جبريل ابوشعور رقيقه

 


 

طه مدثر
21 March, 2023

 

tahamadther@gmail.com

(1)
الفشل فى الفهم البسيط هو عكس النجاح.وفى القران الكريم وردت كلمة الفشل.بصيغة المثنى.(واذا همت طائفتان أن تفشلا)وجاء فى التفاسير.ان الفشل هنا بعنى (أن تجبنا.او تضعفا)فالفشل هنا بمعنى الجبن أو الضعف.
(2)
وفى العهد البائد.و عندما تراكمت الأزمات على الشعب السودانى.خرج علينا فى زينته أحد كبار المسؤولين المشهورين.وبكل برود(ضب إنجليزي)قال(الأزمة محلها وين؟)فذاك المسؤول لم يكن اعمى بصر.بل كان اعمى بصيرة.فالازمات فى السودان حاليا أو سابقا على(قفا من يشيل)ولكن المسؤولين أو من ألقى على عاتقهم حللت تلك الأزمات كانوا يمارسون الهروب منها.بنشر وبث بعض الأقوال على شاكلة(الأزمة محلها وين)حتى يشغل الناس بفلسفته الفارغة.بينما هو سادر فى غيه.
(3)
وبالامس جلس دكتور جبريل ابراهيم وزير مالية السلطة الإنقلابية.متباهيا ومفاخرا .بقدراته ودوره فى الاقتصاد.وتصوره للحلول.وان المستقبل مفتوح أمامه.وهو يؤمن بأن الأزمات شئ عارض أو مؤقت.فقال(لست خالدا فى الوزارة.ومتى شعرت بالفشل سأغادر)ونتفق مع دكتور جبريل.بانه ليس خالدا فى الوزارة.بل ليس خالدا فى الدنيا بأسرها.(هيهات هيهات مافى الناس من خالد)فالكرسى الذى بجلس عليه الآن.سبقه بالجلوس عليه وزراء كثر.منهم من انتفعنا بعلمه وسياسته.ومنهم من أضر بنا بسبب تخاريفه الاقتصاد والمالية.واخرين كانوا مجرد (تمامة عدد.او تمومة جرتق)فالى اى مسار بنتمى جبريل؟
(4)
وهنا نقول ان السيد جبريل حقيقة لم يفشل.منذ توليه المنصب فى عهد حكومة حمدوك الثانية!!.بل نقول هو لم ينجح فى الزراعة .وفى توفير التمويل الزراعى فى مواقيته المعلومة.ولم يستطع توفير أموال كافية لشراء المحاصيل.مما أدى إلى تنامى عدد المزارعين المعسرين.وبعضهم داخل السجون.والبعض الآخر فى انتظار الدخول.وجبريل لم ينجح فى إرغام التجار على دفع تلك الضرائب الباهظة التى فرضها عليهم.فرفضوها.ودخل التجار والأسواق فى إضرابات عن العمل.وشاركهم فى الاضربات العاملين بالكهرباء والاطباء والمعلمين وبعض الموظفين بالدولة..وجبريل لم ينجح حين عجز عن توفير البند الأول من الميزانية.وهو دفع أجور الموظفين والعاملين بالدولة.فى مواقيتها المعلومة.وفى عهده الميمون الزاهى النضر.شهدت الأسواق.ومازالت تشهد كسادا لا مثيل له.ودعك هنا من حكاية انخفاض التضخم..وفى المجال الصناعي.توقفت كثير من المصانع.
(5)
وهذا فيض من غيض من نجاحات جبريل ابراهيم!!.واذا لم يكن هذا فشلا فماهو الفشل عند جبريل ابراهيم.؟او ابو شعور رقيقه.فالسيد جبريل.لم يشعر حتى الآن بأنه فشل فى منصبه.وفى مهام وظيفته.فماذا نقول غير.ان الشعور .حالة حسية تختلف من شخص لاخر.فالبعض له شعور (كم طويل)وبعضهم له شعور(نص كم)ولكن يبدو لى أن جبريل ابراهيم (خالى من الشعور)!!وبالله عليك ياسيد جبريل ابراهيم.وطوال مدة تنسمك لهذا المنصب.ألم تشعر بحالات الغضب الظاهرة أو المكبوته.الواضحة أو المستترة تجاهك.؟.ألم تشعر بمعاناة الناس البسطاء؟فالشعور قسمة ونصيب. اما الاستقالة.فهى أمر استثنائى بالسودان.فالوزير أو الوالى لا يستقبل.وان ركبه الفشل من رأسه إلى أخمص قديمه.وانما يقال.وان كان ابويك اسموك جبريل.فاسال الله ان يعطيك جزء من صفاته.وتبت يد اعداء الثورة ومن ساعدهم.وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989.سياسيا وقانونيا.ضرورة إنسانية وواجب وطني مقدس...,.

 

آراء