المهندسة أميره عثمان حامد في الخط الأمامي: بمناسبة حصولها على جائزة عالمية تقديرا لدفاعها عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة

 


 

 

9 يونيو 2022م

 

"التحية والإجلال لأميرة عثمان حامد. فبمثل فعلها الشجاع هذا يتم التغيير. فقبلها بحوالي ستين عاما رفضت السيدة روزا بارك السوداء في بلدها أمريكا الذي كان يرزح تحت قوانين التفرقة العنصرية أن تترك مقعدها في البص لرجل أبيض؛ فأشعلت بذلك الفعل الجريء شرارة ثورة الحقوق المدنية في أمريكا. تغير القانون وتساوي الناس أمامه. واليوم يحكم أمريكا رجل اسود ما كان له ان يحكم لولا فعل روزا بارك. من كان يظن ان هذا يمكن ان يحدث؟! سيثمر موقفك الشجاع، يا أميرة، طال الزمن أم قُصر. وسيأتي من يكتب اسمك بأحرف من نور كما اكتب انا هنا عن روزا بارك التي لم أ رها في حياتي ولم تسمع هي بي! " انتهي الاقتباس من مقالنا، حوالي عام 2015م، بشأن أميرة ونضالها النبيل، وقت ذاك ضد قانون النظام العام.

وجاء في مقال للأستاذ كمال الجزولي بعنوان "خوّاجة في حفرة كُلُودو" المنشور في صحيفة الديمقراطي هذا الأسبوع الآتي، في شأن فوز المهندسة أميرة عثمان حامد رئيسة مبادرة "لا لقهر النساء" بجائزة عالمية تقديرا لنضالها الدؤوب عن حقوق المرأة ومعارضتها الشجاعة لقوانين النظام العام وكل أشكال القهر دفاعا عن حقوق الإنسان عموما وحقوق المرأة:

"توجَّهت، بالجُّمعة الفائتة، إلى العاصمة الإيرلنديَّة دبلن، زميلتنا المهندسة النَّاشطة، والمدافعة الباسلة عن حقوق الانسان، أميرة عثمان حامد، رئيسة مبادرة «لا لقهر النِّساء»، لاستلام جائزة << منظَّمة مساندي الخط الأمامي ---- العالمية رفيعة المستوى، والتي فازت بها، عن جدارة، ضمن خمسة مرشَّحين من مختلف أنحاء العالم. المنظَّمة تأسَّست بدبلن عام 2001م، أمَّا الجائزة فقد جرى تدشينها عام 2005م، وتُمنح دوريَّاً للنُّشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان عموماً، وعن حقوق النِّساء بصفة خاصَّة، مِمَّن يتعرَّضون ويتعرَّضن للمخاطر، ولانتهاك حقوقهم وحقوقهنَّ، من قبل الأنظمة القمعيَّة.

يجدر التَّنويه بأن أميرة تعرَّضت للاعتقال، بسبب نضالها الجَّسور، عدَّة مرَّات، كانت آخرها في يناير الماضي، حين اقتحمت منزل أسرتها قوَّة عسكريَّة من زهاء الثَّلاثين فرداً مدجَّجين بالأسلحة النَّاريَّة، عند منتصف الليل، واستخدموا أقسى وسائل العنف لاعتقالها، واقتيادها من حراسة إلى حراسة، انتهت بسجن النِّساء في أم درمان، دون أدنى مراعاة لظروفها الصِّحيَّة، إذ تعاني من إعاقة حركيَّة، وتتَّبع برنامجاً علاجيَّاً صارماً، مع اضطرارها للتَّوكؤ على عصا طبِّيَّة، مِمَّا أثار حملة تضامن واحتجاجات داخليَّة وخارجيَّة واسعة، وبعد قيد بلاغ جنائي ضدَّها تحشَّد للدِّفاع عنها فيه فريق ضخم من المحامين المتطوِّعين، حيث يُتوقَّع تقديمها للمحاكمة خلال الأيَّام القادمة. وقد تزامن ترشيحها لهذه الجَّائزة المستحقَّة مع هذا الاعتقال الأخير". انتهى.

وها هي منظمات عالمية مهتمة بحقوق الإنسان، على إطلاقه، تلتفت لنضال المهندسة أميرة عثمان حامد وتمنحها الجائزة. فالتحية، مرة أخرى، لأميرة ونضالها الجريء من أجل حقوق الإنسان وتحرير المرأة وألف مبروك الجائزة المستحقة، يا أميرة.

جديرٌ بالذكر هنا إنّ أول من حصل على هذه الجائزة، على مستوى العالم، هو مهندس آخر وسوداني أيضا. إنّه الدكتور مضوي إبراهيم آدم، في عام 2005م، وهو غنيٌ عن التعريف؛ والذي لابد أن الأستاذ كمال الجزولي يعلم سبقه لهذه الجائزة، على الرغم من إنه لم يشر الى ذلك في مكتوبه أعلاه. ونضالات د. مضوي إبراهيم، التي قادت الى فوزه بالجائزة مشهودة، لخّصها هو في رسالة قصيرة مختصرة بالآتي:

"حصلت علي جائزة منظمة الخط الامامي "للمدافعين عن حقوق الانسان في خطر" في العام 2005م وكنت قد اعتقلتُ قبلها في نوفمبر 2003م بحراسات الأمن بسجن كوبر وتم إحالتي لنيابة أمن الدولة بعد إضراب عن الطعام في فبراير 2004م؛ وتم حبسي هناك وتقديمي للمحاكمة تحت المواد 50/51/53/......../63 والتي تتعلق بتقويض النظام الدستوري وشن الحرب ضد الدولة والتحريض واثارة النعرات القبلية وافشاء الاسرار العسكرية والتجسس.. الخ. وكانت خمسة من هذه المواد تعاقب بالإعدام. استمرت المحاكمة لأربعة أشهر وتم سحبها بواسطة النائب العام بالمادة 58 من قانون الاجراءات الجنائية وأطلق سراحي في نهاية سبتمبر 2004م. كل ذلك بسبب النشاط في الدفاع عن حقوق الانسان وخاصة الانتهاكات التي كانت تجري وقتها في دارفور. تم اعتقالي مرة اخري في يناير 2005م وتم حبسي انفراديا ودخلت في اضراب عن الطعام بعد 15 يوما من الاعتقال لمدة ستة ايام ورفعت الاضراب بعد أن وعدني جهاز الامن إما بتقديمي للمحاكمة او إطلاق سراحي خلال اسبوع. ولم يفي جهاز الأمن بوعده، فأضربت عن الطعام لمدة ستة ايام اخرى تم نقلي بعدها للمستشفى وفتحت النيابة في مواجهتي بلاغا بتهمة الشروع في الانتحار! خرجت من المستشفى بعد اسبوعين لمنزلي دون ان يسألني أحد. في ابريل 2005م أبلغوني بنيلي للجائزة الابتدائية للمدافعين عن حقوق الإنسان وطلب مني الحضور لدبلن في أيرلندا لاستلامها في احتفال في 13 مايو 2005م ولكن تم اعتقالي في9 مايو وأنا استعد للسفر. وقد قامت زوجتي صباح وابنتي هدي بالسفر واستلام الجائزة نيابة عني وتم إطلاق سراحي بعد ان تم استلام الجائزة دون تحقيق." انتهى

الصورة المرفقة للقاعة في دبلن، فيما يبدو، التي تمت فيها مراسيم تسليم الجائرة للمهندسة أميرة عثمان حامد وترى صورة المهندس د. مضوي إبراهيم في أعلاها على اليسار كأول فائر بهذه الجائرة في تاريخها عندما بدأت في عام 2005م.

Ballah.el.bakry@gmail.com
--------------------
*الكاتب مهندس مدني، يعمل رئيس تنفيذي لشركة خبراء هندسية في الشرق الأقصى
Dawelbait, Balla EL Bakry, CEng FICE FAPM FCIArb FAE

 

آراء