بيان رقم (10) من الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور: احتفال مناوي على جماجم الرجال

 


 

 

قال رب العزة والجلال في محكم تنزيله:-
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ). صدق الله العظيم.
تابعت الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور الزخم الاعلامي المغرض الذي صاحب زيارة حاكم دارفور المزعوم لحاضرة جنوب دارفور مدينة نيالا، وشاهدت نفس نمط مسرحيات زيارات العنصري المغرور الدكتاتور عمر البشير، الذي شغل هذا الحاكم المزعوم وظيفة كبير مساعديه في يوم كان الشعب السوداني يرزح تحت نير حذائه (بما فيهم المحكمة الجنائية الدولية!!)، لقد كان الدكتاتور عمر البشير يفعل ذات السلوك الذي سلكه اليوم الحاكم المزعوم صورة بالكربون، وذلك بتعطيل دولاب العمل واجبار المواطنين الذين لا حول لهم ولاقوة على الحضور لاستقباله، هذا المسلك الانقاذي الحصري يجسد بكل وضوح رؤية هذا الحاكم المزعوم وطريقته في كيفية ادارة شأن الاقليم، بل واصراره على السير في درب مُعلّمه الأكبر خطو الحافر بالحافر.
مع بزوغ فجر ثورة ديسمبر المجيدة لا يجب على جماهير شعوب السودان عامة وشعب دارفور بصفة خاصة، أن يفسحوا المجال لاعادة نفس الممارسات التي كان يمارسها الدكتاتور، لذلك تود الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور أن تكرر رفضها المبدئي والدائم لرهن مصير الاقليم لرجل ارتكب جرائم حرب مشهودة ومسجلة ومقيّدة بدفاتر ومحاضر مراكز ونقاط الشرطة بمدن وقرى دارفور، وأن ذات هذه الحشود كان يحشدها رموز حزب المؤتمر الوطني المحلول، فلم تنقذهم من الاقامة بسجن كوبر، لذا لن تجدي حاكم دارفور المزعوم هذه التجمهرات، ولن توقف سير العدالة والملاحقة القانونية التي ابتدرها ذوو الضحايا في كل من برام ونتيقة وقريضة وام دافوق وقرية تعايشة وكل المناطق التي استباحتها وفتكت بمواطنها قوات الحاكم المزعوم لدارفور.
تُهيب الهيئة العليا للحكم الذاتي لجنوب دارفور بالمواقف الشجاعة التي وقفها الشباب والطلاب وبعض رجالات الادارة الاهلية الاوفياء الشرفاء، من نظار وعمد ومشايخ من الذين لم يصفقوا للباطل في يوم من الايام، فاستجابوا لنداء الهيئة بمقاطعة أو التعبير سلميا زيارة المساعد الكبير للدكتاتور لمدينة نيالا، وتنبّه الهيئة على أن قطار العدالة ولو طال سفره سوف يصل كل الذين ارتكبوا الجرائم بحق مواطن دارفور، وسوف يلحق المجرمون بكبيرهم الذي علمهم القتل بسجن كوبر أو بلاهاي.
تؤكد الهيئة على أن قضية تحقيق العدالة والقصاص من كل من أزهق روحاً دون وجه حق بالاقليم، لا علاقة لها بانتماءات الناس القبلية والجهوية والسياسية، وعلى كل الآليات واللجان والتحالفات الانتقالية أن تضع موضوع تحقيق العدالة في أولى اولوياتها، فبدون العدالة لن يستطيع أحد ان يفرض نفسه حاكماً او سلطاناً على الشعب، ولن يتمكن كائن من كان أن يحكم على جماجم الرجال. تود الهيئة أن يعلن مجرم دارفور وحاكمها المزعوم عن مصير أكثر من مئة وخمسون مختطف من القبائل العربية عن مصيرهم لذويهم بدل دموع التماسيح في تجمع مدفوع الأجر.

عاش نضال الشعب السوداني
وعاش شعار ثورة ديسمبر المجيدة
حرية سلام وعدالة.

د. صديق احمد الغالي
رئيس الهيئة المكلّف
selghali@my.keller.edu
September 5, 2021

 

آراء