التحديات الجديدة لدولة الحريات ومستقبل تيك توك في ميزان السياسة والأمن

 


 

 

زهير عثمان حمد

في ظل التطورات الأخيرة، تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، التي طالما رفعت راية الحرية والرأسمالية الحرة، تحديات جديدة تتمثل في كيفية التعامل مع تطبيقات الواقع الافتراضي القادمة من الخارج. قرار حظر تطبيق "تيك توك" يُعد مثالاً صارخاً على هذه التحديات، حيث يُظهر تناقضاً محتملاً مع قيم الحرية التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من النسيج الأمريكي.

التداعيات السياسية والدبلوماسية القرار أثار ردود فعل قوية من الصين، التي حذرت من أن الحظر المقترح قد يكون له تأثيرات عكسية على الولايات المتحدة، مما يُعقد العلاقات الدبلوماسية بين القوتين العظميين.
الجوانب القانونية شركة "تيك توك"، من جانبها، أعلنت عن نيتها تشكيل تحدي قانوني ضد القرار، مما يُنذر بمعركة قضائية قد تكون طويلة ومعقدة.والأبعاد الاجتماعية والثقافية المستخدمون الأمريكيون لتيك توك يعبرون عن قلقهم إزاء فقدان منصة تواصل اجتماعي تُعد جزءاً مهماً من حياتهم اليومية، مما يُبرز الدور الذي تلعبه هذه التطبيقات في النسيج الاجتماعي.
التأثيرات الاقتصادية والحظر قد يؤثر سلباً على الشركات الصغيرة والمبدعين الذين يعتمدون على "تيك توك" كمصدر دخل، مما يُلقي الضوء على الأهمية الاقتصادية للتطبيق.
الموقف القانوني والتشريعي أن مجلس النواب الأمريكي صوت بأغلبية كبيرة لصالح قانون يُلزم "تيك توك" بالانفصال عن شركتها الأم، ByteDance الصينية، والآن ينتظر القرار مزيداً من الإجراءات القانونية والتشريعية.
البدائل المتاحة لهذا التطبيق وعلى الرغم من التحديات، يوجد العديد من التطبيقات التي يمكن اعتبارها بدائل لـ "تيك توك"، مثل "تريلر"، "دبسماش"، "بايت"، "سناب شات"، "إنستغرام ريلز"، و"يوتيوب شورت"، مما يُوفر خيارات متعددة للمستخدمين.
المنافسة العالمية والحرب الإعلامية , ان هذا القرار يُعيد إلى الواجهة النقاش حول الحرب الإعلامية العالمية وكيفية تأثيرها على صورة الولايات المتحدة كدولة تُعلي من شأن الحريات. ويُظهر التنافس الشديد بين الولايات المتحدة والصين، ليس فقط في مجال التكنولوجيا، بل أيضاً في مجالات أخرى مثل القوة البحرية والصناعية.

المستقبل المحتمل إذا تم تطبيق الحظر، فمن المحتمل أن تفقد ByteDance قاعدة مستخدميها في الولايات المتحدة، مما يُشكل تحدياً كبيراً للشركة. ومع ذلك، لا يزال الوضع قيد التطور والنقاش القانوني، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام تطورات مستقبلية.
الحرب الإعلامية هي عملية استخدام وسائل الإعلام لنشر الأفكار، المعلومات، أو الإشاعات بطريقة تهدف إلى إلحاق الضرر بمؤسسة، قضية، أو شخص معين. تتميز هذه الحرب بتعمد طرح وجهة نظر من جانب واحد، وتشكيل آراء الجمهور وتوجيه سلوكهم لتحقيق مصالح جهة معينة. تتضمن الحرب الإعلامية استراتيجيات مثل التغطية الإعلامية الواسعة لقصص مختارة، استخدام حقائق جزئية، وتضييق نطاق مصادر المعلومات لتشكيل الرأي العام.
و الحرب الإعلامية هي عملية استخدام وسائل الإعلام لنشر الأفكار، المعلومات، أو الإشاعات بطريقة تهدف إلى إلحاق الضرر بمؤسسة، قضية، أو شخص معين. تتميز هذه الحرب بتعمد طرح وجهة نظر من جانب واحد، وتشكيل آراء الجمهور وتوجيه سلوكهم لتحقيق مصالح جهة معينةتتضمن الحرب الإعلامية استراتيجيات مثل التغطية الإعلامية الواسعة لقصص مختارة، استخدام حقائق جزئية، وتضييق نطاق مصادر المعلومات لتشكيل الرأي العام.
لتجنب أثر الحرب الإعلامية على المصالح الشخصية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات مثل التثقيف الإعلامي: تعلم كيفية تحليل المحتوى الإعلامي وفهم الأجندات وراء الرسائل المختلفة , التنوع في المصادر والبحث عن معلومات من مصادر متعددة للحصول على وجهات نظر مختلفة.
التحقق من المعلومات لابد من التحقق من صحة الأخبار والمعلومات قبل تقبلها كحقائق , الوعي النقدي وتطوير القدرة على التفكير النقدي وعدم قبول المعلومات دون تساؤل , الحذر من التأثير العاطفي وكذلك الانتباه إلى كيفية تأثير الرسائل الإعلامية على المشاعر والتصرف بناءً على الحقائق لا العواطف. وباتباع هذه الخطوات، يمكن للفرد حماية نفسه من التأثيرات السلبية للحرب الإعلامية واتخاذ قرارات مستنيرة تخدم مصالحه الشخصية.

وموقف المنظمات المناصرة لحرية الإعلام في الولايات المتحدة يتمحور حول الدفاع عن الحق في التعبير والوصول إلى المعلومات. هذه المنظمات تعارض بشكل عام أي محاولات لحظر منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، لأنها ترى في ذلك قيودًا على حرية التعبير موقف الحكومة الأمريكية من حرية التعبير يُعتبر داعمًا بشكل كبير، حيث تُعد حرية التعبير محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي يحظر هذا التعديل على الكونغرس وضع قوانين تقيد حرية التعبير أو الصحافة. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات التي تسمح للحكومة بتقييد الخطاب في حالات معينة، مثل الخطاب الذي يحرض على العنف أو الخطاب الفاحش. وتعتبر المحكمة العليا الأمريكية أن بعض أنواع الخطاب تستحق حماية أقل أو لا تحمى على الإطلاق بموجب التعديل الأول، مثل الخطاب الذي يحرض على اتخاذ إجراءات غير قانونية وشيكة، والخطاب التجاري مثل الإعلانات.

يمكن تقييد حرية التعبير في حالات محددة وفقًا للقانون الدَّوْليّ لحقوق الإنسان والمعايير الوطنية. وتشمل هذه الحالات, خطاب الكراهيَة و يُمنع الخطاب الذي يحرض على العداوة ويشجع على العنف أو يدعو لارتكاب التطهير العرقي ,الأمن القومي: يُمكن تقييد التعبير الذي يُعتبر تهديدًا للأمن القومي.

النظام العام يُمكن تقييد التعبيرات التي قد تُعرض مع هيبة النظام العام للخطر, حقوق الآخرين يُمكن تقييد التعبير لحماية حقوق وسمعة الآخرين , الصحة العامة أو الأخلاق و يُمكن تقييد التعبير لحماية الصحة العامة أو الأخلاق.
يجب أن تكون هذه القيود واضحة ومحددة في القانون، وأن تكون ضرورية ومتناسبة مع الهدف المرجو تحقيقه , ولا أري في وضع التيك توك ما فيه أخلال بأمن الولايات المتحدة ولكنها عقلية المشرع الأمريكي, وهي مثالًا على أن أكبر المشاكل التي تواجهها هي كيفية التعامل مع عالم يتحدي فيه هيمنتها بشكل متزايد. ومن خلال اختيار الحظر بدلا من المنافسة، أو الابتكار، أو التثقيف، تخاطر أمريكا بخيانة مبادئ الحرية والأسواق المفتوحة التي تتبناها وتدّعي صونها

zuhair.osman@aol.com

 

آراء