المرأة والحرب

 


 

 

منذ أن إندلعت ثورة ديسمبر المجيدة حذرنا الكيزان وحذرنا كل الأرزقية من مغبة وضع العراقيل أمام مسيرة التحول المدني الديمقراطي في السودان، وقتها قلنا لهم دعوا الثورة تواصل مسيرتها حتى تفتح لنا أبواب الحاضر والمستقبل وتمكننا جميعاً من الخروج آمنين من نفق الماضي حيث كان الإستبداد والفساد والظلام الذي إستمر ثلاث عقود جثم فيها الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة على صدور الشعب السوداني بلا شرعية من الأرض أو السماء، عمقت من جذور الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في بلادنا
قلنا لهم إستحضروا الحكمة وتعلموا من أخطاء الماضي حتى لا نخسر الحاضر والمستقبل، لكنهم ركبوا رؤوسهم الفارغة وقالوا: كلا، نحن لن نسمح بتوقيع الإتفاق الإطاري.
لذلك نذكرهم اليوم بعد مرور أكثر من مئة يوم وأكثر على الحرب اللعينة التي خططوا لها في الخفاء مدفوعين بحماقاتهم وجهالاتهم التي أوردتهم المهالك للدرجة أثارت شفقة العالم عليهم.
حذرناهم من إتباع النفس الأمارة بالسوء، لكنهم لم يستمعوا للنصح وها هم يحصدون ما زرعوا من مؤامرات ودسائس أوصلتهم إلى البؤس والإنحطاط والهزائم المتتالية.
لقد بذلنا النصح بنية سليمة وعاطفة وطنية صادقة وإيمان عميق بالخالق عز وجل الذي أراد للإنسان أن يملك حريته، ويتحمل مسؤوليته من موقع الحرية.
ليقوم بواجبه تجاه نفسه كي يوسع من مداركه ويرتقي بثقافته حتى يتمكن من التحكم بالظروف المحيطة به، ليوجهها نحو الوجهة الصحيحة التي تحقق له ولشعبه ووطنه السلام والأمن والإستقرار والتطور والتقدم والإزدهار.
فالإنسان هو صانع الظروف وليست هي التي تصنعه.
لذلك لا معنى لإستمرار الحرب اللعينة، ولا معنى لوضع العراقيل الزائفة أمام التوصل إلى حل سياسي شامل يعالج الخلل البنيوي في بنية الدولة السودانية من الأساس، ويوفر لها الوقت والجهد والمال ويحقن دماء السودانيين والسودانيات ويحفظ كرامتهن.
لذلك نجدد القول: للكيزان إن كنتم فعلاً حريصون على كرامة المرأة السودانية كما تدعون.
عليكم إحترام إرادة الشعب ووقف الحرب اليوم قبل الغد، وتسليم السلطة للمدنيين الثوار.

الطيب الزين

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء