الإضرار بمواطن إضرار بالدولة !!

 


 

 

 

أوضح الحقوقي السويسري امريش فيتل في عام 1758 في كتابه ( قانون الامم) أن المبدأ الاساسي المتمثل في الحماية الدبلوماسية هو أن ( كل من أضر بمواطن فهو يضر بالدولة بصورة غير مباشرة، ومن واجب الدولة أن تحمي ذلك المواطن).

فما تعرض له الشباب السودانيون في دولة الامارات العربية المتحدة من خداع وانتهاكات لحقوقهم الانسانية وتعديل العقود بالمخالفة للإرادة الحرة وتغيير الوجهة والغرض ينبغي الا يمر دون اتخاذ حكومة السودان لإجراء دبلوماسي ضد دولة الامارات العربية المتحدة كالاحتجاج الرسمي واستدعاء السفير الاماراتي واذا اقتضى الحال اتخاذ اجراءات قضائية او تحكيمية بعد استنفاد سبل الانتصاف المحلية لاسناد المسؤولية الدولية على دولة الامارات لأنه من المستحيل ان يحدث ذلك دون علم وخداع مخطط له من قبل دولة الامارات.
فعلى القيادة السياسية ووزارة الخارجية وسفارة السودان لدى الامارات اتخاذ ما يلزم وذلك رداً للاعتبار وانتصاراً للكبرياء الوطني الذي أهين.
انتهكت الامارات حقوق الانسان بتصرفها هذا وخاصة المادة 6 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان التي تنص على أن ( لكل انسان ، في كل مكان، الحق بأن يعترف له بالشخصية القانونية). وذلك استناداً الى كون الاجنبي انساناً لا يصح أن تنتزع منه حريته ولو صح ذلك لأصبح الأجنبي رقيقاً وهو ما تاباه المبادئ الآمرة للقانون الدولي Jus cogens/ peremptory norms. وهي المبادئ التي لا تحتاج لمعاهدة لإقرارها كما يمنع الدخول في اتفاقية أو معاهدة تخالفها. فهذه الحقوق لصيقة بالإنسان بوصفه انساناً ودون نظر لانتمائه لدولة معينة
وهي تتبعه اينما ذهب حتى لو وجد في اقليم دولة أخرى غير دولته ومنها الاعتراف له بالحماية.
يؤكد القانون الدولي وجوب تمتع الأجنبي ومنذ دخوله للدولة المضيفة بالحريات العامة التي تستلزمها شخصيته الانسانية والحقوق اللصيقة بشخصيته القانونية واللازمة لحياته وأمنه الشخصي، فهو يتمتع بالحق في احترام حريته الشخصية وعدم تجريده منها دون سبب مقبول، والحق في مغادرته البلد الذي يقيم فيه وعدم اخضاعه لمعاملة قاسية.
كما نص على ذلك الاعلان المتعلق بحقوق الانسان للأفراد الذين ليسوا من مواطني البلد الذي يعيشون فيه والذي اعتمد ونشر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 4/144 المؤرخ في 3 ديسمبر 1985 وهو خير دليل على ما تضمنه مبادئ القانون الدولي العام من حقوق للرعايا الاجانب، ذلك لأن البشر يولدون احراراً ومتساويين في الكرامة والحقوق. ولا يتحقق التكريم الا اذا كانت الدولة قريبة من هموم الناس وتعمل على حل مشاكلهم وتوفير حاجاتهم المعنوية والمادية وعلى رعاية مصالحهم.
لقد حدث ان تدخلت دول عسكرياً لحماية مواطنيها في الخارج ومن الأمثلة على ذلك:
- البحرية الامريكية في لبنان عام 1976 من اجل اجلاء الرعايا الامريكان الذين يواجهون مخاطر الحرب.
- تدخل القوات الامريكية في 25 اكتوبر 1983 في جرينادا بحجة حماية المواطنين الامريكيين المقيمين هناك.
- التدخل الامريكي في 20 ديسمبر 1989 في بنما لحماية مواطنيها.
- تدخل القوات الفرنسية في كوت دي فوار عام 2002لحماية مواطنيها من حالة الفوضى التي اعقبت الانقلاب العسكري الذي وقع هناك.

كل ذلك لتحقيق العزة والكرامة والامن والامان للإنسان، فهل ندرك نحن قيمة الانسان السوداني ونقوم بما يتطلب من رد اعتبار على ما حاق به من ظلم واذلال.
فاذا انتفض الشعب السوداني من اجل عزته وكرامته من ابناء بني جلدته فمن باب أولى
أن يحتج حكومةً وشعباً على الأجنبي.
يقول المثل من هانت عليه نفسه تراها على الناس أهون.



amaalga@gmail.com

 

آراء