تدمير السودان مع سبق الاصرار والترصد

 


 

 

إن ما يجري الآن في السودان من فوضى وعدم مبالاه لما آلت اليه حال البلاد والعباد من قبل سلطات الانقلاب ومن يدورون في فلكها، تنبي بان السودان يتجه الى صومله أخرى على غرار ما حدث بالصومال، ذلك البلد الافريقي المسالم الذي كان يحتضن خليج عدن والمحيط الهندي، بعد رئاسة (محمد سياد بري) وحتى الآن لم تستفق الصومال من صدمتها تلك مما جعل كثير من الصومالين يضربون أكباد الإبل لبلاد بعيده عن ثقافاتهم ومعتقداتهم بحثا عن الأمن والاستقرار بعد أن أُفرغت صومالهم إلا من بقايا الانتهازيين واللصوص الذين يعيثون فسادا فيها حتى يومنا هذا منذ أخريات القرن الماضي....
والآن أصبح السودان دولة طارده مما حدا باغلب مواطنيه يغادرونه على عجلٍ غير مأسوف عليه، وأقزامه من الساسه ينظرون اليه وهو يغرق في لجج من الفوضى والخراب ... فبدا لهم لقمة سائغه بعد أن خلا لهم الجو ولم يجدوا من يردعهم فتمادوا في غيهم (ومن أمن العقاب أساء الادب) فينقضُّون على الاخضر واليابس حتى بدت الخرطوم أشبه بروما ونيرونه يكاد يقف على أطلاله يبكي بهستيريا وهو يحترق... فماذا بقي من السودان بعد أن خرجت مدارسه من الخدمه وهي التي كانت ترفد دول الخليج بخيرة المعلمين وخبرائها في شتى المجالات... كما خرجت مستشفياته من الخدمه وبدأ الناس يموتون على قارعة الطريق وهم يبحثون عن الادوية المنقذه للحياة التي انعدمت في صيدلياته ومشافيه والزراعة وما ادراك ما الزراعة، البلد الذي كان يأمل منه أن يكون سلة غذاء العالم وقد أصبح يتسول الآن من الفتات ليسد به رمقه ... وأين منه وسائل النقل في طرق متهالكه يكاد لا يمر يوم إلا ويحصد العشرات ممن رمي حظهم العاثر في أتون تلك الطرق الغير معبده... فأين السكك الحديدية وأبو رجيله وسودانير والنقل النهري... فالدولة الآن منهاره فالسودان لا يحمل إلا إسم دولة وعلم يميزه عن الدول الاخرى وموجود على الخريطة فقط ولكن كدولة ذات سيادة وشعب حر لا أظن... فالسودان الآن اقرب لأن يكون دولة ممالك وقبليات أكثر منه كدولة متماسكة ومستقره... فماذا ينتظر السودان إلا أن يطلب ويلحُّ في الطلب لبريطانيا أن تعود اليه من جديد لكي تعيد لجامعة الخرطوم رونقها ووهجها ولسكك حديد السودان ألقها وللادارة المدنية انضباطها وسلوكها بعد أن عادوا بالسودان لما قبل التاريخ، للعصر الحجري... فهل من كتشنر جديد لاعادة فتح السودان؟؟؟

sabryhilal67@gmail.com

 

آراء