تعليق على جزئية من حديث الفريق

 


 

فيصل بسمة
28 March, 2024

 

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و أخيراً شَمَّ أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) العافية ، و ذلك من بعد أن فك الله أسرهم و زنقتهم في القيادة العامة و المهندسين و مَنَّ عليهم بملجأ آمن في منتجع مدينة بورتسودان بعيداً عن بطش مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) المتمردة ، و يبدوا أن هوا بورتسودان نفع معاهم و رد ليهم الروح فهاهم و ما أن عادوا إلى أحيآء و نواحي ”آمنة“ من مدينة أم درمان يبادرون إلى تنفيس الأنفس و تنفيث الصدور و سَل الأضنَاب و بَرم الأشناب ، و كذلك الرجوع مرة أخرى إلى الأجوآء الإنقاذية من حيث دق الطبول و ضرب الشَّتَم و غنآء الحماسة:
و انا لِيهم بقول كلام...
دخلوها و صقيرها حام...
خصوصاً و أن أوقات و أزمنة البَل و الجَغِم و المَتِك في أوجها و الجثث الملقاة في الفلاة و الشوارع و البيوت لا تحصى و لا تعد ، و قد ذكرت مصادر صحفية أن الطيور المهاجرة إلى بلاد السودان أقلعت عن العودة إلى مصايفها بسبب الشبع و التخمة من أكل رمم بني الإنسان!!!...
و كأننا لا رحنا و لا جينا ، و لا إتعلمنا من: زنقة أوكامبو و المحكمة الجنآئية الدولية و المقاطعة الإقتصادية و قوآئم الدول الراعية للإرهاب و مصآئب و فساد الإنقاذ و ممارسات و عمايل من سبق من الطغاة و توابعهم بتاعين التصريحات الضكرية و لحس الكيعان و الزَّارِعنَا يقلعنا و الحوارات المضروبة و الوثبات و محاصصات الأرزقية و السواقط و تُمَامَات الأعداد و القعدات...
و هاهو الفريق بحري إبراهيم جابر عضو المجلس السيادي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة/الكيزان) يبحر بنا في عالم السياسة و يرسل خطاباً إلى السودانيين كآفة من داخل محطة مياه بيت المال في أم درمان:
أولاً:
(القوات المسلحة من اليوم ليست طرفاً في أي إتفاق سياسي مع أي سياسيين)
ثانياً:
(القوات المسلحة تظل هي القوة الوحيدة ، الجيش الوحيد في السودان ، و لن يقبل بأي رديف)
ثالثاً:
(رسالتنا إلى السياسيين ، رسالتنا بوضوح إلى السياسيين ، سوف تكون هنالك فترة إنتقالية غير سياسية بحكومة تكنوقراط ترتب أمر و شئون الشعب السوداني ، و تجهز لإنتخابات فيها يقرر الشعب السوداني من يحكمه)
و بالعودة إلى محتوى الجزئية المنقولة من حديث الفريق فإن القرآءة تشير إلى أن التنصل من الإتفاقيات مع السياسيين عادة قديمة عند أعضآء اللجنة الأمنية العليا ، و قالوا الخَلَّا قديمو تاه ، و أنها قد تمت على عجالة أو ربما أنها صدرت ترضيةً و توسل لجهات ، نافذة و ناشطة هذه الأيام ، جهات تضررت مصالحها كثيراً مما سبق إبرامه من إتفاقيات من عند إعتصام القيادة العامة و وثيقة الخرطوم الدستورية مروراً بإتفاقية سلام جوبا و ملحقاتها صعوداً إلى ما تم الإتفاق عليه في أعالي الهضبة الحبشية إنتهآءً عند الإتفاق الإطاري ، لكن يبدوا أنه من المستحسن أن لا نجيب سيرة الإتفاق الإطاري بحسبان أنه (مقطوع الطَّارِي) و سفري السبب لَيّ أذايَ ، الذي خَلَّا جماعة الكيزان تِتجَنَّن و تَسِل ضَنَبَها و تَمَرِّق (تخرج) أسلحتها ، و ممكن الموضوع ده يدخلنا تاني في ملاسنات رمضانية مع ناس اللوآء (أركانظل) أنس عمر و بقية صقور الجماعة و اللهم إني صآئم...
