بين بايدن، وترمب .. العالم إلى أين..؟

 


 

الطيب الزين
4 September, 2022

 

تحذير الرئيس جو بايدن الشعب الأمريكي من الخطر الذي يشكله دونالد ترمب وأنصاره على الحقوق المدنية والقانون والديمقراطية التي تعتبر روح المجتمع الأمريكي.

فيه قدر كبير من الحقيقة، لكنه ليس كل الحقيقة.
الجزء الناقص من الحقيقة هو ما يجب على إدارة بايدن فعله خلال ما تبقى لها من وقت في البيت الأبيض، حتى تقطع الطريق على ترمب وأنصاره، وهذا يعني أن تحول التصريحات والوعود إلى مواقف عملية كما فعلت في ملف شؤون المناخ الذي أؤكلت مهمته لوزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري الذي أعلن رسمياً ميثاق الطاقة الأميركي الذي إحتوى عدداً من الإلتزامات والإجراءات الطوعية التي إتخدتها إدارة بايدن لدفع التقدم نحو تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن الطاقة النظيفة، الذي يتوافق مع إتفاق باريس للمناخ.

الآن الكرة في ملعب الحزب الديمقراطي، والرئيس بايدن وإدارته، والمرمى مكشوف لتسجيل الأهداف.

واحد من أهم الأهداف التي يمكن أن أن يحرزها هو بايدن هو دعمه ومساندته للشعوب التي تقاوم الطغيان والإستبداد لتوسيع مظلة الديمقراطية في العالم، الذي تحاصره الأزمات والكوارث من كل الجهات، في ظل التغيرات المناخية الخطيرة
التي أدت إلى إرتفاع في درجة الحرارة، مصحوبة بموجة جفاف ضربت معظم أجزاء الكرة الأرضية نجم عنها حرائق قضت على آلاف الهكتارات هذا بجانب تداعيات الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، التي أدت إلى أزمة الغاز وإرتفاع أسعار الغذاء للدرجة جعلت الأمم المتحدة تحذر من شبح المجاعة في بعض الدول.
الأحداث متسارعة والمخاطر متفاقمة، والوقت يمضي سريعاً في الإتجاه المعاكس، لذلك على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن تبارح محطة الكلام والوعود، والقيام بخطوات بعملية وجادة تساهم في نشر ودعم الديمقراطية في العالم، لاسيما في إفريقيا والعالم العربي .. وهنا ألفت نظر الإدارة الاميركية الحالية إلى الثورة السلمية التي قام بها الشعب السوداني ضد نظام فاسد لجأ رئيسه في أيامه الأخيرة الى بوتن طلباً للحماية.!

دعم بايدن لمسيرة التحول الديمقراطي في السودان وميانمار وأجزاء أخرى في العالم، حتماً سيعزز دور الولايات المتحدة الأميركية في العالم، وأيضا يعزز قناعة الشعب الأميركي بجدارة الحزب الديمقراطي لإدارة دفة الأمور في الداخل، ودعم الديمقراطية في الخارج، مما يؤدي إلى تقليص فرص ترمب وأنصاره في العودة إلى البيت الأبيض، التي فيها مخاطر ليس على الولايات المتحدة الأميركية فحسب، بل سيكون لها عواقب وخيمة على أوروبا والعالم أجمع.

مستقبل العالم يكتنفه الكثير الغموض .. لذا، لابد من تفكيري إستراتيجي، وفعل سياسي حقيقي، من إدارة جو بايدن يقي العالم شرور التطرف والفوضى.

الطيب الزين
////////////////////////////

 

آراء