الذكرى الغائرة الأليمة ؛؛ ذكرى اليوم الأسود ؛؛ يوم فض اعتصام ثورة ديسمبر المجيدة !!

 


 

 

 

*1- إنه يوم الحزن الكبير ؛؛ إنه يوم السقوط الإنساني و الأخلاقي و الديني لحملة آلة القتل و الترهيب ؛؛ إنه يوم المحاولة البائسة اليائسة لكسر و هزيمة عزيمة الشعب السوداني الأبي و التي أبت أن تخضع أو تخنع أو تلين ؛؛ إنه يوم الإنحطاط و الإنهزام و خسارة المواجهة مع إرادة الشعب السوداني التي صنعت التغيير بدماء الشهداء حين كان كل ثائر في ساحة الإعتصام عبارة عن مشروع شهيد لم يخرج من بيت أمه و أبيه ليعود أو لينجو أن يكون شهيدا بل فقد سعى الشهيد الأعزل غير متردد و غير هواب و غير جانح خائف أواب !!*

*2- ثورة ديسمبر المجيدة ثورة قيم و ثورة مثل و ثورة أخلاق و ثورة تعاون و تضافر و تآزر و تعاضد حتى في أحلك الظروف و في أشد المحن و أضيق المنعطفات ؛؛ ثورة لم تستجيب لكل أنواع التهديد و الوعيد و سفك الدماء و إنتهاك الحرمات داخل و خارج البيوت ترويعا و تخويفا و إزدراء و استهتارا !!*
*3- ذكرى حسرة فض الإعتصام و مرارة اليوم الحزين و الكئيب لم تمر هكذا بلا تأمل وبلا تدبر وبلا تفكر في معاني و مقاصد و أهداف و آمال و طموحات ثورة ديسمبر المجيدة التي أرادت للتغيير أن يكون تغييرا شاملا لكل المفاهيم المرتبطة بحياة الشعب السوداني العظيم في كل مناحي الحياة لا أن يقتصر التغيير على ذهاب فرد لتبقى بعده ذات الأفعال و ذات الممارسات و ذات المرارات و ذات السياسات و ذات النهج و ذات المنهج و ذات المنوال !!*
*4- إستيعاب مفاهيم التغيير أهم من إحداث تغيير لا يشمل قيم و مثل التغيير التي تستوجب تغيير كل الأدوات و الآليات و الوسائل البالية و العاطبة مع كل روادها و صناعها أعداء التغيير الذين يتظاهرون بغير ما يسرون و يبطنون ؛؛ بل فهم يصرون فيكذبون حين يقولون أنهم مع التغيير و التغيير منهم براء !!*
*5- ذكرى اليوم الأسود الحزين هو ذكرى صمود أم الشهيد و والد الشهيد و أخت الشهيد ؛؛ و الذين جعلوا من هذا اليوم المرير يوما لتجديد و ترديد العهد و الميثاق من أجل حماية مشروع القضية السودانية و حماية أهداف و غايات و طموحات الإرادة السودانية و التي عزمت و صممت على كسر طوق التهديد و الوعيد بجسارة تفوق جبن القاتل الرعديد الذي قتل بدم بارد آنآء الليل و أنكر آنآء النهار مع بذوغ الفجر و زوال الظلام !!*
*6- ذكرى هذا اليوم يجب أن تستصحب آلام و آمال و طموحات المرأة السودانية في شتى بقاع بلاد المهجر و هي تعمل جاهدة برغم الظروف العسيرة المحيطة على الشراكة الفاعلة و المنتجة مع حراك ثورة ديسمبر المجيدة عصفا و فكرا و مبادرات فاعلة و مؤثرة و مخففة للحزن الكبير الذي لازم تضحيات و مجاهدات الشهداء و الجرحى و المفقودين ؛؛ المرأة السودانية بسودان المهجر تعاني اليوم من ظروف قاسية و ويلات جمة و شتى و هي صامدة صابرة و تحتاج منا المؤازرة و المعاضدة لا مجرد العطف و الإشفاق المجرد من الفعل الجاد !!*
*7- ذكرى اليوم الكئيب ستكون رافدا للعزم و التصميم على بناء وطن عزيز يسع و يستوعب الجميع بلا تمييز قبلي أو جهوي أو إثني أو عرقي ليظل التنافس السياسي ممكنا و مشروعا في برامج و رؤى و سياسات تستجيب لطموحات و غايات البناء و التعمير في وطن يسوده الأمن و الوئام و السلام المستدام في ظل إستقرار سياسي و إقتصادي و إجتماعي عميم في دولة مدنية مستقرة ؛؛ دولة مواطنة يتساوى فيها الجميع بلا فرز أو تمييز !!*
*عاش جهاد و نضال الشعب السوداني الأبي لتحقيق و تجسيد شعاره العظيم : حرية سلام و عدالة و الثورة خيار الشعب ..*
*✍ م/حامد عبداللطيف عثمان ..*
*3 يونيو 2020م ذكرى فض الإعتصام ..*

hamidabdullateef1@hotmail.com

 

آراء