السودان.. وإشادة بريطانيا وأميركا

 


 

 


بحصافة

من المؤكد أن ما اتفق عليه البلدان، السودان والمملكة المتحدة، في إطار المباحثات التي أجراها مارك سيموندز وزير الدولة للشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية البريطانية، خلال زيارته الحالية إلى السودان، مع المسؤولين السودانيين من أن الخيار الأكثر ملائمة لإنهاء أزمة جنوب السودان، هو الحل السياسي، مما يستدعي تعاون البلدين في إنزال هذا الخيار الأمثل لاحتواء أزمة جنوب السودان إلى أرض الواقع. وهذا الأمر لن يتأتى بالأماني، ولكن بشراكة حقيقية وتعاون حقيقي في سبيل إيقاف العنف ووضع نهاية للأزمة الإنسانية في الجنوب، والعمل على عدم تفاقم الأوضاع، والانتقال إلى حروب قبلية يروح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء.
كما تأتي إشادة الوزير البريطاني سيموندز خلال لقائه بالأخ علي أحمد كرتي وزير الخارجية أول من أمس (الثلاثاء)، بالموقف الذي اتخذته حكومة السودان في الصراع الدائر في دولة جنوب السودان بين الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت ونائبه السابق الدكتور ريك مشار، بالعمل على احتواء الأزمة، والتحرك الدبلوماسي النشط سواء من خلال مبادرة الإيقاد أو التحرك الفردي الذي قام به الأخ الرئيس عمر البشير أو الأخ علي أحمد كرتي وزير الخارجية، في جولات مكوكية من أجل حقن الدماء الجنوبية، وتشجيع الحكومة السودانية للحل السلمي للأزمة، ودعمها لمبادرة الإيقاد، وتأكيد دعمها في أكثر من مناسبة، قولاً وعملاً، من أنها تدعم بشدة الجهود المخلصة التي تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار في جنوب السودان. من ذلك حرص كرتي على ضرورة التوصل إلى حل سلمي لأزمة الجنوب لإرساء دعائم السلام والاستقرار هناك، باعتبار أن ذلك ينعكس إيجاباً على سلام واستقرار السودان، ليتفرغ البلدان لإحداث تنمية مستدامة يعود خيرها على البلاد والعباد.
أخلص إلى أن إشادة الوزير البريطاني سيموندز بموقف الحكومة السودانية من أزمة جنوب السودان، تزامنت مع الإشادة التي أعلنتها باتريك فينتريل المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية في ذات الخصوص.
ويبدو أن الإشادة التي تترى على السودان من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، من المؤشرات التي ينبغي أن تخضع لدراسة مستفيضة من قبل وزارة الخارجية للاستفادة منها في إحداث اختراقات وانفراجات في العلاقات السودانية - الأميركية، وكذلك في العلاقات السودانية - البريطانية، كل ذلك من باب حرص الحكومة السودانية على تعزيز علاقاتها مع كل من واشنطن ولندن، باعتبارهما من مفاتيح تحسين العلاقات مع دول أخرى.
والمأمُول أن يتطرق المؤتمر الصحافي الذي سيعقده مارك سيموندز صباح اليوم (الخميس) في مباني السفارة البريطانية بالخرطوم إلى نتائج مباحثات الوزير البريطاني مع الأخ علي أحمد كرتي وزير الخارجية، وعدد من المسؤولين السودانيين، والجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات بين الخرطوم ولندن. ومن المؤكد أن بريطانيا حريصة على إقامة علاقات طيبة مع السودان، خاصة أن هناك روابط تاريخية متينة بين البلدين. وعلى الخرطوم العمل جاهدةً للاستفادة من هذه الانفراجات في علاقات البلدين، لدعم مسيرة السلام في السودان من خلال التفاوض مع حاملي السلاح، لإحلال السلام، ومن ثم إرساء دعائم الاستقرار، خاصة أن بريطانيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الوساطة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، إذ إن معظم قيادات تلكم الحركات المسلحة يقيمون في بريطانيا، ويمكن أن تسهم لندن في إقناعهم بالجلوس في طاولة المفاوضات، وتقريب شُقة الخلاف بينهم وبين الخرطوم، عليه ستكون فرص نجاح هذه المفاوضات أكبر من غيرها.
=====

 

آراء