أسئلة إعتراضية:
هل جملة (ليست طرفاً) تعني/تفيد ما كان أم الكآئن أم ما سوف يكون؟...
و هل المقصود هو القوة بتاعة (حديد لاقى حديد)؟...
أم أن المقصود هو القوى كما في القوى السياسية و القوى العظمى و قوى الخير الشر؟!!!...
و هل يشمل الإجمال و التعميم في القول ما تم الإتفاق عليه في جدة و المنامة و عواصم أخرى؟...
أم أن الطرف سوف يُغَضُّ بحسبان أنها إتفاقيات و ربط لسان تم بين دَيَّاشَة و متحاربين يمتلكون قوة السلاح ، و هي بذلك تكون مستثناة حتى لو تم الحوار عبر وكلآء من جماعات الملكية السياسية اللابسة البدل و الكرفتات...
و ماذا عن إتفاقية الشيخ الطيب الجد في أم ضُبَّان؟...
أم أن السيد الطيب الجد مستثنى كذلك بحكم أنه شيخ صوفي و بتاع سجادة و طريقة و لابس جلابية و توب و عِمَّة و زول الله ساكت و ما عندو شَغَلَة بالسياسة ، و ذلك على الرغم من العلم بأنه مِرَكِّب مكنتين واحدة أصلية كيزان و التانية مَعَمَّرَة بإسبيرات الصوفية...
و هل يشمل الحل و عدم الإرتباط من الإتفاقيات الجماعات المدنية السياسية التي ركبت موجة التهميش و الكفاح المسلح (المُصَلَّح) و الموقعة على إتفاقية سلام جوبا و ملاحقها؟...
أم أن هذه الجماعات/الحركات مستثناة بحسبان أنها من دَيَّاشَة الهامش؟...
و بدليل أن الجماعات/الحركات قد تسربلت بالثياب العسكرية المبرقعة و المموهة ، و أنها قد إمتشقت المسدسات و الكابات و البوريهات و الكادمولات و امتطت التاتشرات التي نصبت على ظهورها الدوشكات و شالت الكلاشن!!!...
الشاهد/المستخلص هو أن سيادة الفريق و بقية فرقآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) صاروا يفصحون علانيةً ، و بصريح العبارة ، و خلافاً على فترة التسويف و المماطلة إبان الفترة الإنتقالية التي أعقبت خلع البشير ، عن رغبة العسكر في الإنفراد/الكَنكَشَة بالسلطة و تأكيد مبدأ الفول فولي و إستراتيجية أنا عَوِير ليكم أسلم رقبتي للمشنقة!!! ، و لهذا فهنالك من يقول:
و إييه كان لزوم اللف و الدوران و مضيعة الوقت ، مش كان من أول يوم العساكر تقلبها و ما تشارك أي جهة ، و لماذا بيع الأوهام و كذب الإنحياز إلى الثورة و التغيير و هدر الوقت و الجهد و إراقة المزيد من الدمآء و زهق الأنفس الغالية ، مش كان من قولة تِيت تقولوا عسكرية مية المية ، و لربما حصل و انبرى لمساندتكم و الصفح عنكم محبو الإنقلابات و مؤيدو حكم الطغاة ، أو لربما كان في كلام تاني و مواقف يحددها الثوار الذين كانوا قايمين و فايرين و جاهزين...
بعدين النقطة الثانية بتاعة (جيشٌ واحدٌ لا رديفَ له) فمبدئياً لا خلاف عليها البتة ، و سوف تبصم عليها جميع/غالبية الشعوب السودانية بالعشرة و تباركها ، و لكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا تأخر الإعلان ، و ذلك إذا علمنا أن الثوار و الحادبين من السودانيين كانوا قد نصحوا حتى بحت أصواتهم بأن تعدد الجيوش بِسوِّي المصآئب و بِجِيب الجَلَا ، و أن مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) شرٌ مستطيرٌ و فتنةٌ نآئمةٌ/صاحيةٌ ، و أنها و صاحبها كانوا لَابدِين فوق رأي ، و حينها و عوضاً عن الإستماع إلى النصح إِنتُهِرَ الثوار و الحادبون و زجروا و هددوا بالويل و الثبور ، و أخبروا بأن الدعم السريع (الجنجويد) خط أحمر و أنه من رحم القوات المسلحة!!! ، بل أن اللجنة الأمنية العليا أتت بالجنجويد و أدخلتهم الخرطوم بتاتشراتهم ذات الدوشكات و بقية العتاد الما خَمَج ، و عملت بهم الإرتكازات في الطرقات و الكباري و المرافق الحيوية بما فيها المطار و القصر الجمهوري و إذاعة هنا أم درمان إذاعة جمهورية السودان ، و استفزت بهم الناس و أرهبوهم ، و حلقوا بسكاكينهم شعَور الأولاد و البنات ، و مَحَّطُوا بِسِيطَانِهم و بَسَاطِينِهم أجسام الشيوخ و العجزة ، و خَلُّوهم يسووا حاجات تانية كعبة يندى لها الجبين ، هذا عدا قتل/إغراق/حرق الثوار العزل طبعاً بالمشاركة مع القوات الموازية الأخرى من جهاز العمليات و القوات الخآصة و كتآئب الظل و الدفاع الشعبي و بقية الهَردَبِيس الكيزاني...
حاشية:
بمناسبة لا رديف للقوات المسلحة نرجو من سيادة الفريق أو من يمثل القوات المسلحة شرح و تفسير الڨيديوهات المنتشرة عن دخول قوات الحركات المتمردة المسلحة (المُصَلَّحَة) بتاعة دارفور و الإِنقَسَنَا إلى قاعدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة...
أسئلة إعتراضية:
أهي إرتكازات جديدة من قوات حركات صديقة و مؤتمنة؟...
أهي قوات/حركات من رحم القوات المسلحة؟...
هل تم دمج قوات هذه الحركات و إستيعابها في القوات المسلحة؟...
أم أنه إشاعات و كلام ملكية ساكت و من تحت التربيزة؟...
أم أن الحكاية ترضية للسادة: مني أركو مناوي و جبريل إبراهيم و مالك عقار و بقية الحلفآء من المهمشين و المستنفرين و المُتَشَعلِقِين؟...
و أما الحديث عن الفترة الإنتقالية و حكومة التكنوقراط الغير سياسيين ، و طبعاً السيد الفريق يعني/يقصد التكنوقراط الغير منتمين إلى أحزاب سياسية ، فهذا كلام جميل و يمكن قبوله و بلعه و هضمه و كمان إفرازه بسهولة و يسر ، لكن قول لي/قل لنا سيادة الفريق كيف يكون ذلك و الآمر الناهي عسكري ، و الأَلفَة المشرف الذي يسجل أسمآء المشاغبين في البلاد و يعين التكنوقراط دَيَّاشِي ، و يظن/يعتقد كثيرون من أفراد الشعوب السودانية أن هذا الدَّيَّاشِي صنعة/بواقي كيزان و مُتَمَذهِب (مأدلج) بفكر الجماعة الكيزانية التي ثارت الشعوب السودانية ضدها...
فيا سيادة الفريق إن تأمين/ضمان إستقرار الفترة الإنتقالية يتطلب أولاً وقف الحرب ، و ذلك الأمر يتضمن محادثات و نقاشات و حوارات ، و لا بد أن يكون للمدنيين و السياسيين دور فيها و كذلك رأي فالأمر يتعلق بمصير بلد ، و إلا كان الأمرُ هدنةً عسكريةً و جَمَّةً يعود بعدها القتل فور وصول الإمدادات و الإشارات من الدول و الجهات الممولة و الراعية و الصديقة...
إن الأمن و الإستقرار يتطلب/يشترط عودة العسكر إلى الثكنات و الإلتزام و التقيد بممارسة أدوارهم المهنية و بإحترافية ، و كذلك تسليم أمر الحكم إلى المدنيين و تحديداً الثوار الذين صنعوا الثورة و من حالفهم و شاركهم مشوار النضال السلمي المدني ، و معرفة هؤلآء النفر ليست بالأمر العصي لمن خلصت لديه النوايا الوطنية الطيبة و صلحت سريرته و علنه...
و أما التكنوقراط من السودانيين الوطنيين الحادبين ”الما شغالين بالسياسة“ فهم هَبَطرَش و على قفا من يشيل ، و يمكن معرفتهم و تعريفهم و كمان تصنيفهم ، لكن يجب عدم الخلط بينهم و بين جماعات: الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإقتصادية و الفواقد الحزبية و التربوية و المُتَشَعلِقِين المتوفرة أيضاً بكثرة و جاهزة و لابسة البدل و القمصان و الكرفتات ، و هذا بَيِّن و ذلك بَيِّن ، و ليس هنالك ما يَلِمُّ ما بين القُمرِي و السِّمبِر...
و الإنتخابات حَبَابَها عشرة و من غير كَشَرَة ، لكن لابد من إستيفآء شروطها ، فالإنتخابات تستلزم خلق حالة إستقرار آمنة خالية من: القمع و البطش و تدخلات العسكر و أصحاب السلاح من المليشيات الكيزانية و غير الكيزانية و أحكام و قوانين الطواريء و أوامر السيد القآئد العام/رئيس مجلس السيادة الإنتقالي المؤقتة و التعديلات الما ليها أول و لا أخر هذا غير الحاجات التِحِت تِحِت ، حالة/مرحلة تسود فيها أجوآء حرية الرأي و التعبير و العدالة و حكم القانون و المؤسسية و تسمح بعودة الفارين و النازحين و اللاجئين و من رَغِبَ من المغتربين و المهاجرين...
إن الأمن و الإستقرار يعنيان أيضاً:
- إبتعاد العسكر عن السياسة و العودة إلى الثكنات
- حل جميع مليشيات الجماعة بما فيها الجنجويد (الدعم السريع) ، و إيجاد صِرفَة/حل لحركات ”المهمشين“ المسلحة المتمردة المتناسلة كما الأرانب
- تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و إزالة التمكين و محاسبة و محاكمة المسيئيين و الفاسدين ، و ذلك لأن هؤلآء و إن تركوا مَطلُوقين فحتماً سوف يعيثون في الأرض فساداً و خراباً و إرهاباً و جعيراً ، و سوف يكتسحون الإنتخابات المَخجُوجَة و هم الخبرآء في الفساد و التزوير و أرباب الدَّغمَسَة و أسياد الحلاقيم و الأقلام و القنوات و المنصات المأجورة ، هذا إذا علمنا أنهم قد إستولوا على الألوف المؤلفة من الأطنان مما نهبوه/سرقوه/إغترفوه من ثروات الشعوب السودانية ، و معلومٌ أن الإنتخاباتِ أبواقٌ و حلاقيمٌ و فلوس...
و إن تم إستيفآء النقاط أعلاه فإنه بالإمكان تهيئة المناخ لإجرآء إنتخابات مستوفية شروط النزاهة من حيث: الإستعدادات و الإعدادات و التشريعات و القوانين و اللوآئح و النظم...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

 

آراء