جراب الرأي وعلي المك

 


 

 


لله دره.. سيد الحيشان التلاتة: جريدة واذاعة وفضائية, يحاصرنا من الجهات كافة حتي لانقع في حيرة وضجر, جراب الرأي هذا.
وما كان لملك الميديا في أخر الزمان, مردوخ هذا, أن يرتع هكذا لولا اننا نحيا في زمن غريب حقا.
استمعت اليه في حديث اذاعي يطلق فيه العنان لخياله وكأن جمهور المستمعين مجاميع من المدسترين المغيبين, تحدث عن صداقة مزعومة له مع علي المك, واضاف بعد ضحكة قصيرة:
بدأت صداقتي مع علي المك بعد "شكلة" في اعقاب نشره مقالا في جريدة "الميدان "وعزا ذلك لاندفاع الشباب في ذلك الوقت.
والحقيقة ان علي المك كان نشر مقالا في جريدة "الميدان" يعلق فيه علي رسالة كانت بعثت بها ناشطة حقوقية اوربية الي النقابي علي الماحي السخي الذي كان نزيل سجون النميري وقتها.
علق علي المك فيما يشبه الاعتذار للنقابي المناضل علي ما اعتبره تقصيرا منه في مواجهة النظام المايوي, واشار الي وجود عملاء لجهاز الامن في الجامعات يدبجون التقارير عن زملائهم ويرفعونها الي رئاسة الجهاز.
أثار هذا المقال حفيظة جراب الراي فكتب مقالا في جريدته كال فيه السباب المقذع لعلي المك ووصف ديوانه النثري الجميل "مدينة من تراب" بانه شعر من تراب.. هكذا.
ومضي سيد الحيشان الثلاثة في حديثه عن صديقه المزعوم قائلا:
كان علي المك يزور الشخص الذي خلفه في دار النشر التابع لجامعة الخرطوم وبحكم ان هذا الشخص كان صديقي فكنت اتواجد معه اثناء زيارات علي المك.
والشخص الذي اشار اليه جراب الراي كان الي جانب عمله كاستاذ جامعي, يبيع ساندوتشات الطعمية والشاورما في جامعة الخرطوم وفي داون تاون ولم يكن هو من خلف علي المك في دار النشر عقب الاطاحة به.
اذن..الرواية مضروبة من اساسها.
يواصل جراب الراي حديثه وهو جالس بانبساطة:
في مرة قال لي علي المك انه نجح في ان يجمع احمد المصطفي وعبد العزيز محمد داؤد ليتحدثا عن الشعر العربي, وان علي المك ذهل من هذا الحوار وهو الدارس للادب العربي والادب الانجليزي..
واضاف ان علي المك قال له تصدق ان ود العرب يقصد- احمد المصطفي- هزم الكحلي ويقصد عبد العزيز محمد داؤد.
وهذه فرية فاقعة, فالمعروف ان علي المك يود عبد العزيز كثيرا ويحترمه احتراما كبيرا ويقدر موهبته حق تقدير, ولم يكن يتحدث عنه بهذه الخفة ابدا لافي وجوده ولافي غيابه, ولو كان هذا قرأ كتابه البديع عن عبد العزيز داؤد لما قال كلامه هذا.
ويتالق صاحبنا مرة اخري فيروي قائلا:
كنت في زيارة للاذاعة ووجدت أحمد المصطفي ضمن مجموعة من الناس فانتحيت به جانبا وقلت له سمعت انك بصدد تلحين اغنية جديدة ولم ترق لي الفكرة..
وأضاف رأيت دمعة في عيني احمد المصطفي وقال لي قلت كدا يا ود القرشاب؟
والمطلوب ان نصدق ان الفنان الكبير اذعن لنصيحة جراب الراي وامتثل صاغرا.
ويتحفنا باخري..
قال زارني الموسيقار برعي محمد دفع الله في مكتبي وفي هذه الاثناء رن جرس الهاتف وكان المتحدث علي المك بصوته الفخيم هكذا وصفه واوصاني ب "الحلاب"..
وشرح ماذا يقصد علي المك ب "الحلاب", فقال انه يقصد ان برعي محمد دفع الله يحلب الالحان.
الذين يعلمون معرفة علي المك العميقة بصنوف الموسيقي العالمية والمحلية وبضروب الغناء الغربي والسوداني, لايسيغون انه لايمكن ان يتحدث بهذا الاسلوب البلدي المتخلف عن موسيقار عبقري هو برعي محمد دفع الله, هذا الي جانب صداقته المديدة مع برعي.
ونعود لصداقة جراب الراي مع علي المك..
هذا مبدع كبير وفنان ساحر الاسلوب مهذبه, لاتصدر عنه كلمة نابية ابدا, مترجم ومحقق وانت اوقفت قلمك للاساءة للناس وللتعريض بمن يخالفونك الرأي ولفبركة الاخبار والاشاعات عن الخصوم, فما هو المشترك بينكما وعلي أية ارضية قامت تلك الصداقة المزعومة؟.
حقا كم تبدو الاشياء غريبة في هذا الزمن الغريب.
moawia_gamaleldin@hotmail.com

 

آراء