرت شعوبه وحكوماته ويسميها هو بكل إستخفاف ، "الثورة المصنوعة" ..!! ؟؟ ، خسئت ياهذا وخسئت كلمتك ، ناقصة عقل وفهم ووطنية ، وغيرهم وغيرهم كُثر بالعشرات والمئات لا يُحسبون ، يستظلهم بظله ، تنظيمهم النازيواسلاموي- إجرامي ،

فيا أهل المشروع الإطاري والحضاري "من تاني" ، مقطوع الطاري ، هل نقول لكم أحجروهم قانوناً من النشر والظهور ، إلا لمن عليه جرم مثبوت ، وإن لم تلحقوهم بالعدالة الجنائية ، بدعوى أنهم مارسوا فقط في مجالهم الإعلامي ، حرية الرأي وحرية النشر ، التي نؤمن نحن أيضاً بضرورة تمكينها في بلادنا ، فلا أقل من أن تلحقوهم ببند العدالة الإنتقالية ، ليعتذروا ويعترفوا بخيانة شرف الكلمة وقدسيتها ، أمام أصحاب المصلحة من الشعب السوداني ، وليمثل صوت هذا الشعب الخافت المنعدم ، عمداً مع سبق الإصرار ، في هذا المنبر والمحفل الأخفت صوتاً وتأثيراً ، أصحاب المصلحة الحقيقيين كما ترددون ، وهم كل الشرفاء من الكتاب والصحفيين والفنانين والشعراء والروايين والحكائيين القصاصين والدراميين والتشكيليين والناشرين وكل من خط حرفاً أو كلمة جعلت منه صاحب مصلحة ، يستحق من هؤلاء المنفلتين الفالتين من العقاب ، الإعتذار والإعتراف المعلن بالضرر الذي أصاب الآحرين من فعلهم هذا المجرم القبيح ، الذي أدى بهم ، إلى الغوص والأبحار غير اللائق والمكروه ، وغير المرغوب ، في إساءة إستخدام الكلمة وإنتهاك شرفها ، في سهولة إنتهاك نظامهم النازيوإسلاموي لكل حرمات الناس والبلاد والعباد والعبادات .

omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////////

 

آراء