الخلاف بين الزعيم عبد الناصر والرئيس محمد نجيب من تزييف التاريخ الى الحقيقة الموضوعية

 


 

 

د. صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم

sabri.m.khalil@gmail.com

سياقان لتناول الخلاف:هناك سياقان لتناول الخلاف بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الاسبق لمصر محمد نجيب(رحمهما الله تعالى (:
السياق المرفوض:السياق الذاتي والتناقض مع حقائق التاريخ والمنطق: السياق الاول غايته تحقيق اهداف ذاتيه "خاصه" لاشخاص او جماعات سياسية او نظم سياسيه...، وهو مرفوض لانه يلزم منه التناقض مع حقائق المنطق"اى يفتقر الى الاتساق المنطقى"، والتاريخ"اى يفتقر الى الصدق الواقعي".
امثله: وهناك العديد من الامثله لهذا السياق المرفوض ومنها:
التناول الذاتى: تناول الخلاف معزول عن سياقه التاريخى،واسبابه وظروفه الزمانيه والمكانيه الموضوعيه،وبصرف النظر عن النوايا الذاتيه لاطراف الصراع. ومثاله الحديث " العاطفى" عن النوايا الطيبه لمحمد نجيب،وانه كان يريد الخير لمصر- وكان الطرف الثانى كان يضمر نوايا سيئه ضد وطنه - وحتى فى مواقفه التى تتناقض مع هذه النوايا الذاتيه –كتفاوضه سرا مع اعداء الثوره(كالجناح التكفيرى المتطرف من جماعه الاخوان، والجناح المنحاز الى الملكيه فى حزب الوفد، وقوى الاستعمار القديم "فرنسا وبريطانيه" والجديد"امريكا" والاستيطانى "الكيان الصهيونى" حتى فى احلك الظروف التى مرت عليها مصر "العدوان الثانى (البريطانى- الفرنسى -الاسرائيلى ) عام 56 لتعزيز سلطته فى مواجهه الطرف الثانى ، والذى لم ينكره فى مذكراته وانما برره، كما اثبتته الوثائق الرسميه التى تم الكشف عنها مؤخرا فى بريطانيا وامريكا - كما سنوضح ادناه بشى من التفصيل- وكذلك الحديث "الاخلاقى" عن نذاله الطرف الثانى لانه انقلب على رئيسه- رغم انه لم يكن اصلا طرف اصيل فى تنظيم الضباط الاحرار،والذى مؤسسه الحقيقى هو عبد الناصر، والذى اسقط النظام الملكى المتحالف مع الاستعمار، انما اختاره رئيسا لانه ضابط ذو رتبه عاليه ، لضمان انحياز الجيش باعتباره ضابط ذو رتبه عاليه- وكان تفاوضه السرى مع اعداء الثوره ، وما قاموا به من محاوله اغتيال عبد الناصر، والتامرمع قوى الاستعمار القديم والجديد ضد وطنهم، والعدوان العسكرى على مصر هو قمه الشهامه. وكذلك عن الحديث "المرسل" عن ان الزعيم عبد الناصر تعمد شطب محمد نجيب من التاريخ ، والحديث فى ذات الوقت عن انه تعمد تشويه صورته-وهو تناقض لان الشطب الغاء للوجود بينما التشويه اثبات له لكن بشكل سلبى-ودون تحديد اين حدث ذلك, بينما الثابت ان محمد نجيب شوه صوره الزعيم عبد الناصر فى كتبه ومذكراته فى حياته - وبعد مماته- دون ان يتعرض الاخير له بسوء.كما انه من الثابت ان الدراسات التاريخيه المعتمده فى مؤسسات الدوله المصريه " التعلميه والبحثيه والرسميه..." لم تنكركون محمد نجيب هواول رئيس لمصر فى اى عهد من العهود- حنى عهد عبد الناصر- يمكن الرجوع الى الموقع الرسمى لرئاسه الجمهوريه المصريه، والذى يضمن قائمه تضم كل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم مصر-

موقف الرفض المطلق: ومن امثله هذا السياق تصوير هذا الخلاف كسلبيه لعهد عبد الناصر، وكمبرر لانكار اى ايجابيه لهذا العهد- رغم ايجابياته الكثيره التى اقرها حتى المعارضين له ممن توافر لهم قدر من الانصاف-وهو احد مظاهر موقف الرفض المطلق - لهذا العهد –والذى هو شكل من اشكال التفكير الاسطورى الذى يتعارض مع التفكير العقلانى،فضلا عن تعارضه مع الموقف الاسلامى الصحيح من التجارب البشريه.
التحيز الى احد طرفى الخلاف: وهو ما يتعارض مع الانصاف- الذى هو غايه اساسيه لكل القوانين والتشريعات والاديان – واولها الدين الاسلامى- والذى مضمونه الاستماع الى طرفى الخصومه وتحرى الصدق فى اقوالهما قبل الحكم فيها. وهنا نجد ممن تناول الخلاف وهو يرفض التحيز الى وجهه نظر مجلس قياده الثوره بقياده عبد الناصر- وهو صحيح- لكنه فى ذات الوقت يمعن فى التحيز الى وجهه نظر محمد نجيب، والتحامل على وجهه نظر الطرف الاخرلينتهى الى تصوير الطرف الاول "نجيب " كانه ملاك بدون اخطاء،والطرف الثانى "مجلس قياده الثوره بقياده عبد الناصر"كانه شيطان لا حسنات له.
اشكاليه الموضوعيه فى السير الذاتيه: ومن امثله هذا السياق، من يقبل ما ورد فى مذكرات محمد نجيب بدون ان يتحقق من صدقها- كانها وحى منزل- وهو ما يتناقض مع ما قرره علم النفس من اعتبار ان الميل إلى سرد الشخص لسيرته الذاتية شفاهه أو كتابه"السير الذاتيه" هو استجابة لغزيرة النزوع إلى البقاء(لذا يزداد هذا الميل إلحاحا كلما تقدم الإنسان في العمر)، وهى غربزه تولد في الإنسان نوازع عاطفيه (ذاتيه( غير عقلانيه (وغير موضوعيه)، فضلا عن أن هذه الغريزة تمحو (لا شعوريا)،كل ما لا يتفق مع غايتها (تخليد صور الشخص مطهره من كل نقص)،يترتب على هذا أن السير الذاتية لا يمكن أن تكون صادقه(موضوعيا)،حتى ولو كان الأشخاص الذين رووها صادقين(ذاتيا). ( كتاب مذكرات قرية،القاهرة، دار الهلال ،1994، ص3-5). كما يتناقض مع ما قرره علم التاريخ من ان السير الذاتيه ليست مصدر رئيسى للمعرفه التاريخيه،وانما مصدر ثانى لها ، وبالتالى لا يمكن الاخذ به ، قبل التحقق من عدم تناقضه مع الحقائق التاريخيه الثابته بمصادر المعرفه التاريخيه الرئيسيه.
توظيفه فى حملة تشويه صوره الزعيم عبد الناصر : ومن امثله هذا السياق توظيف الخلاف فى الحملة الاعلاميه التي استهدفت تشويه صوره الزعيم جمال عبد الناصر(رحمه الله)، والتى تقف ورائها ذات القوى التي تقف وراء مشروع الشرق الأوسط الجديد ” الامبريالي – الصهيوني” ، والنظم والمؤسسات والقوى السياسية والشخصيات… الاقليميه التابعة لها – عن وعى أو بدون وعى- والذي يهدف إلى الارتداد بالنظام السياسي العربي من مرحله التجزئة على أساس شعوبي ” الدول الوطنية العربية “، بعد اتفاقيه “سيكس – بيكو”، بين قوى الاستعمار القديم (بريطانيا وفرنسا) ، إلى مرحله التفتيت على أساس طائفي / قبلي – عشائري ” الدويلات الطائفية “، مع بقاء إسرائيل كحارس لهذا التفتيت ...والتى لا تستهدف “جمال عبد الناصر ” الشخص ، بل “جمال عبد الناصر ” احد الرموز التاريخية الملهمة الاراده الشعبية العربية، نسبه لاتخاذه مواقف مناهضه للاستعمار الاستيطاني (الصهيونية) والقديم (البريطاني والفرنسي..) والجديد (الامبريالية الامريكيه )، ودعمه لحركات التحرر القومي العربي والافريقى والعالم ثالثى ” دول عدم الانحياز” من الاستعمار، فالهدف من تشويه صورته إذا إلغاء الاراده الشعبية العربية، التي تتعارض أهدافها في الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة ، مع غايات مشروع الشرق الأوسط الجديد “الصهيوني – الامبريالي” ، بتشويه كافه مفاهيمها و قيمها الدينية والحضارية والاخلاقيه ورموزها التاريخية و أخرها الزعيم جمال عبد الناصر الذي استطاعت الاراده الشعبية العربية من خلال توحدها حول زعامته ، ان تحقق قدر كبير من غاياتها في الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية... هذه الحمله التى تزامنت البداية الحقيقية لها مع تولى الرئيس/ محمد أنور السادات السلطة في مصر بعد وفاه الزعيم عبد الناصر 1970، وارتداده عن جمله سياساته التي تجسد الاراده الشعبية العربية، ،واتخاذه – بدعم من الغرب بقياده أمريكا والكيان الصهيوني- مواقف نقيضه لها ، وقد تضمنت هذه الحمله من الأكاذيب ما يخالف التاريخ والواقع والعقل والمنطق مخالفه فاضحه ،فضلا عن تضخيم السلبيات والتقليل من قيمه الايجابيات، قادها بعض الإعلاميين والصحفيين والكتاب الذين كانوا في حياه الزعيم عبد الناصر جزء من الجهاز الاعلامى للدولة في عهده ، وكما يقول الدكتور عصمت سيف الدولة (رحمه الله) (حل الفجور في الخصومة محل ذل النفاق)، ولعله كان يشير إلى مضمون الحديث الشريف ‏( ‏أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ ‏ ‏خَلَّةٌ ‏ ‏مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ ‏ ‏خَلَّةٌ ‏ ‏مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: ... وَإِذَا خَاصَمَ ‏ ‏فَجَرَ)( مسلم – باب” بيان خصال المنافق”)‏ ‏؛ قال الإمام النووي: قَوْله : ( وَإِنْ خَاصَمَ فَجَرَ ( أَيْ مَال عَنْ الْحَقّ , وَقَالَ الْبَاطِل وَالْكَذِب... .
التشفى من الزعيم عبد الناصر: ومن امثله هذا السياق تركيز البعض على الخلاف وتضخيمه و الامعان فى تبرئة أحد أطرافه " محمد نجيب " ، وتجريم طرفه الآخر "مجلس قياده الثوره بقياده عبد الناصر" ، من باب التشفى من الزعيم الراحل، بسبب الصراع – السياسي – وليس الديني- بينه وبين الجناح التكفيرى المتطرف من جماعه الاخوان المسلمين ،والذى اختار ان يبدا الصراع المسلح ضد الدوله فى عهده ،فى ذات الوقت الذى كانت فيه هذه الدوله تخوض حروب ضد قوى الاستعمار العالمى القديم"بريطانيا" والجديد"امريكا" والاستيطانى"اسرائيل" وتدعم نضال الشعوب العربيه للتحرر منه
ثانيا:السياق المقبول:السياق الثانى غايته البحث عن الحقيقه الموضوعيه،وهو سياق مقبول لان يتسق مع حقائق المنطق والتاريخ.
امثله:

التوثيق التاريخى: البحث التاريخي "الموضوعي" لهذا الخلاف وجذوره - وغيره من احداث تاريخيه - بواسطه باحثين ومؤرخين مشهود لهم بالكفاءة والأمانة العلميه ، بغرض التوصل الى الحقيقة.
الاسباب الموضوعيه الرئيسيه للخلاف:
اولا: ان ثوره 23يوليو 1952 سعت لتحقيق اهداف هى محل اتفاق بين اغلب القوى الوطنيه المصريه "الاهداف السته للثوره كالتحرر من الاستعمار والاقطاع واقامه حياه ديموقراطيه سليمه... "، لكن هذه الاهداف كانت اهداف عامه ومجرده ، وليس لها مضمون عينى محدد،وهذا ما ادى الى نشوء الخلاف الداخلى" بين أعضاء مجلس قياده الثوره"،والخارجى مع القوى السياسيه المصريه الاخرى.
ثانيا: ان محمد نجيب كان يؤمن بالتغيير الجزئي المقصور على عزل العناصر الفاسدة فى الحياه السياسيه المصريه.بينما كان باقي أعضاء مجلس قيادة الثوره يؤمنون بالتغيير الشامل للقضاء على كافة مظاهر الفساد "السياسى والاجتماعى والاقتصادى...
ثالثا: ان اعداء الثورة (كانصارالملكيه ، والجناح التكفيرى المتطرف من جماعه الاخوان، والجناح المنحاز الى الملكيه فى حزب الوفد، وقوى الاستعمار القديم "فرنسا وبريطانيا" والجديد"امريكا" والاستيطان "الكيان الصهيوني" )هم الذين عمقوا هذا الخلاف، بهدف القضاء على الثوره، وحاولوا استخدام محمد نجيب كمخلب قط فيه ، وقد فاوضهم سرا بهدف تدعيم سلطته فى مواجه طرف الصراع الاخر"مجلس قيادة الثورة بقياده عبد الناصر".
رابعا: ان قرار مجلس قيادة الثورة باعفاء محمد نجيب من جميع مناصبة بعد ان ثبت من التحقيقات مع قيادات الجناح التكفيري من جماعه الإخوان فى محاولة اغتيال جمال عبدالناصر بالمنشية 26 اكتوبر 1954 أن محمد نجيب كان على اتصال بهم ، وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم.
خامسا:انه رغم عزل محمد نجيب وفرض الإقامة الجبرية- الشكلية عليه – الا انه لم يتم التعرض له بسوء /سواء اهانه او تعذيب او محاوله اغتيال. بل على العكس عاش فى قصر فخم، وسمح له بحريه الحركه –رغم قرار الاقامه الجبريه- واحيط بالخدم والحرس ،وتولت الدوله دفع كافه مصاريفه.وحتى عندما ثبت تفاوضه مع قوى الاستعمار خلال العدوان الثلاثى نقل الى جنوب مصر مؤقتا ولم يقدم الى محكمة عسكرية بتهمه الخبانه العظمى-تقديرا لتاريخه الوطنى السابق على مواقفه الاخيره-وعندما ارسل لعبد الناصر خطابات يسخر منه ومن الجيش المصرى خلال العدو الثلاثى،الذى وقفت فيه كل الشعوب العربيه كله معه فيه،امر عبد الناصر بعدم الرد عليها او التعرض له بسوء،بل وعلى العكس ، فعلى على مدى تاريخه بعد العزل فى حياة عبد الناصر وافق عبد الناصر على جميع مطالبه الشخصية المادية والانسانية.
تحليل موضوعى لمذاكرات محمد نجيب:
لم يصدر محمد نجيب مذكرة واحده – كما يحاول البعض ايهامنا – بل ثلاثه مذكرات تحمل العناوين: مصير مصر –كلمتى للتاريخ –كنت رئيسا لمصر.
التناقض: وهذه المذكرات تتضمن معلومات متناقضه ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

· عن قرار حل جماعه الاخوان يقول فى مذكرات "مصير مصر " (...لهذا قررت حل جماعة الإخوان المسلمين) (ص122) . لكنه يقول فى مذكرات "كنت رئيسا لمصر" ( لم أكن موافقا على حل الإخوان.ولم أكن موافقاً على البيان - الخاص بأسباب حلهم..)(ص220)

· عن واقعه اصابه عبد الناصر فى الحرب يقرر فى النسخة الأولى من مذكرات" مصير مصر ان عبد الناصر، أصيب خلال المعارك، وكاد يموت وبمجرد تعافيه رفض أن يعود للقاهرة، وصمم على العودة لميدان القتال"(ص 21 ). لكنه ينفى ذلك فى النسخة الأخيرة من مذكرات "كنت رئيسا لمصر ويقول ان عبد الناصر لم يحارب فى عراق المنشية كما أدعى ولكنه ظل طوال المعركة فى خندقه لا يتحرك ".)(ص81(

· عن مقاومه الحرس الملكى لحركه الجبش 52 تحدث محمد نجيب لكافة وسائل اواخر يوليو1952 بان الحرس الملكى لم يدافع عن الملك السابق فاورق بل انضم للجيش . لكنه بقرر فى مذكرات كنت رئيسا لمصر (أن القوات المواليه للملك فاروق كانت أكثر بكثير من القوات المتمرده عليه و لولا أن الملك فاروق أوقف الإشتباكات حرصا علي الدم المصري لدحر الملك الإنقلاب عليه بسهوله (

عدم التطابق: كما تضمنت مذكراته معلومات تخالف الوائع التاريخيه الثابته .ومنها:

· انه كان ضد قررات مجلس قياده الثوره المتعلقه بالعديد من القضايا ومنها على سبيل المثال لا الحضر: خروج يوسف صديق وعبد المنعم أمين من مجلس قيادة الثورة، قانون الإصلاح الزراعى، إلغاء الدستور، وحل الأحزاب، وحل جماعه الاخوان ضد تعيين عبد الحكيم عامر قائداً للجيش، و تعيينه رئيساً للجمهورية بدون استفتاء... مع كونه موقع على كل تلك القرارات . ( للمزيد انظر : شوقى السيد/ سبب أقالة وعزل محمد نجيب - الأخوان ومحاولة سرقة ثورة يوليو واستعانتهم بمحمد نجيب /موقع الحوار المتمدن(

· واذا كان محمد نجيب كان يحاول فى مذكراته يحاول تصوير حياته بعد العزول كانها حياه لا تليق بالبشر ،فانه من الثابت انه – كما اشرنا سابقا- يعيش فى قصر فخم ،وعلى حساب الحكومه المصريه، بدليل انه رفض الخروج منه بعد صدور قرارين فى عهد عبد الناصر وبعده بنقله الى قصر اخربعد صدور قرار باعاده ملكيه القصرالى اصحابه.وان الحكومه المصريه فى عهد عبد الناصر قبل اى عهد اخركبفت طاقم كامل لخدمته وحراسته بدليل انه فى خطابه الساخر الى عبد الناصر اثناء العدوان الثلاثى قال انه يريد ان يتطوع فى الجيش –فى تلك السن- ليريح الحكومه المصريه من تكاليف الحاشية التى تقوم برعايته.وكذلك فان تصويره لحياته بعد العزل كانها سجن بسبب قرار الإقامة الجبريه، فانه من الثابت انه كانت له حريه الحركه ووثقت الصحف مشاركته فى الكثير من المناسبات،فضلا عن تجواله فى كافه مناطق القاهره لتوزيع اللحوم على الكلاب الضاله، لانه كان من انصار الرفق بالحيوان .
· واذا كان الليبراليين يحاولون تصوير محمد نجيب كانه الديموقراطى الوحيد فى مجلس قياده الثوره الديكتاتزرى، وان كان يسعى لاستعاده الحياه الديمقراطيه فى مصر ، فان هذا التصور يخالف الواقع الثابته من انه كان يسعى لتدعيم وتثبيت سلطته فى مواجهه طرف الصراع الاخر"مجلس قياده الثوره،وهو الذى رجح- باعتباره رئيسل لمجلس قياده الثوره - كافه القرارات المتعلقه بالغاء الدستور وحل الاحزاب واعدام الثيوعيين خمبس والبقرى فى اضراب نقابه عمال المحله الكبرى- مع ثبوت معارضه عبد الناصر لذلك. وانه تم تعيينه رئيا للجمهوريه بدون استفتاء شعبى ...

· واذا كان انصار مذهب التفسير السياسي للاسلام يحاولون تصويره المدافع الوحيد عن الاسلام- الذى يمثله فى رايهم - المضمر - الجناح التكفيرى من جماعه الاخوان المسلمين – فان هذا التصور يخالف واقع انه هو الذى اصدر قرار حل الجماع ومصادره مقارها وصحفها،وكون تحالفه معهم كان تكتيكى بهدف ازاحه الطرف الاخر من الخلاف.يقول فى مذكرات مصير مصر عن احداث العنف التى افتعلها الجناح المتطرف من جماعه الاخوان فى 12 فبراير 1954 (... لهذا قررت حل جماعة الإخوان المسلمين، وأغلقت أماكن اجتماعاتها، وأمرت بالقبض على كثير من قادة الجماعة، وكان بينهم "مرشدهم العام "حسن الهضيبي، وصالح عشماوى محرر (الدعوة)، وهى الصحيفة الرسمية الأسبوعية الناطقة بلسانهم).

· بينما قرر محمد نجيب، في مذكراته "كنت رئيسا لمصر"، أنه ) لم يقبل على الإطلاق مبدأ مشاركة مصر في أي حلف عسكري مقابل جلاء القوات البريطانية المحتلة عن الأراضي المصرية( كشفت وثائق بريطانية بالغة السرية، حصلت عليها "بي بي سي" انه قبل، في اتصالاته مع الأمريكيين والبريطانيين، مبدأ الربط بين الجلاء ومشاركة مصر في حلف عسكرى امريكى بريطانى مصرى كما كشفت اتفاقا أمريكيا بريطانيا مشتركا على أن استمرار نجيب في السلطة "يصب في مصالح الغرب في الشرق الأوسط"، وعلى "الحرص على استمرار نظام حكمه>

· بينما ينكر انصار مذهب التفسير السياسى للاسلام "الاسلام السياسى" محاوله الجناح التكفيرى لجماعه الاخوان اغتيال جمال عبد الناصر فى المنشيه، و انها كانت تمثيليه للتخلص من جماعه الاخوان ، فان العديد من قاده جماعاته اعترفو لاحقا بانها محاوله حقيقيه ومنهم – على سبيل المثال الشيخ / ناجح ابراهيم مؤسس الجماعه الاسلاميه الذى يقرر فى " جمال عبد الناصر فى مذكرات داعيه" أن حادثة المنشية كانت محاولة حقيقية بالفعل لقتل عبدالناصر وأن بعض أفراد النظام الخاص وهو الجناح العسكرى للإخوان قام بذلك فعلا. ولكنه يقرر فقط انهم لكنهم لم يستأذنوا فى ذلك المرشد المستشار حسن الهضيبى .

· واذا كان الحق ما نطقت به الاعداء فان هناك العديد من الوثائق السريه التى تم الكشف عنها مؤخرا فى الغرب "بريطاتيا- فرنسا-امريكا" ( اى بعد وفاه الزعيم عبد الناصر بنصف قرن) تقر بان محمد نجيب حاول الاستعانه بهم فى خلافه مع الطرف الثانى للخلاف .

- 1فقد اشارت الوثائق البريطانية السرية،المشار اليها اعلاه الى اتفاق أمريكي بريطاني مشترك على أن استمرار نجيب في السلطة "يصب في مصالح الغرب في الشرق الأوسط"، وعلى "الحرص على استمرار نظام حكمه ".
- 2ورد فى كتاب " لعبة الشيطان لروبرت دريفوس" ان أنتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا كان يكره ناصر بشدة ،و قرر التخطيط لانقلاب ضده. وكانت القوة الجاهزة لكى يستخدمها البريطانيون فى ذلك - بعد يأسهم من الجيش- هى جماعة الإخوان المسلمين ...وان البريطانيين كانوا يأملون فى أن يندلع صراع على السلطة بين ناصر ونجيب ويدعمون فيه نجيب من خلال ضمان دعم الإخوان له ويستولون على السلطة فى النهاية. ... و إن تريفور إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية عقد على الأقل اجتماعا مع حسن الهضيبى لتنسيق التعاون مع نجيب للانقلاب على ناصر ..وان أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية قامت بإعداد فرق الاغتيالات فى الإخوان، وذلك بالتعاون مع منظمة (فدائيى الإسلام الإيرانية) التى لعبت الدور الرئيسى فى إسقاط محمد مصدق رئيس وزراء إيران >

3 - فى ذكرى مرور مائتى عام على الحملة الفرنسية على مصر، كلفت الحكومة الفرنسية الكاتب والمؤرخ الفرنسي "روبير سوليه "بتأليف كتاب عن العلاقات المصرية الفرنسية خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والعشرين، وقد صدر الكتاب بعنوان "مصر: ولع فرنسى".فى عام 1999 ، ترجمه الأستاذ لطيف فرج الكتاب للغة العربية، وصدر ضمن سلسلة كتب مهرجان القراءة للجميع، جاء فى صفحة 312 من الطبعة العربية( يروى الكاتب تفاصيل مفاوضات الحكومة الفرنسية مع الرئيس محمد نجيب عبر ضابط مخابرات فرنسي اسمه "جاك بييت "حضر لمصر سراً،عقب تأميم الرئيس عبد الناصر لشركة قناة السويس، موفداً من رئيس الوزراء الفرنسي "جى موليه" للتفاوض مع محمد نجيب على الحلول محل جمال عبد الناصر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية لا تعادى الغرب، وتهيئ الرأى العام لإجراء مفاوضات للسلام مع الإسرائيليين، وحسب شهادة جاك بييت، وافق نجيب على تلك المقترحات، ولكنه اشترط موافقة البريطانيين أيضاً على توليه الحكم بعد الإطاحة بجمال عبد الناصر )
........................................................
الموقع الرسمي للدكتور/ صبري محمد خليل خيري | دراسات ومقالات: https://drsabrikhalil.wordpress.com

////////////////////////

 

آراء