الخير قادم يا شعبنا

 


 

 

كل المؤشرات الموضوعية، تشير إلى أن السودان في طريقه للتعافي الإقتصادي والإستقرار السياسي، بعد عقود من حكم الإستبداد والفساد الذي أسهم في التدهور الأوضاع العامة ونشوب الصراعات المسلحة، ليس في جنوب السودان الذي إنفصل، في عهد النظام السابق، وإنما في مناطق عديدة من أرجاء بلادنا التي وقعت في هذا الفخ اللعين لعقود طويلة.!
لكن بلادنا بعد الثورة، وفي ظل قيادة د. عبد الله حمدوك، تخطو نحو الإمساك بناصية النهوض. معالي رئيس مجلس الوزراء، نجح في كل الملفات الخارجية على رأسها إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفك العزلة الدولية التي فرضت على بلادنا جراء سياسات الخاطئة التي إتبعها النظام البائد، بجانب إعفاء أغلب الديون البالغة ٦٠ مليار.
هذه إنجازات عظيمة تستحق الإشادة والتقدير، لأنها فتحت أبواب كثيرة كانت موصدة أمام تقدم بلادنا في الماضي.
إذن بالأرث النضالي، الممتد في تاريخنا الوطني، والوعي السياسي والتماسك الإجتماعي، وقوة الإرادة وبصيص الأمل، لا مجال لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. في يوم ٢٠٢١/٦/٣٠، خرج الثوار والثائرات إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، معبرين عن دعمهم للحكومة بعد أن إنجزت الكثير في فترة وجيزة.
وذلك يعود لحنكة السيد رئيس مجلس الوزراء وخبرته في ساحة العمل الدولي، التي مكنته من ترتيب الأولويات، وهذا تفكير منهجي متقدم قد أتى أكله في تخطي عقبة العزلة الدولية سياسياً وإقتصادياً.
أما في الداخل، فقد إتخذت حكومته قرارات جريئة لتصحيح مسار الإقتصادي الوطني، وتأهيل بعض المشاريع العامة، مثال على ذلك مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية، الناقل الوطني سودانير وغيرها.
وعضد كل هذه الإنجازات بمبادرته الأخيرة، لإعادة صياغة لوحة التناقضات والإصطفافات السياسية وإستنهاض القوى الوطنية والديمقراطية، وقد وجدت إستجابة واسعة، من قطاعات الشعب السوداني. وبذات الهمة والحماس ووضوح الرؤية قام معاليه يوم أمس بزيارة لمقر لجنة إزالة التمكين وإسترداد أموال الشعب، في رسالة واضحة من جانبه، بأنه يدعم ما تقوم به اللجنة من جهود لإزالة التمكين وضرب بؤر الفساد، وإسترداد أموال الشعب، لبناء دولة العدالة الإجتماعية.
وقد قال سيادته في حواره مع أعضاء اللجنة بأنه سيصدر كل القرارات لخدمة الشعب وتحقيق دولة الحرية والعدالة وإرساء دعائم حكم القانون والمؤسسات. هذه النجاحات غير المسبوقة، أعطت الشعب السوداني بصيص أمل بأن الخير قادم.
أيضا هناك مبادرات خلاقة من جانب أبناء وبنات الشعب السوداني في الداخل والخارج، كلاً من موقعه من أجل النهوض بالوطن، كل هذه المؤشرات تؤكد أن ثورة ديسمبر المجيدة، فعلاً ثورة وعي.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء