البحث عن أراجوز فضائي

 


 

 



معاوية جمال الدين..شبكة الصحافة السودانية-الكندية.

سندخل في الموضوع مباشرة..السادة الذين يديرون الفضائيات العربية ممن ينتمون لبلاد الهلال الخصيب- علي وجه الخصوص- هؤلا ء الناس, لايخفون عنصريتهم تجاه السودان والسودانيين..
هذا المسلك يبدو واضحا عند وقوع حدث كبير يستدعي استطلاع اراء السودانيين.
عندها,يلجأ بعض مقدمي البرامج الي استضافة شخصيات كاريكاتورية منتقاة بعناية, وكأنهم يقولون للمشاهد هذه حال النخبة في السودان وهذه بضاعتهم. وحتي لايظن البعض أننا نلقي الكلام علي عواهنه, نشير الي ثلاثة نماذج صارخة:
الاول محام يتحدث كيفما اتفق, يشرق ويغرب, يقفز هنا وهناك يقول كلام الطير في الباقير "ويرصع" حديثه بالقسم بالطلاق.
أذكر أن احدي الفضائيات العربية استضافته هاتفيا تسأله عن امكان انفصال جنوب السودان رد سيادته قائلا:
اذا انفصل الجنوب فعلي الشمال أن يعلن انضمامه الفوري الي مصر, في هذه الأثناء كان المذيع يبتسم.
وامعانا في اثارة ضحك المشاهد, استضاف أحد مقدمي برامج قناة الجزيرة صاحبنا المحامي الفاضل ليدافع عن غزو الولايات المتحدة للعراق,في حين كان في مقدور مقدم البرنامج أن يستضيف احد العراقيين الذين دخلوا بغداد علي ظهور الدبابات الامريكية, وبالطبع ساق المحامي حججا في تبرير الغزو الامريكي للعراق أثارت السخرية والرثاء معا.
ولأنه اصبح مستهلكا استغنت الفضائيات عن استضافته أو مهاتفته..
الا أن حيرة مقدمي برامج الفضائيات المعنية لم تطل.. فسرعان ماوقعت أيديهم علي موظف عابر للقارات جلب للنظام الكوارث, الكارثة تلو الكارثة بتزيده في الدفاع عن جرائم النظام حتي صار عبئا عليهم فسحبوه.
كان صاحبنا مثالا ساطعا للمثل السوداني القائل:
(التركي ولا المتورك ). ولما كان الشخص البديل لايمتلك مواهب من سبقه تلفت مقدمو برامج الفضائيات بحثا عن أراجوز جديد يسد الفراغ.
وكان أن وجدوا ضالتهم في شخص قيل أنه قيادي في الحزب الحاكم, هذا الشخص تفوق علي نفسه في اطلاق تصريحات سببت حرجا شديدا لحزبه لما فيها من تزيد ومبالغة ومغالطة لحقائق الامور علي الارض, لدرجة اننا سمعنا ان اخوانه في الحزب طلبوا منه أن يسكت.
الا أنه عاد"يحلل" أحداث هبة سبتمبر بهياج هستيري علي نحو دعا الفضائيات لان تتسابق لمهاتفته أحيانا, ولاستضافته أحيانا اخري.. كل ذلك حتي لاتفوتها لحظات من الاثارة وخفة الدم والعقل معا.
علي أن من دواعي العجب أن لايشعر أحد من هؤلاء السادة أن هذه الفضائيات تستضيفه لاضحاك الناس واثارة سخريتهم,بل أنك تجد الواحد منهم سعيدا يصول ويجول والمذيع يستحثه للمزيد من اللغو امعانا في الزراية بالسودانيين..
ومن جهة اخري, فكلما ظهر أحد هؤلاء الاخوة علي الشاشة في كامل شياكته عرفنا قيمة (تور الجر) و (العجب أمو).
moawia_gamaleldin@hotmail.com

 

آراء