بيان من تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم

 


 

 

بيان

تقول أنباء لنا قديمـة
بأنكم تأتون من مجاهـل الأرض..
ومن غدر الظـلام..
وتشعلون في بيوتنـا الحريق..
وتسرقون.. تنهبـون.. تقتلون
وتزرعون المـوت والخراب
وبعـدها تعتنق الأنخاب تأريخكـم

قالها الشعب ويحكم، وقالها التاريخ ويلكم وحتفكم أكيد، وأنتم تكرعون الدم وتقفون على جماجمنا من جديد، بل من تليد، فهي طباعكم وصنعتكم، فمتى شبعتم تقيأتم على ماعوننا، ومتى ما جعتم هرعتم لموائد الشعب والشعب في رفضكم صميم.
كانت مجزرة القيادة في نهاية رمضان وقبايل العيد الشهيد الذي صادف الثالث من يونيو من العام 2019؛ حشدتم آلاف الجنود المدججين بكل سلاح، فأعملوا القتل والاغتصاب والترهيب الرهيب بيننا كثوار سلميين، ولما احتمينا بكم وجدنا التنكيل والإغراق في النيل والقنص بالرصاص، وكنتم حينها تتبادلون الابتسامات والتحايا، وتديرون ما شئتم من مؤامرات، لكنها الأقدار، ففي ذات التواقيت بعد أربعة أعوام، عادت عليكم دعوات الأمهات الثكالى والآباء الكِلام، فأصبحتم وأنتم في ذات الدم الحرام، ولكن هذه المرة من جرح بعضكم لبعض، فقلوبكم اليوم كما الأمس شتى، وقلبنا ما يزال واحداً، فأنتم المجرمون إلى الأبد ونحن الجسارة والجيل الصمد.
لا نستثني منكم أحدا، فكل فعلكم جريمة، وكلنا ضحايا، لكننا نموت لا كي يوارينا الثرى بل لنولد من قلب الرماد، وننهض على جراحنا، أوجاعنا، شهدائنا وحزننا بلادنا والحريق، لأننا نؤمن أن الشمس والصبـاح يستعصيان دائماً علـى الظلام والجريمة، ويرفضان منطق الهزيمـة، ولأننا هدية الفلاح وباكورة النجاح والعزيمة، لكل ذلك، ستظل شرفاتنا تطل على الشروق. تكالبتم على بيوتنا واستبحتم حرماتها وحرمتم على أهلنا السلام، وتسابقتم على شوارعنا وأنيابكم محشوة باللحم كالضباع، تحشدون الظلم والظلمات وتحشون الموت في فوهات البنادق، لكننا نعاند الحروب لأننا من هذه الشوارع وإليها نعود، حتماً وأمراً مقضيا، لأنها لنا، مكسية سلمية مفروشة كفاح.
ها قد قصفتم بكل جبنٍ حلمنا، وأنتم الذين، كلكم، أشعلتم النيل الأزرق والجنوب وقتلتم الأطفال في دارفور والجبال، وسلبتم النساء الأمن في جوف الكهوف وحطمتم القطاطي وأحرقتم القرى، فما كسبكم وما حصادكم سوى الخراب، فأنتم، كلكم، مُنبَتٌّ من أصل مُنبَت، لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى؛ لكننا باقون، هاهنا باقون، في روح الشهيد والشهيدة وفي عقدة الحبال وقوالب الطوب باقون، في جسد النيل والثوب المتسربل بالدم باقون، بين التروس والهتاف باقون، بين أنات الجرحى وصياح أمهات الشهداء باقون، نخفق في صدور شعبنا، ونخطو في رحاب أرضنا، ونهزم كل جبارٍ عنيد، ونصرنا قادم رغم أنفكم وبيننا الزمان.

#لاللحرب
#لازم_تقيف
#مجزرةاعتصام_القيادة

تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم
السبت 3 يونيو 2023
/////////////////////////

 

آراء